الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنظام متخبط ومتفتت أمام برکان الانتفاضة

نظام متخبط ومتفتت أمام برکان الانتفاضة

0Shares

 

بعد مرور 4أيام علی الانتفاضة العارمة في إيران لايزال نظام الملالي يجد نفسه في الحيرة والدهشة حيث لزم الصمت في الأيام الثلاثة الأولی وخنق. وفي اليوم الرابع بدأ إعلام النظام يبث أخبارا وتقارير محرّفة بشأن الانتفاضة فضلا عن بث مقابلات وکلمات لرموز النظام ممن کانوا يحاولون بشکل من الأشکال التشکيک في مضمون الانتفاضة الشعبية ورفضها أو صب الماء علی نيرانها. غير أن هذه المحاولات أظهرت فعلا ما ساور النظام من التخبط والذعر أکثر من أي وقت مضی.
ويعتبر تسارع الانتفاضة من ناحية سرعة انتشارها فضلا عن التسارع الداخلي والقابلية العظيمة الکامنة فيها، مذهلا حقا حيث سرعان ما تحولت هذه الانتفاضة من الاحتجاجات ضد الظروف الاقتصادية والبطالة وظروف المعيشة إلی انتفاضة عارمة تستهدف أصل نظام ولاية الفقيه المشؤوم. ولم تقتصر الشعارات إطلاقا علی مستوی الشعارات والمطالبات الاقتصادية والمعيشية لليوم الأول مرکزة علی إسقاط النظام وخامنئي نفسه وهکذا قطعت هذه الانتفاضة السير المتصاعد الذي قطعته انتفاضة عام 2009 خلال أشهر، في 2، 3أيام بل تجاوزت ذلک. کما لم تکتف الانتفاضة بمستوی الشعار بل غيرت ملامح مدن البلاد بهجمات متتالية من قبل الشباب البواسل علی مراکز السلب والقمع للنظام مما هز الأرض تحت أقدام الملالي الحاکمين والقوی القمعية. کما جعل اتساع نطاق الانتفاضة النظام يتعرض للصعوبة والتعقيد لقمع الانتفاضة أو حتی جعل ذلک مستحيلا وذلک بالمقارنة مع انتفاضة عام 2009 والتي کانت ترکز علی طهران في الغالب.

ورغم أن النظام کان يتوقع منذ فترة طويلة وبعد مشاهدة الأجواء الساخطة للمجتمع والحرکات الاحتجاجية لمختلف شرائح المواطنين انفجارا اجتماعيا حيث کانت العصابات المختلفة الحاکمة تحذر البعض من هذا الخطر ورغم أن قائد قوات الحرس في طهران حذر مسبقا من زلازل اجتماعية تقع في کل ساعة بالعاصمة طهران وتحدث عن إيجاد الدورات القمعية في طهران وباقي مدن البلاد، ولکن بات من الواضح للقاصي والداني أن النظام برمته لم يکن يتوقع ويتصور هذا المدی من الجاهزية الثورية والقابلية المتفجرة في المجتمع وأصيب بالذهول وفوجئ إزاء ذلک. ولکن في المقابل، يعرف المنتفضون ما يبحثون عنه وسبب انتفاضتهم وهم عقدوا العزم حتی الرمق الأخير علی الإطاحة بالفاشية الدينية الحاکمة وإسقاط الولي الفقيه الجائر من سدة الحکم. وفي مثل هذه الظروف، ليس رد النظام سوی الشلل الناجم عن الخوف وذلک في منتهی التخبط والتفتت.
وتجدر الإشارة إلی أن هذا الصمت الذي دام 3أيام أثار الأزمة الداخلية للنظام أکثر فأکثر بحيث تتهم العصابات الحاکمة بعضها البعض حول مسؤولية حدوث هکذا ظروف.
افتتاحية صحيفة سياست روز ـ 30کانون الثاني/ ديسمبر: «مطالبة بحق المواطنين»
«… لو تم الاهتمام بالمطالبات الشعبية والقضايا الاقتصادية والمعيشية للمواطنين أکثر خلال السنوات المنصرمة، لما شاهدنا اليوم احتجاجات من قبلهم حيث يشارکها بعض من عناصر الفتنة بينهم أو ينفخون من بعيد في نارها ليزداد اشتعالا…».
صحيفة جوان المحسوبة علی قوات الباسيج التابعة لقوات الحرس ـ 30کانون الثاني/ ديسمبر: «يطلق المواطنون شعار ”لا للغلاء“ من المشاکل التي لو تمکن المسؤولون من معالجتها لما وصل الأمر إلی الاحتجاجات في الشوراع …».
تصريحات أدلی بها حسن روحاني
وأخيرا وفي اليوم الرابع للانتفاضة بث تلفزيون النظام تصريحات أدلی بها الملا حسن روحاني حول الانتفاضة في اجتماع هيئة الحکومة. ومن اللافت للنظر مسبقا أن عددا من المصادر ووکالات الأنباء التابعة للنظام کانت قد أعلنت في وقت مسبق أنه سوف يتم بث فيديو لحوار متلفز لروحاني وحتی أعلنت ساعة بثه، غير أنه تم بث تصريحات أدلی بها روحاني في اجتماع هيئة الحکومة لاحقا وذلک دون کلامه بل قرأ المذيع تصريحاته نقلا عنه مما يبين بوضوح التخبط والتفتت السائد بين العصابات الحاکمة فيما يتعلق بأسلوب مواجهة الانتفاضة.
وحاول حسن روحاني وبکل دجل خلال تصريحاته المذعورة والضعيفة أن يوحي بأن الاحتجاجات والمطالبات الشعبية هي مجرد مطالبات اقتصادية وأن بعض الاحتجاجات هي فرعية، في حين يصرخ المواطنون في کل أرجاء البلاد شعار الموت لمبدأ ولاية الفقيه وتذرع بالمواطنين قائلا: «أن يفهموا الظروف الحساسة في البلاد والمنطقة والعالم… وأن تضع الأمة يدها في يد الحکومة لمعالجة المشاکل».
وأبدی روحاني ذعره المميت إزاء الانتفاضة وقال في منتهی العجز والإفلاس: «يجب أن لا نسمح بخلق أجواء تعرض أصدقاء النظام لمخاوف تهدد حياتهم وأمنهم».
ومن أجل أن يدلي بدلوه قام روحاني بتهديد المنتفضين البواسل الذين تحدوا النظام في کل أرجاء البلاد وذلک بشکل فارغ ودون جدوی وقال: «لن تتحمل الحکومة مجموعة تعمل علی تدمير الأموال العامة أو زعزعة النظام الاجتماعي والتشويش والإخلال بالنظام في المجتمع».
وهکذا وأبعد من الصمت الذي لزمه النظام قبل أيام قليلة، يظهر رئيس الجمهورية في النظام الرجعي ما ساور الهيئة الحاکمة الآيلة إلی السقوط في طوق المنتفضين البواسل والأبطال، من الخوف والتخبط والتفتت وذلک.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة