الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتإعدام في إيران ومجزر في غزة

إعدام في إيران ومجزر في غزة

0Shares

إعدام في إيران ومجزر في غزة

في ظل مأساة النيران والدماء والقتل الجماعي للشعب في غزة، قامت الفاشية الدينية الحاكمة في إيران بتنفيذ إعدامات جماعية لتظهر أنها تنقل حدود الانتهازية وحدها نحو المجهول. في شهر سبتمبر، أعدمت القوات القمعية لخامنئي 25 سجينًا، ومع بداية الحرب في غزة في اکتوبر، ارتفع عدد الإعدامات إلى 81 شخصًا. وحتى الآن في نوفمبر، سُجلت 105 إعدامات حتی الآن.

وعلى الرغم من أن صدور القرار السبعين المدان للنظام الاستبدادي الإيراني بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الوحشية والمنهجية في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر بارقة أمل من استيقاظ المجتمع الدولي، إلا أن هناك طريقًا طويلاً أمام تقييد أيدي الديكتاتورية.

في المواد الثالثة والخامسة من إعلان حقوق الإنسان، يُعتبر الإعدام مرادفًا لاستحالة حقوق الحياة والحرية وأمان الإنسان، و التعذيب يُعد سلوكًا ظالمًا. ومع ذلك، تظهر الأدلة التاريخية والاجتماعية أن عقوبة الإعدام لم تستطع أن تضع حدًا للجريمة والإجرام، بل على العكس من ذلك، أدت بذاتها إلى تفشي العنف والانحراف المتزايد. وخاصة عندما يُشغلها الجهاز الحكومي بأبعاد جنونية.

في الوقت الحالي، تعد إيران من بين الدول القليلة التي نفذت، من حيث عدد السكان، أعلى مستوى من عمليات الإعدام في العالم. تقول الإحصائيات الرسمية إن أكثر من خمسة آلاف شخص في انتظار تنفيذ حكم الإعدام.

الإعدام: أداة خامنئي لترويع المجتمع

إن الاستخدام غير المحدود لعقوبة الإعدام من قبل نظام الملالي ليس فقط لإظهار فهم الحكام المتوحشين والمتعطشين للدماء لخطورة الضرر ونمو الأزمات الاجتماعية في نظام قمعي، ولكن في الواقع لترهيب الشعب المضطهد وإسکات أصوات المعارضة والتقدمية

منذ حكم خميني واستيلاءه على السلطة في إيران، انتشرت ظاهرة التعذيب والسجون والإعدام حتى اليوم في جميع أنحاء البلاد. وقتل الآلاف من مجاهدي خلق  والناشطين السياسيين في عام (1988) كان ذروة هذا العنف والوحشية من خميني والملالي وحرسهم الجرارين.

 قال جان ماري كوربس، أستاذ قانون ممتاز في جامعة مونتبلييه في فرنسا، في كتابه حول عقوبة الإعدام: “نحن هنا أمام ظاهرة تعكس في الواقع رد فعل أو هجوم شبه غريزي”.

لا يُعرف بدقة إحصاء الإعدامات التي تم تنفيذها في نظام الملالي، ولكن من المؤكد أنها تصل إلى عشرات وربما مئات الآلاف. ويكون العديد من الذين تم إعدامهم فعلياً ضحايا للنظام الفاسد الذي خلقه جلاوزة ولاية الفقيه، وستظل هذه الرغبة قائمة طالما استمر هذا النظام.

في إدانة عقوبة الإعدام

كتبت روزا لوكسمبورغ، المناضلة الألمانية في الحرب العالمية الأولى، مقالًا عن قبح وتعسف عقوبة الإعدام. كانت سجينة سياسية وتم إطلاق سراحها بسبب نضال الشعب الألماني. شهدت الألم عن قرب معاناة البشر الأبرياء الذين كانوا يتعرضون للظلم في السجون والذين كانوا يُقتلون في عاصفة من النسيان أو يموتون بصعوبة في حياة مليئة بالمأساة.

فيما بعد بفترة قصيرة من الإفراج عنها من السجن، قتلت روزا على يد قوات الحكومة الإجرامية. ومع ذلك، قدمت نقطة مهمة في إدانتها لعقوبة الإعدام في مقالها: “سكان تلك القلاع الحزينة (السجون) تم نسيانهم تمامًا. ليس هناك أحد يفكر في وجوههم الملونة والمشوهة التي كانوا يعانون منها بسبب انحرافهم عن القوانين العامة. يجب أن تُلقى عقوبة الإعدام  فورًا وهي أكبر عار على جبين النظام القانوني لألمانيا  “.

إعدام في إيران، ومجزرة في غزة

مرة أخرى، يحاول نظام الملالي الحاكم في إيران، من خلال زيادة موجات الإعدام في إيران، الاستفادة إلى أقصى حد من الانتهازية لحرب غزة وذرف دموع التماسيح لسكان تلك المنطقة، لتسويقها كوسيلة للتخويف من الشباب المنتفض والثائر أمام الانتفاضة الحتمية في الداخل الإيراني. يحاول خامنئي، من خلال استغلال قضية  فلسطين، أن يضلل المجتمع الإنساني وينحرف عن “رأس الأفعى”.

بعد موافقة قرار إدانة النظام في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت السيدة مريم رجوي: “بعد 70 مرة من الإدانة من قبل الأمم المتحدة، حان الوقت للمجتمع الدولي أن يطرد نظام الملالي من المجتمع الدولي ويحيل ملف انتهاك حقوق الإنسان المأساوي في إيران إلى مجلس الأمن الدولي، وأن يواجه القادة البارزين في هذا النظام مثل خامنئي ورئيسي وايجئي وقاليباف، بسبب جرائمهم الأربعة عقود ضد الإنسانية وإبادة الشعب، أمام العدالة”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة