الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالتغيير في إيران يقترب بسرعة

التغيير في إيران يقترب بسرعة

0Shares

نظرة إلی تغيرات وتطورات العام الجديد في إيران من وجهتين اثنتين النظام ومعارضته

 

عبدالرحمن مهابادي*

 

عدة ايام مضت منذ بدء العام الإيراني الجديد. ما يبرز في رسالة علي خامنئي زعيم نظام الملالي النوروزية و أيضا في رسالة رئيس جمهورية المقاومة الإيرانية (السيدة مريم رجوي ) هو عبارة عن تطور مقبل فيما يخص إيران. تطور عظيم إلی درجة في البداية من الصعب تصديقه! وهناک البعض لم يصدقوا هذا الامر وهناک بعض آخر يفرون وينکرون هذه الحقيقة. والبعض الاخر وقعوا تحت تأثير الخوف من دعايات متبعي سياسات المساومة والاسترضاء في الغرب ولوبيات النظام.

الکاتب لا يريد هنا إلی تناول کل اللاعبين الرئيسيين في هذا المشهد ماعدا النظام الحاکم والمقاومة الإيرانية وذلک لان المواجهة الرئيسية بين هاتين القوتين المتخاصمتين استمرت لما يقارب ال ٤٠ عاما والان قد وصلت إلی مراحلها النهائية.

علي خامنئي في خطابه المجبول بالخداع والکذب حاول أن يبعد انتفاضة الشعب الإيراني عن واجهة الوضع الحالي في إيران واراد أن يظهر بذلک أن الوضع في إيران يجري علی الطريقة المعتادة. وهو حتی انسحب من خطابه السابق فيما يخص موضوع الانتفاضة الاخيرة واعطی علامة النجاح لسجل النظام الاسود في جميع المجالات. قال : ” في بلدنا حرية الفکر وحرية التعبير وحرية الاختيار موجودة و قد تم انجاز الکثير من الاعمال فيما يتعلق بباب العدالة والوضع في إيران افضل بکثير من الدول الاخری. بلد يتمتع بالاستقلال ولاتوجد دولة اليوم تتمتع بالاستقلال بحجم إيران ولا يوجد أي شخص في الجمهورية الاسلامية يتعرض للملاحقة أو الضغوط بسبب کونه معارض بالفکر والرأي مع الحکومة و التباعد الطبقي في إيران قد تناقص کثيرا وقد تناقص من اکثر من ٥٠ بالمئة في الحکومة السابقة إلی اقل من ١٠ بالمئة اليوم ! ” .

تصريحات الولي الفقيه الحاکم في إيران تضاعف مئة مرة ضرورة استمرار الانتفاضة وازدياد شدة ضراوتها وانتشارها. وذلک لانه ليس في مقدور نظام الملالي الحاکم الاستجابة علی شئ من مطالب الشعب الإيراني. الشعب الإيراني لم يندفع إلی الشوارع للسعي وراء تحقيق مطالبه ققط وانما انتفضوا من اجل اسقاط هذا النظام واستبداله بنظام شعبي الامر الذي اوقع خامنئي وملاليه برعب شديد في بداية العام الجديد.

الخامنئي في خطابه لم يتطرق عامدا ذکر موضوع الانتفاضة. لانه کان في رعب من أن ينزل الشعب الإيراني في الايام الاولی من العام الجديد إلی الشوارع مرة اخری. أظهر الشعب الإيراني في الخطوة الاولی لانتفاضتهم عدم شرعية نظام الملالي بشکل صحيح. وقد وصلت رسالة الشعب الإيراني إلی کل العالم. الشعب الإيراني لا يريد نظام الملالي هذا النظام الدکتاتوري و القمعي. و باسقاط نظام الملالي يريدون أن يضعوا بلدهم في مکانه الحقيقي في المجتمع البشري المعاصر.

ولکن العام الإيراني الجديد في حديث السيدة مريم رجوي التي تمثل المقاومة الإيرانية هو عام الوحدة والتنظيم من اجل الوصول إلی الحرية والنصر. وقد اکدت في العام الجديد علی استمرارية الانتفاضة مع الترکيز علی دور شباب الانتفاضة العظيمة في جميع انحاء إيران.

اشاره السيدة رجوي هي لهؤلاء الشباب الذين لعبوا دورا خلابا في الخطوة الاولی للانتفاضة خلال الاشهر الثلاثة الماضية. هؤلاء الشباب في الحقيقة هم شتلات بذور زرعتها المقاومة الإيرانية ونمت بالدم والتضحيات في أرض إيران منذ اربعين عاما وسعی النظام في العقدين الماضيين لتغييبها عن طريق اتباع سناريوهات مختلفة في سجل القتل العام وجرائمه المرتکبة بحق الشعب والمعارضة الإيرانية. ومن هنا يعتبر نظام الملالي حضورهم النشط والفعال في مشهد الانتفاضة مؤشرا خطيرا جدا علی بقائه .والان هذه القوی الشابة قد نظمت في مراکز للثورة وکل يوم تزداد اعداد هذه المراکز التي هي العمود الرئيسي للانتفاضة.

وبناءا عليه فان بزوغ هذه البراعم وتنظيمها نحو توجيه الخطوات القادمة للانتفاضة لم يکن امرا عشوائيا. وکما أن لکل بناء (بنّاء) ولکل بستان (بستاني) فان لانتفاضة الشعب الإيراني واسقاط نظام الملالي الدکتاتوري ايضا استراتيجية واحدة ومخطط استراتيجي ماهر واحد استطاع من اجل البديل الديمقراطي الذي تأسس قبل ٣٦ عاما أن يوجد أذرعا فولاذية في قلب المجتمع الإيراني لاسقاط نظام الملالي. البديل الديمقراطي سيکون له اکبر وافضل امکانية وارضية للتحقيق في العام الإيراني الجديد. هذا ما قد ادرکه جيدا زعيم الملالي قبل الجميع وهذا ما اعترف به في حديثه يوم الاحد ١٨ فبراير بان قوة الانتفاضة العظيمة علی ثری ارض إيران هي منظمة مجاهدي خلق وانها قد قامت بالتجهيز والدعوة لها قبل عدة اشهر.

الان في العام الإيراني الجديد نری ان النظام الديکتاتوري الحاکم يقف في اضعف النقاط. لايملک القدرة علی الاستجابة لمطالب الشعب المعيشية ولايملک القدرة أن يقف في وجه الانتفاضة التي تتجه مطالبها نحو الاطاحة بالحکومة. هذه هو المأزق الذي يقع فيه النظام الذي هو سبب استمرار الانتفاضة من اجل اسقاط النظام. هذا النظام في نهاية عامه ال ٣٩ هو عبارة عن حکومة مشلولة ومفلسة بشکل کامل. وذلک لانه في هذا الوقت موائد طعام الناس خالية واموالهم ودمائهم مستباحة والحجاب مفروض عليهم بالاجبار والمواطن الإيراني محروم من ابسط مقومات الحياة الاساسية. في حين ان الاسلام يتعارض وبشدة مع کل هذه الجرائم.

مريم رجوي في خطابها النوروزي للشعب الإيراني وللانتفاضة العظيمة قالت : ” نحن نمر في عام حاسم. هذا العام هو عام الالتزامات الکبيرة. حرية إيران هي امر متاح. الحصول عليها امر ممکن فقط بايدينا وارادتنا. ” وطالبت السيدة مريم رجوي دول العالم في العام الجديد : اخراج النظام من المنطقة و ايقاف البرنامج الصاروخي وبرنامج تخصيب اليورانيوم لنظام الملالي وأيضا قطع ايدي الملالي من النظام البنکي العالمي فورا و التخلي عن سياسياتهم الرثة والقديمة المتبعة في العقود الماضية والوقوف بجانب الشعب والمقاومة الإيرانية بحيث يتمکن الشعب الإيراني من الوفاء “بالتزام الکبير” في العام الجديد في أقرب وقت ممکن!

 

 

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة