الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمافيا الفساد والنهب في نظام التعليم في إيران

مافيا الفساد والنهب في نظام التعليم في إيران

0Shares

مافيا الفساد والنهب في نظام التعليم في إيران

إن مافيا الفساد والنهب منتشرة على نحو مفرط في نظام التعليم في إيران، ولا أحد قادر على كبح جماحها. ويمضي الهيكل الطبقي قدماً بسرعة بازدياد الأغنياء سمنة وحرمان غالبية المجتمع من الحق الطبيعي في التعليم الجيد. ونسَّقت هذه المافيا نظامها من المدرسة، وترسِّخ مراحله النهائية في الجامعة.

وتفيد صحيفة “آرمان امروز” الحكومية، في عددها الصادر في 27 سبتمبر 2023 بأن: “التحدي الأول للقرار الأخير هو إضفاء الطابع المؤسسي على الانقسام الطبقي من خلال نظام التعليم. وقد بلغ تنوع وتعدد المدارس في نظام التربية والتعليم الحالي لدينا 23 نوعاً. وتقدم كل مدرسة من هذه المدارس نوعية مختلفة من التعليم للطلاب”.

وهكذا، نشهد زيادة في عدم المساواة والانقسام الطبقي في مجال التعليم، كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى.

يقول أستاذ جامعي، في إشارة إلى الغلاء الجامح للأسعار والتضخم الذي فرضه قادة نظام الملالي على الشعب:

 “في الوقت  الذي  تُحرم فيه طبقة كبيرة من المجتمع من التعليم العالي الجيد، يتم تشكيل طبقة أخرى من المجتمع على نحو إستثنائي. ولذلك، فإننا في إيران نواجه ظاهرة تسمى  تقسيم الجامعة إلى أقسام مختلفة التخصصات يتم فيها تخصيص  أقسام كسب المال  والمناصب الهامة في أفضل جامعات البلاد لفئة معينة من المجتمع”.

السيد الوزير ومقارنة التربية والتعليم بمعرض السيارات

كشف تقسيم التعليم إلى طبقات اجتماعية عن وجهه الحقيقي في كلام وزير التربية والتعليم، حيث قارن في مقابلة مع قناة تلفزيونية تابعة لنظام الملالي؛ الرسوم الدراسية الباهظة للمدارس التعليمية الربحية بمعارض السيارات، وقال:

 عليك أن تدفع أيضاً أموالاً أكثر لشراء!سيارة عالية الطراز  ربما تسعى العائلة لشيء آخر، ولا ينبغي علينا دفع ثمن ذلك”.

كما يقول حول قائمة المأكولات الفاخرة في المدارس غير الحكومية:

” لا ينبغي فهم العدالة التعليمية من خلال هذه الحاشية، فهذا أمر لا علاقة له بالمدرسة والتربية والتعليم. ونحن لا نراقب قائمة الطعام  الخاصة بالمدارس غير الحكومية”.

بهذه الطريقة يمكننا تبويب آراء قادة نظام الملالي فيما يتعلق بالتربية والتعليم. فالأرستقراطية الوليدة خلال 4 عقود من قيام قادة هذا النظام الفاشي بنهب الثروات العامة، يتم الآن مأسستها في وزارة التربية والتعليم، والتي يجب أن يكون التعليم فيها مجانياً في جميع المراحل، وفقاً لدستور نظام الملالي نفسه.

دور الامتحان الوطني للقبول في الجامعات في تعميق الفجوة في المجتمع

يمكن فهم ذروة هذا النهب من خلال دراسة وضع المقبولين في الامتحان الوطني للقبول في الجامعات. كتبت صحيفة “آرمان امروز”، في إشارة إلى الحصص الـ 26 للامتحان الوطني للقبول في الجامعات؛ عن وضع المقبولين في هذا الامتحان:

 يتعين عليك في نظامنا التعليمي، إما أن تكون جزءًا من إحدى الحصص الـ 26 للامتحان الوطني للقبول في الجامعات  لتتمكن من الالتحاق بالجامعة أو أن تكون طالباً ثريًا يمكنك التغلب على منافسيك في هذه المنافسة المليونية بالقوة في فصول هذ الامتحان المكلف عشرات الملايين، أو أن تكون معلماً خصوصياً.

 وحتى الآن، من المفترض أن يكون شرط المعدل في اجتياز الامتحان المذكور ساري المفعول، إلا أنه لا شك في أن الطلاب الذين يدرسون في المدارس غير الربحية والفاخرة لديهم فرصة أفضل من الطلاب الذين يدرسون في المدارس العادية…إلخ. وبقدر ما يزداد التضخم، تستفيد الفئات العشرية الناجحة اقتصادياً من حصة أكبر من كعكة الامتحان الوطني للقبول بالجامعات. 

وتُلحق هذه الشريحة من المجتمع أبنائها بأفضل المدارس غير الحكومية والفصول الدراسية الخاصة، وبالتالي يلتحق أبناؤها بالأقسام الربحية الجامعية في أفضل الجامعات.

والشاهد على ذلك هو أن الـ 40 طالب الأوائل في الامتحان الوطنى للقبول في الجامعات العام الماضي هم من خريجي المدارس غير الحكومية، وهم من الموهوبين وما إلى ذلك. (صحيفة “آرمان امروز” – 27 سبتمبر 2023).

وبهذه الطريقة، طال التقسيم الطبقي للتعليم الذي بدأ في المدارس؛ في نهاية المطاف الامتحان الوطني للقبول بالجامعات…إلخ. ويمكن البحث عن أصل ظهور ظاهرة أولاد الذوات المنحوسة في هذا الأمر الخطير.

كما يريد الطلاب، بعد الانتفاضة الوطنية عام 2022، مثل فئات الشعب الأخرى الإطاحة بهذا النظام الفاشي من أجل مستقبلهم المشرق. وأظهر الدور الكبير للطلاب في هذه الانتفاضة، وارتفاع عدد الشهداء والجرحى بين صفوفهم؛ أنهم على استعداد لدفع أي ثمن لتغيير مستقبلهم الذي أخذه نظام الملالي كرهينة.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة