الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومرئيسي الرئيس القاتل في إيران والإجماع العالمي

رئيسي الرئيس القاتل في إيران والإجماع العالمي

0Shares

منذ لحظة إعلان نتائج انتخابات نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري، اندلعت موجة غير مسبوقة من الاشمئزاز الدولي ضد رئيسي الجلاد.

ووصفت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية والمنظمات والمنتديات الدولية، رئيسي بأنه قاتل ومنتهك لحقوق الإنسان وملطخة يداه بالدماء في الجرائم.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إن رئيسي كان "عضوا في فرقة الموت في سجون طهران وأعدم خارج نطاق القضاء عدة آلاف من السجناء السياسيين في عام 1988" وأنه "يجب محاكمته على جرائم ضد الإنسانية". وقالت بيريل كوفلر مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان: "من المثير للقلق أن الرئيس المنتخب (رئيسي) لم يوضح عن ماضيه وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان". وأفادت رويترز أن "واشنطن وجماعات حقوق الإنسان تحمل رئيسي المسؤولية عن إعدام آلاف السجناء السياسيين خارج نطاق القضاء في عام 1988". وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال: "في عام 1988، نفذ رئيسي عمليات إعدام خارج نطاق القضاء لآلاف المعارضين".

وتتعارض ردود الفعل هذه مع العادات الدولية حيث يوجه المسؤولون والمؤسسات السياسية رسائل تهنئة للفائز بالانتخابات. لكن فيما يتعلق بالجلاد رئيسي، فإن أبرز الذين أرسلوا رسالة التهنئة هم عناصر مكروهة مثل بشار الأسد، ومادورو، ونوري المالكي، وحسن نصر الله، وقادة الجماعات الإرهابية المرتزقة للنظام في العراق ولبنان، واليمن. إن نهج المجتمع الدولي في تعيين رئيسي هو في الأساس نفس نهج زعيم الانقلاب العسكري.

 

مصدر الكراهية العالمية لرئيسي الجلاد

الكراهية غير المسبوقة لرئيسي الجلاد هي نتاج الحراك الكبير لمقاضاة المسؤولين عن دماء شهداء مجزرة عام 1988، والتي انطلقت الموجة الجديدة منها بعد دعوة الرئيسة المنتخبة للمقاومة السيدة مريم رجوي في عام 2016 حيث انتشرت في جميع أنحاء إيران ثم العالم. وفي هذا السياق، في أغسطس 2016، تم تسريب تسجيل صوتي لاية الله منتظري عن لقائه بالجلاد إبراهيم رئيسي ومرتكبي مجزرة 1988 الآخرين. وقال منتظري لهم بخصوص المجازر: "في رأيي، أعظم جريمة في الجمهورية الإسلامية … ارتكبتموها أنتم بأيديكم"؛ ثم قال نجل منتظري عن سبب إصدار هذا الملف الصوتي بعد 28 عاما، في إشارة إلى "الأجواء المناسبة" التي أوجدتها حركة المقاضاة: "في الوقت الحالي … هناك جدل مستمر حول هذه القضية".

بعد ذلك، تجاوزت حركة المقاضاة حدود إيران وكان لها تأثير عميق على الرأي العام الدولي والبرلمانات ووزارة الخارجية والحكومات.

حيث اقيمت مئات الوقفات والمظاهرات والمؤتمرات على مستوى دولي؛ وتم عقد الآلاف من الاجتماعات واللقاءات بمراجع حقوق الإنسان والسلطات السياسية في البلدان ؛ والمناشدات الجماهيرية للأمم المتحدة، إلى جانب تقديم وثائق المجازر والجرائم الكبرى، مما جعل العالم أكثر إطلاعًا على نظام المجازر، ولا سيما الجلاد رئيسي.

في البدايةً، أثارت السيدة عاصمة جهانكيرالراحلة، مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قضية مذبحة عام 1988 وضرورة إجراء تحقيق دولي فيها. ثم، في سبتمبر 2020، كتب سبعة مقررين خاصين للأمم المتحدة رسالة إلى النظام الإيراني حول مذبحة عام 1988 ومهدوا الأرضية لإقامة محاكم دولية ضد خامنئي ورئيسي ومرتكبي مذبحة 1988 الآخرين.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، قامت وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على كبير الجلادين إبراهيم رئيسي بسبب تورطه في جرائم القتل التي وقعت في انتفاضة نوفمبر 2019، وانتهاكات حقوق الإنسان، وعمليات الإعدام في ثمانينات القرن الماضي.

وفي عام 2020، وصف أعضاء مجلس النواب الأمريكي في القرار 118 مذبحة السجناء السياسيين عام 1988 بأنها "جريمة ضد الإنسانية" ودعوا حكومة الولايات المتحدة إلى "المشاركة في أي تحقيق دولي في مذبحة عام 1988". ووقع القرار فيما بعد بأغلبية أعضاء الكونغرس. في مايو 2021، كتب أكثر من 150 مسؤولاً سابقًا في الأمم المتحدة وخبراء دوليين ومنظمات غير حكومية مرموقة رسالة إلى غوتيريس ومقرري الأمم المتحدة دعوا فيها إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية في مذبحة السجناء السياسيين عام 1988.

وهكذا، فإن حركة المقاضاة، وبالاعتماد على دماء 30 ألف مجاهد بقوا متمسكين بمواقفهم في مقاومة خميني والولاء لمجاهدي خلق، أجبرت خامنئي، خوفا من الانتفاضة الشعبية، على هندسة وإخراج الجلاد من صندوق الاقتراع، وبات يواجه كراهية العالم تجاه رئيسي ووصفه رئيسي بالرئيس القاتل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة