الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعدم شراء اللقاحات يعبث بحياة المواطنين الإيرانيين

عدم شراء اللقاحات يعبث بحياة المواطنين الإيرانيين

0Shares

بعد أن أصبحت جائحة "كورونا" أزمة عالمية أرهقت دول العالم كافة بتداعياتها الفتاكة، بات معها انتاج اللقاحات والتطعيمات، وتوفيرها بشكل مجاني، الشغل الشاغل للحكومات التي تنفق لهذه الغاية الأموال الطائلة.

وفي هذا الصدد، تعمل شركات الأدوية ذات السمعة الطيبة مثل "فايزر" و"موديرنا" و"آسترازنكا"، التي حصلت على الموافقة على لقاحاتها من قبل منظمة الصحة العالمية، جاهدةً للبحث عن آليات لإنتاج المزيد من اللقاحات، نظرًا لتزايد الطلب على هذه اللقاحات من مختلف البلدان كل يوم.

 

غير أن الوضع في إيران المنكوبة بتسيّد نظام الملالي مختلف تمامًا، حيث لم يتم الإعلان قط عن أي برنامج تطعيم محدد، على عكس البلدان الأخرى، بل صرح خامنئي في 8 يناير أن "لقاحات كورونا الأمريكية والبريطانية لا يسمح دخولها إلى إيران" ؛ ليحرم بهذه الطريقة الشعب الإيراني من اللقاحات المعتمدة الجاهزة، في الوقت الذي "يكون السبيل الوحيد للتعامل مع كارثة كورونا هو هذا التطعيم (العام) ".

 

لكن بعد وقت طويل من الحيرة والتسويف والعبث بأرواح الإيرانيين، يبقى الجدل متمحوراً حول "نشتري اللقاح – أو لا نشتري اللقاح"، يواكب ذلك إطلاق العديد من الوعود المختلفة حول اللقاحين الهندي والكوبي، وحول ذلك قال وزير خارجية الملالي مؤخراً في موسكو في 26 يناير، إنه تم تسجيل لقاح سبوتنيك الروسي في إيران، وتمت الموافقة عليه من قبل المسؤولين في الصحة؛ كما غرّد رئيس مركز العلاقات العامة في وزارة الصحة في النظام جهانبور في 28 ينايرعلى تويتر: "تم إصدار تصريح الاستخدام الطارئ للقاح سبوتنيك الروسي في إيران".

 

اللقاح الروسي، العلاج أم …؟

ويتسع الجدل حول اعتماد اللقاح الروسي الذي أنفق عليه نظام الملالي أموال الشعب الإيراني، على الرغم من "قلق الباحثين منذ البداية من أن العلماء الروس، اجتازوا المراحل التجريبية لايصال اللقاح مرحلته النهائية بسرعة تحت ضغط من السلطات السياسية"، بحسب صحيفة "جهان صنعت" الإيرانية.

يأتي ذلك في الوقت الذي طلبت فيه منظمة الصحة العالمية من روسيا اتباع التعليمات المحددة لانتاج اللقاح في مختلف مراحله بحسب البروتوكولات المتبعة في هذا الشأن، إلا أن روسيا لم ترسل معلومات إضافية حول اللقاح لمنظمة الصحة العالمية للموافقة عليه، ونتيجة لذلك لم يحصل اللقاح الروسي بعد على موافقة منظمة الصحة العالمية" (المرجع نفسه).

وتسود حالة من الغموض والمخاوف حول مخاطر اللقاح الروسي، وآثاره الجانبية، وقد عبرت مينو محرز (العضو في لجنة مكافحة كورونا في النظام) في 28 يناير، عن شكوكها ومخاوفها حول فاعلية اللقاح، قائلةً "كعضو في الطاقم الطبي، لن أحقن هذا اللقاح!".

وتكمن الحقيقة في أن نظاماً كنظام الملالي ذو طبيعة معادية لمواطنيه وللإنسان، يمارس القتل بحق الشعب الإيراني من أكثر من 40 عاماً، ومبدأه الأساسي هو "الحفاظ على النظام باعتباره أوجب الواجبات "، لا يهتم باتباع شروط التطعيم الصحي، بحسب ما تتبع الحكومات التي تهتم بصحة مواطنيها وحياتهم.

يضاف إلى ذلك حظر المسؤول الأعلى لهذا النظام رسميًا استيراد اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، بل انه يعتبر وباء كورونا "نعمة"، يمكن ان تكون "انجازا" و"فرصة" (وفقاً لتصريحات خامنئي، 1 ابريل2020)، وذلك بهدف منع التجمعات وانتفاضة الشعب.

ويغيب عن ذهن النظام حقيقة أن "استمرار كورونا سيخلق موجات جديدة من التغيير الاجتماعي والسياسي" وهو ما أشار إليه زالي رئيس مقر طهران كورونا، في تصريح له في 27 يناير، بينما يرى النظام من خلال سياساته لتثبيت حكمه في كون الجائحة "نعمة" و"فرصة في هذه المرحلة.

وفي الأثناء، تتزايد في المجتمع الإيراني كل يوم مشاعر الغضب والكراهية تجاه النظام، الناجمة عن التغيرات الاجتماعية- السياسية، ويتزايد معه – لدى قادة الحكومة – رعب شبح اندلاع هذا البركان الرهيب ، في أي لحظة، ما يجعلهم في هلع دائم.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة