صرخة في الفراغ
انتقلت اوساط نظام الملالي في ايران من انتقاد حكومة ابراهيم رئيسي الى المطالبة بالاسراع في رحيلها، والتحذير من بقائها، باعتبارها خطرا على استمرار حكم ولاية الفقيه.
صرح سعيد حجاريان الذي يعد أحد مؤسسي وزارة المخابرات والجلادين الذين ساهموا في تعذيب مجاهدي خلق في ثمانينات القرن الماضي بان عجز الحكومة الثالثة عشرة لا ينحصر في مسؤوليها وتعيينات مشوهة، بل في رأسها ورئيس الجمهورية .
ومن منطلق القلق على ولاية الفقيه أقترح حجاريان الذي ارتدى زي “الإصلاحيين” للحفاظ على النظام، وأصيب في ذقنه خلال الصراع بين ذئاب السلطة، وطرده الولي الفقيه فيما بعد استقالة الحكومة، ومغادرتها السلطة، مشددا على ان وجودها ضرر محض.
استعرض في تصريحه تأزم أوضاع صناديق التقاعد، أزمة المياه، هرب رأس المال، مظاهر التمييز، بما في ذلك قضية المرأة، مشيرا الى ان كل واحدة من هذه الازمات قادرة على زعزعة الأرضية السياسة، مما يدفع الحكومة لوضع خطط رديئة، وعلى عجل.
تاتي تصريحات حجاريان بعد قول عضو مجلس الشورى قطب آبادي بانه في حال ادعاء رئيسي أن قلبه يحترق من أجل الشعب والوطن والثورة، عليه أن يعلم أنه وقت الحرب، ويجب عليه الاستقالة، فيما اعرب العضو حيدري عن ندم 95% من النواب لترحيبهم برئاسة رئيسي قائلا “للأسف، دعا بعض أعضاء البرلمان رئيسي لان يصبح رئيسًا” مما تسبب بالتشكيك في البرلمان.
واضطرت صحيفة إيران الناطقة باسم حكومة رئيسي للرد على حجاريان واخرين والتقليل من اهمية دعواتهم بمقالة عنوانها “نظرية الاضطرابات” جاء فيها ان استقالة الحكومة فكرة القلائل، وستكون نتيجتها حدوث اضطرابات.
بذلك يلتقي الداعون لاستقالة الحكومة والمحذرون منها عند حدوث زلازل سياسية واضطرابات قريبة في البلاد، ومخاوف حدوث انقلاب على الحكم، لكنهم لا يتحدثون عن جوهر الازمة المتمثل في فشل مشروع خامنئي في الحكم الموحد، والانكماش تحت قيادة إبراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 لمواجهة الانتفاضة والإطاحة بالنظام.
كان خامنئي يهدف لعرقلة الانتفاضة والابقاء على حكم ولاية الفقيه حين وصف مشروعه بانه “حلاوة عام 2021” واعتبر تعيين رئيسي “خطوة ذات مغزى تمامًا” لكن حسابات الحقل لم تكن كحسابات البيدر، فقد سرّع غضب المجتمع وهديره وضربات الانتفاضة والمقاومة الثورية الساحقة في وضع النظام على سكة السقوط.
