الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانجرعة عزم اضافية

جرعة عزم اضافية

0Shares

جرعة عزم اضافية

تحل هذه الايام ذكرى انتفاضة 21 يوليو 1952 الحافلة بالدروس والعبر، لتفتح هامشا للتأمل والتفكير بمآلات الاوضاع الايرانية الراهنة، امكانيات التغيير القادم لا محالة، واحتمالاته المتزايدة.

وقف أهالي طهران وبعض المدن الايرانية الأخرى في ذلك اليوم لكسر مؤامرة عزل الزعيم الوطني د. محمد مصدق من رئاسة الحكومة واستبداله بعميل الاستعمار “أحمد قوام السلطنة” الذي عينه الشاه، واجهوا الرصاص والدبابات، ضحوا بأرواحهم، وأعادوا زعيمهم المحبوب إلى منصبه.

رغم الدعاية السامة والشيطنة التي عمل عليها الاستعمار وعملائه الداخليين تمسك الشعب الإيراني بزعيم الحركة الوطنية وسعيه للاستقلال والحرية، لتتردد اصداء شعار “اما الموت واما مصدق” في مختلف انحاء البلاد، معبرة عن نضج ووعي امة وحدت ارادتها الوطنية و قررت دفع ثمن العيش باستقلالية وحرية.

حدد الشعب الايراني عدوه، وكيل الاستعمار، ملطخ اليدين بدماء أبناء الأمة الإيرانية، ليطوى صفحته السوداء الى الأبد، ويحدد مصيرًا مختلفًا للبلد، لكن  النواقص ـ وخاصة عدم وجود تنظيم وحزب ثوري قيادي ـ حالت دون اكتمال الخطوة، وتحقيق الهدف.

 أتيحت للشاه فرصة الاطاحة بمصدق بعد ذلك بعام، عبر انقلاب متواطئ مع الاستعمار، شارك فيه فاسدون من أمثال ابوالقاسم  كاشاني المقرب من خميني، ليستمر النظام الملكي في الحكم 25 عامًا أخر من بيع الوطن والقمع والاختناق.

 كان أول عمل للشاه بعد سجن مصدق هو إغلاق الأفواه وكسر الأقلام واعتقال وإطلاق النار على الوطنيين والمناضلين من أجل الحرية ـ من بينهم الدكتور حسين فاطمي وزير الخارجية في حكومة مصدق وأقرب أصدقائه المخلصين ـ وتمديد اتفاقية تسليم النفط الإيراني إلى إنجلترا لمدة 60 عامًا أخرى،  ليتولى الاجنبي الاستخراج والتكرير والبيع لكونسورتيوم مؤلف من شركات النهب.

اضفى الشاه الطابع المؤسسي على القمع والاختناق، أنشأ شرطته السرية المرعبة “السافاك” لكتم الأنفاس، قتل أنبل أبناء الشعب الإيراني، ومهد الطريق لصعود وحش آكل للحوم البشر مثل خميني، الذي عبر عن كراهيته للزعيم الوطني، واهانه بعد مرور عام على الثورة، ليجدد الايرانيون عزمهم على مواجهة الرجعية الحليفة للنظام البائد.

مرت اربعة  عقود من المقاومة الثورية، سقط خلالها  120 ألف شهيد على طريق الحرية، في دلالة لا تقبل الشك على استمرارية وتطور نضج الوعي الوطني لانتفاضة 21 يوليو، الذي عبر عن نفسه بشعار “لا لنظام الشاه ولا لنظام الملالي” مؤكدا فشل الألاعيب الاستعمارية الرجعية والخدمات الدعائية والأبواق ودور الملالي الخفي في استعراضات ابن الشاه.

 في مقالة بعنوان “مصدق 21 يوليو والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” ربط  الزعيم مسعود رجوي قبل 25 عاما احتمالات منح الشرعية للدكتاتوريات السابقة واللاحقة بفرضية نهاية الشرف والصمود  والرجولة  والأخلاق الطيبة في المجتمع الايراني ليؤكد استحالة حدوث ذلك.

تلتقي ذكرى انتفاضة 1952 هذا العام مع حالة الغليان التي يعيشها الشارع الايراني، يحتفل الايرانيون بالمناسبة وهم يجددون رفضهم لاستبدال دكتاتورية باخرى، لتكون تلك الصفحة المشرقة من تاريخ الايرانيين جرعة عزم اضافية لمواصلة انتفاضتهم، حتى الاطاحة بحكم الملالي، والوصول الى ايران حرة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة