الأربعاء, مايو 8, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانسرّ صمود مجاهدي خلق أمام نظام الملالي

سرّ صمود مجاهدي خلق أمام نظام الملالي

0Shares

سرّ صمود مجاهدي خلق أمام نظام الملالي

عنصر الاستقلال هو الجواب على سؤال كيف تمكنت منظمة مجاهدي خلق من الوقوف في وجه واحدة من أفظع الديكتاتوريات اللاإنسانية في التاريخ الحديث على مدار 44 عاما من القتال والنضال. وكيف تمكنت من إفشال المؤامرات المتتالية والمروعة للرجعية والاستعمار، وكيف تمكنت من مقاومة العديد من الحكومات والقوى الكبرى في العالم التي تضافرت معا للقضاء على هذه المقاومة، وكيف أصبحت أقوى وأكثر تماسكًا وقوة يومًا بعد يوم.

يمكن لأي شخص يبحث عن سر إصرار منظمة مجاهدي خلق الهائلة وتجاوز المقاومة الإيرانية عبر الأحداث المروعة في هذه السنوات، أن يكتشف السر من خلال مشاهدة برنامج حملة المناصرة الوطنية مع تلفزيون المقاومة الإيرانية (سيماي آزادي) الذي حدث في 12-16 يناير. في هذا البرنامج، تبرع الإيرانيون من داخل إيران وخارجها، الذين كانوا على اتصال بتلفزيون المقاومة الإيرانية، بدعمهم المالي لهذا التلفزيون.

الاستقلال المالي هو الشرط الأساسي للاستقلال السياسي لأي حزب أو منظمة سياسية. إذا فشل حزبٌ أو منظمة في الوقوف على قدميه ماليًا وعلى الشعب الذي تمثله، فإنه يزول أو يصبح تابعًا شاء أم أبى.

أثبتت اتصالات الإيرانيين الرائعة مع التلفزيون الوطني الإيراني سيماي آزادي لتقديم المساعدة المالية هذه الحقيقة بأكثر الطرق مثالية. وقد صرح المناصرون المخلصون في المقاومة الإيرانية بهذه الحقيقة ببساطة ووضوح في تصريحات مختلفة:

وقال أحد المواطنين: “من لا يتبع أي سلطة عالمية فهو يستطيع نقل خطاب الشعب”.

وقال مواطن آخر: “لو لم تكن مجاهدي خلق مستقلين، لما كانوا بحاجة إلى مساعدتي ومساعدة أبناء بلدي”.

وقال آخر: “قناة سيماي آزادي هي صوت الحرية. إنها صوت الاستقلال وتعتمد فقط على الحريصين الشرفاء المحبين للحرية”.

و… و…

إن الاستقلال المطلق للمقاومة الإيرانية هو الخط الأحمر والحدود الحاسمة غير القابلة للنقاش التي تفصل بين بديل المقاومة السياسية وبين البدائل الوهمية المزيفة والرجعية والاستعمارية. ما يعطي البديل الديمقراطي الوحيد مثل هذه القوة والصلابة هو استقلاليته المالية والسياسية، وهذا ما يجعل ما يسمى بالبدائل فقاعات سياسية وتابعة بدون جذور اجتماعية وتاريخية.

على الرغم من أن المساعدة المالية التي يقدمها المواطنون والاستقلال المالي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية مهمة وأساسية للغاية، إلا أن استخدام مصطلح التبرع وحتى المساعدة لتبرعات أصحاب اليد البيضاء يقلل من قيمتها. فجميع أولئك الذين قدموا مساعداتهم لمنظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية قدموا بإخلاص من أنفسهم وحياتهم. وهناك العديد من المواطنين، خاصة من داخل إيران، الذين أبدوا استعدادهم للتضحية وتخصيص رزقهم للمساعدة. فالفقراء الذين لا يملكون المال قدموا وجبة خاصة بهم، والذين دفعوا تكاليف علاجهم أو تعليمهم أو العمال الذين أعطوا جزءًا من أجرهم لمدة شهر، والمواطنون الشرفاء الذين تبرعوا بمئات الآلاف من الدولارات، كلهم قدموا تضحيات حقيقية وتخلوا عن جزءٍ من ضروريات حياتهم أو مدخراتهم التي جمعوها على مدى عام، وذلك لكي يبقى ضوء الأمل في قلوب الشعب الإيراني مشرقًا ومشعًا دائمًا.

وقد رد أحد هؤلاء المواطنين على سخرية أولئك الذين ينظرون فقط إلى الربح ورأس المال والمصلحة الذاتية بوصفه مجنونا قائلاً: “نعم، أنا عاشق لدرجة الجنون لمسعود رجوي، أنا عاشق لدرجة الجنون لمجاهدي خلق!”

نعم، في عالم يسوده السعي وراء الربح ورأس المال، يتجاهل البشر جوهرهم الإنساني والقيم الإنسانية مثل التضحية والحب والتفاني، ويُعتبر الالتزام بهذه القيم “جنونًا”. ومع ذلك، فإن هؤلاء المساعدين المحبين للحرية يحملون أيضًا مسئولية إحياء القيم الإنسانية.

ما يجعل هذه الدعمة متميزة للغاية هو الثقة المطلقة والحب غير المحدود لمنظمتهم المحبوبة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. إنهم يتحملون بصبر واستعداد تام انتظارًا طويلاً للمكالمات والإعلانات عن تبرعاتهم، كي يثبتوا ثباتهم في إيمانهم. وقال أحد المواطنين: “حسنًا، في جميع أنحاء العالم، يصطف الناس للحصول على شيء، ولكن هذا المكان الوحيد الذي يصطفون فيه للانتظار من أجل الدفع”.

وقد عبّرت إحدى المواطنات الإيرانيات عن هذا الحماس والتفاؤل، حيث قامت ببيع سيارتها للمساهمة في التبرع، وقالت بكلمات معبرة: “يجب على الفرد أن يكون مستعدًا وأن يتخلى عن كل شيء من أجل إنقاذ وطنه. ما هي الثروة بدون ذلك؟ عندما يأتي الحب، فإن الاستسلام أمر مستحيل”.

هذا الحب للحرية وهذا الانتماء الوطني العميق للمقاومة والتحرير، وللمناضلين من أجل الحرية وقادة الحركة ووحدات المقاومة، كانوا النور والعبير الذي ملأ الأجواء طوال حملة المناصرة. إنه نفس الرصيد والقوة التي لا يمكن تصورها والتي ساعدت هذه المقاومة والشعب الإيراني على هزيمة الفاشية الدينية الحاكمة وبناء وطنٍ أجمل على أنقاض النظام الحالي، وتحويله إلى مكان يتسم بالحرية والتقدم لترسيخ أعلى القيم الإنسانية فيه.

ويبقى لنا عهد أمام هذا الشعب المضحي والمنتفضين الصناديد في جيش التحرير الشعبي الإيراني العظيم، الالتزام بالإطاحة بنظام الملالي.

ستنتصر الثورة الديمقراطية الجديدة في إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة