الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرالنظام الإيراني و «تسونامي النقص للمعلمين»

النظام الإيراني و «تسونامي النقص للمعلمين»

0Shares


في إيران المنکوبة بالملالي، فإن العجز المؤلم لأعداد المعلم شديد لدرجة أن وکلاء النظام يصفونه بـ «تسونامي نقص المعلم». وأعلن وکيل وزارة التعليم والتربية عن نقص 300.000 في عدد المعلمين في شهر مهر الإيراني (اکتوبر) ويتوقع احتمال کارثة وأضاف: «اذا استمر الوضع بهذا المنوال، فعلينا أن نبني نصبا تذکاريا بعد عامين  للتعليم والتربية خاصة في مجال التعليم الابتدائي والتربية».
ويأتي هذا الاعتراف في ظل أجواء الرقابة. ويقول هذا المسؤول في التعليم والتربية: «هناک من يوصون بأن لا نعلن عن الاحصائيات». ولکن هذا الرجل وعلی عکس وصايا «البعض» يعلن عن الاحصائيات و صبّ ماءً باردًا في أي أمل للجميع واستبعد احتمال أي انفراجة ويقول: «نحن نقوم بالدراسة ونعلن ولکن مقتضيات توفير الظروف ليست بأيدينا». 
هل هناک أي شکوک في حال عدم وجود إحصائيات دقيقة، لا يمکن التدقيق المنطقي في الجذور والعلاج؟

مشکلات التربويين في إيران

هناک القليل ممن لم يروا قائمة طويلة من مشکلات المعلمين في إيران، بما في ذلک أجورهم المنخفضة ، حتی بالمقارنة مع العديد من الوظائف الحکومية الأخری، ناهيک عن المقارنة مع الدول الأخری. (قارنوا 4000 دولار معدل مرتب معلم إيراني سنوياً مع متوسط مرتب معلم في لوکسمبورغ  99،000 دولار و 65،000 دولار في ألمانيا).
التمييز، وعدم وجود مزايا مساوية للوظائف الحکومية الأخری، ومشاکل التأمين و … هي أيضا جوانب أخری من مشاکل المعلمين.
ووفق اعتراف أحد المواقع الحکومية، «يبقی للمعلم الارهاق والتعب فقط».و في مثل هذه الحالة، يتعرض النظام التعليمي لکثير من الأضرار.

 
خيارات النظام لمشکلات التربويين
في کل نظام شعبي، من الطبيعي أن يتم بذل جهود جادة لحل مشاکل شريحة شريفة تساهم بشکل مباشر في صنع مستقبل البلاد. بيد أن النظام الکهنوتي له حدود معينة مع العالم المتحضر في هذا الصدد.
واحد من حلول النظام، الذي أصبح، بالطبع، مشکلة في سياق العديد من مشاکل التربويين الأخری، هو تقاعدهم قبل الموعد. ويقول وکيل وزارة التعليم والتربية: 
«هناک حوالي 800،000 متقاعد تربوي هذا العام، وسيکون عدد العاملين والمتقاعدين في العام المقبل ضعفين، وفي عام 1401 ، سيکون لدينا مليون و 150 ألف متقاعد و 830 ألف موظف ، وسيتجاوز عدد المتقاعدين عدد الموظفين». (صحيفة إيران 28 ابريل2018)
وهذا يأتي في وقت أن نقص عدد المعلمين يفوق الوصف. وذکرت وکالة أنباء ايسنا في 21 فبراير  2018  وتحت عنوان «تسونامي»،«انخفاضًا حادًا في الکوادر الانسانية في التعليم والتربية اثر التقاعد». وتؤکد ضرورة تدريب سنوي لـ 30 ألف کادرجديد.
کما کتبت صحيفة «جوان»: «إن تسونامي نقص المعلمين في التعليم بلغ حدا، إذا لم يتم العثور علی حل، فإنه سيقوض نظام التعليم الکامل للجمهورية الإسلامية». (صحيفة جوان 29 ابريل 2018).
إذن لماذا يلحّون علی دفع المعلمين إلی التقاعد في وقت مبکر؟ للاجابة نقول هناک مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلک أن العديد من المعلمين الواعين والشرفاء يعارضون حکم ولاية الفقيه والسياسات التعليمية للنظام. ولذلک ولغرض منع تأثيرات هذه المعارضة علی سائر المعلمين والطلاب، فان أبسط حل هو جعلهم متقاعدين قبل الموعد والقول لهم فعلا ان سبب مشکلاتکم يعود إلی کثرة أعدادکم. اذن يجب تقليل أعدادکم. 
 
توظيف عناصر النظام
ولأن نقص المعلمين يعد أزمة حقيقية وتستفحل أبعادها بجعل المعلمين متقاعدين بشکل مبکر، فيجب استبدالهم بطريقة ما. و توظف الحکومة عناصرها الخاصة، بما في ذلک الباسيج وبهذه الطريقة البسيطة والبدائية يسدون الشواغر في أعداد المعلمين من جهة، وتوفير مجال التجسس ضد المعلمين الواعين من جهة أخری.
إن توظيف هؤلاء «المعلمين»، الذين لم يتلقوا تدريب المعلمين وتم توظيفهم دون أن يکون لديهم «يوم تدريبي واحد» حسب اعتراف مساعد المجلس الأعلی للتعليم والتربية (وکالة أنباء مهر ، 2 سبتمبر 2017) له تأثير مدمّر للغاية علی النظام التعليمي وکذلک علی تعليم الأطفال والمراهقين.

 
احتجاجات المعلمين
في مواجهة اضطهاد التربويين في البلاد، رفعت هذه المجموعة الشريفة والمثابرة صوت احتجاجها في مناسبات مختلفة. إن السياسات المناهضة للتربويين والمناهضة للثقافة التي ينتهجها النظام، ليس لم تستطع منع المعلمين من متابعة مطالبهم فحسب ، بل زادت من تصعيد جهودهم.
لم يکن من قبل المصادفة أن ممثلي المعلمين الإيرانيين کانوا دائما في السجن في السنوات الأخيرة. إن الوسط التربوي الإيراني النبيل والواعي يعارض بشدة النظام الحاکم، ويُسمع صوت احتجاجه جنباً إلی جنب مع سائر الشرائح الواعية والمناضلة الأخری ، من أرجاء الوطن.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة