الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنهاية مريرة لمشروع خامنئي

نهاية مريرة لمشروع خامنئي

0Shares

نهاية مريرة لمشروع خامنئي

قبل اثني عشر شهرا من مسرحيته للانتخابات، بدأ خامنئي اتخاذ التدابير لهندستها.

 في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، ظهر إلى المشهد تحت أي ذريعة ليستخدم كل أعمال الدجل التي يلمها من التهديدات والترغيب، إلى التأكيد على الواجب الشرعي، وإلى الالتماس والمناشدة و …. وتحشيد جهازه السياسي والدعائي بالكامل وراء هذه الحملة الانتخابية لجلب الناس إلى صندوق الاقتراع، كما كتبت صحيفة ستاره صبح: “إنه أمر غير مسبوق في تاريخ انتخابات إيران أن يتم تعبئة جميع موارد البلاد لجذب الناس إلى صندوق الاقتراع”.

ويعزى هذا الجهد  الدعائي السياسي غير المسبوق إلى حقيقة أن  خامنئي كان بحاجة إلى برلمان موحد  لمواجهة  الانتفاضات المحتملة، كما كان تكوين  مجلس  الخبراء مهما لخامنئي أيضا  بسبب دوره في تحديد خليفة له.

ولكن الآن يتمتع كل من البرلمانين المزعومين، وفقا لإحصاءات النظام نفسه، بأقل دعم من أصوات الأصدقاء، ولا يعتبر أي منهما فعالا في معالجة آلام خامنئي المستعصية. بالنسبة لمجلس الخبراء، يقول الملالي الكبار في الحوزة إن عدد الأصوات الرسمية منخفض جدا بحيث يفتقر المجلس إلى المصداقية لتعيين الولي الفقيه. وأما بالنسبة لمجلس الشورى فبدلا من أن يكون النواب عصبة واحدة، فإن أعضاء البرلمان الجديد الذين لم يجلسوا على المقاعد بعد، فهم يتصارعون بعضهم البعض!

بعد الانتخابات، تحدث خامنئي إلى الأعضاء الحاليين في مجلس الخبراء في 7 آذار/مارس حول “ما يمكن أن يسلب حلاوة البرلمان الجديد” من “إثارة الخلافات وافتعال النزاعات” في برلمان غير مشكل بعد، وحذر عناصره التي أصبحت متصارعة لبعضها البعض: “لا تسمحوا بزوال حلاوة المجلس الجديد ويتجرع المرارة.”

لكن في نفس اليوم الذي ألقى فيه خامنئي هذه التصريحات للجم الذئاب في عصابته، كان المشهد على شاشة التلفزيون الذي تسيطر عليه عصابته مشهد “اثارة الخلافات والنزاعات”. وكان تلفزيون خامنئي قد استضاف الملا رسايي الفائز الأول في مسرحية الانتخابات بهدف  توجيه ضربة لقاليباف رئيس البرلمان الحالي للنظام. وأصدر مدير ما يسمى بالبرنامج تعليمات للمحاور “بطرح هذه الأسئلة على قاليباف والحرس” (صحيفة أرمان ملي 10 مارس). وقام رسايي  بتسليط سيف الانتقاد على قاليباف وصحيفة قوات الحرس ووكالة أنباء فيلق القدس الإرهابية، قائلا: “بدأت صحيفة جوان ووكالة تسنيم للأنباء في إهانتنا في اليومين الماضيين”. وكشف رسايي في المقابلة نفسها أن معركته مع قاليباف تدور حول الرئاسة ولجان البرلمان أيضا.

كتبت صحيفة أرمان ملي الرسمية عن عاقبة مشروع تطهير المجلس وتوحيد أركانه: “الآن بعد العامين الماضيين، نرى أن دائرة التطهير تضيق، ومع نهاية انتخابات المجلس الـ 12 وفوز المتشددين في طهران، بأقل تصويت ممكن من أدنى نسبة إقبال ممكنة، يحاول الأصوليون غربلة المزيد من الافراد هذه المرة وفي أهم مهمة يسعون إلى إزاحة محمد باقر قاليباف من البرلمان و إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك، فيحاولون على الأقل منعه من جلوسه على كرسي رئاسة البرلمان، من خلال تشويه سمعته حسب طلب خامنئي وبالطريقة المعروفه لديه لإزالة الشوائب. ولكن لا يبدو أن هدف خامنئي من عملية التطهير كان مصارعة رسايي وعصابته لقوات الحرس أو فيلق القدس. و يبدو أن هذا جزء من المرارة التي كان يشير إليها خامنئي.

لكن مصدر هذا الوضع وسبب انحراف انتاج عملية التطهير هو ضربة المطرقة الثقيلة للمقاطعة الوطنية لمسرحية الانتخابات التي حولت عرض خامنئي “الحماسي” و “الآمن” إلى إفلاسه سياسيا واجتماعيا ورفض الشعب الإيراني التام لنظام ولاية الفقيه، وبدلا من الرحيق والعسل، سكب السم والحنظل في فم خامنئي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة