الإثنين, مايو 13, 2024
الرئيسيةأخبار إيراندرس الضياء الخالد

درس الضياء الخالد

0Shares

درس الضياء الخالد

تمر هذه الايام ذكرى موافقة خميني على وقف حربه مع العراق، التي استمرت ثمانية اعوام، واطلاقه عبارته الشهيرة حول تجرعه السم، الامر الذي يعد ارتدادا على اشاراته الى ان الحرب  “شريان الحياة” بالنسبة لنظامه، وتأكيداته على استعداده لمواصلتها حتى لو استمرت عشرين عاما .

قال خميني في 18 تموز (يوليو) 1988 أنه لا ينبغي لأحد أن يسأل عن السبب في الوقت الحالي، لم يكشف لاحقا عن دوافع القرار المفاجئ، لكن لم يكن خافيا أنه الانعطافة التي احدثها جيش التحرير الوطني الايراني في 17 يونيو 1988 بتنفيذه عملية الثريا  واستيلائه على مدينة مهران تحت شعار اليوم مهران وغدا طهران.

اخذت المقاومة وجيش التحرير زمام المبادرة في أكثر اللحظات حرجًا، واندفعت بكل قوة إلى ساحة المعركة لتصل إلى عمق 170 كيلومترًا داخل الاراضي الايرانية، الذي لم يقترب منه الجيش العراقي خلال 8 سنوات من الحرب، وانضم المواطنون من أهالي المنطقة إلى جيش التحرير وقاتلوا جنباً إلى جنب مع المقاتلين، ليدرك خميني انها حرب وجود أو لا وجود، طالب قواته بالقتال شبرا شبرا، واغلق البرلمان والحوزات الدينية لارسال الجميع إلى الجبهة.

لم تكن عملية الضياء الخالد مجرد معركة عسكرية، بل ملحمة وطنية وفصلا حاسما من حرب التحرير، في اجتماعه مع المقاتلين طلب قائد المقاومة وجيش التحرير مسعود رجوي  الإجابة “بحسابات عسكرية محضة وسياسية بحتة” على سؤال هل نذهب أم لا، وعندما رد الجميع بحماسة ثورية ووطنية، هنأ شعب إيران، بغض النظر عن النتيجة.

 كانت النتيجة انتصارًا أكيدًا، قال قادة النظام في ذلك الوقت والسنوات التالية إن العملية بخلاف كل معارك حرب الثماني سنوات، كانت تهدف لتدمير النظام، لم تتوقف معركة التحرير التي بدأت في 20 يونيو 1981، احتفظ جيش التحرير بثوابته الوطنية للإطاحة بالعدو، وظل مستعدا لدفع أي ثمن على هذا المسار.

يعي المقاتلون بأنه لا يوجد طريق مسدود امام المستعدين لدفع ثمن الحرية، ويمكن كسر أي مأزق من خلال التضحية، في هذا السياق جاءت الانتفاضات المتتالية في السنوات الأخيرة وآخرها انتفاضة عام 2022 .

فوجئ العالم مجددا بشجاعة الشباب، وخاصة الإيرانيات، الذين واجهوا قوات الحرس بأيد فارغة، وكأنه لا يعرف الروح المتجذرة في مقاومة استمرت 40 عامًا، ربما لم يرها هؤلاء الشباب والشابات باعينهم، لكنهم سمعوا بلا شك عن قصص المقاتلات في الضياء الخالد، إما من أهل منطقة العمليات أو في اعترافات رجال الحرس.

ظل الضياء الخالد درسا ماثلا امام اجيال الايرانيين، يلهمهم ويوجههم، ظهر اثره في اداء وحدات المقاومة، التي احتفظت بدلالاته وواصلت على اساسها حربها ضد الظلاميين، وسيبقى بوصلة تهدي اصحابها الى طريق الحرية.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة