الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانحشار في زاوية الاعدامات 

انحشار في زاوية الاعدامات 

0Shares

انحشار في زاوية الاعدامات 

تلاحقت ردود فعل الايرانيين على اعدام نظام الملالي ثلاثة من سجناء الانتفاضة في طهران، بتهمة الصلة بمنظمة مجاهدي خلق وقتل عقيد في وحدة الحرس الخاصة و 2 من الباسيج، في محاولة يائسة من الولي الفقيه لمنع تحرك فوالق الزلزال التي كان قد حذر مرات عديدة من تحركها المحتوم. 

في عدة مناطق من طهران، بينها اكباتان، هتف الالاف في وضح النهار بعد أنباء الإعدام، من اعلى أسطح المنازل بالموت “لخامنئي السفاح” مؤكدين على الاستمرار في الصمود حتى النهاية، ومع الظلام تحولت عشرات الأماكن في طهران وعدة مدن مسرحًا للانتفاضات، فيما جددت حركة الشباب عهدها لشهداء الانتفاضة بمواصلة طريقهم حتى الإطاحة بالنظام. 

ترافقت هذه التطورات مع تحذيرات وسائل الاعلام الرسمية واوساط النظام من انعكاسات تزايد تنفيذ احكام الاعدام وتأثيره على النظام، حيث اشارت بوضوح الى ان الأشخاص الذين كانوا في الشوارع أثناء احتجاجات العام الماضي لم يتبخروا في الهواء، فهم يبحثون عن وصلات وفروع أخرى من شأنها زيادة قوتهم، ووصفت احدى الصحف الصمت والهدوء بالماء تحت مستودع قش كبير. 

يعلم خامنئي قبل غيره أنه لا توجد وسيلة للسيطرة على انفجار المجتمع، ففي اعقاب فشل مشروع بناء سد يعترض سيول الانتفاضة ـ يتمثل في تنصيب إبراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 رئيسا للبلاد واجراء جراحة داخلية للنظام ادت لازالة اجزاء كبيرة منه ـ اندلعت انتفاضة الستة اشهر في العام 2022، لتهزّ نظامه، وتجعله اكثر عرضه للسقوط. 

يراهن الولي الفقيه على اسكات الايرانيين بصدمة شديدة للمجتمع، وتأتي  زيادة عمليات الإعدام في هذا السياق، لكن الشعب الايراني الذي يعيش وضعا ثوريا لم يصب بالصدمة، لم يصمت عند نشر خبر إعدام 3 من سجناء الانتفاضة، ووجه صفعة قوية لخامنئي و قواته القمعية. 

يجد الولي الفقيه نفسه قاب قوسين وادني من السقوط، مع النتائج العكسية التي تأتي بها  موجات الإعدام غير المسبوقة، لكنه لا يستطيع التوقف عن جرائمه، في ظل عدم وجود طرق اخرى للتعامل مع المجتمع المتفجر. 

تحول رأس النظام الايراني الى وحش جريح، ضعيف، ومحشور في الزاوية، يبحث جاهدا عن طريقة للاحتفاظ بتوازنه، من خلال الامساك بما تصل اليه يديه، لكن تسجيل حالات الإعدام ارقاما قياسية جديدة يشعل النار في مصيره أكثر وأكثر، لأن المجتمع أدرك حقيقة أن الرد على الإعدام هو زيادة نيران الانتفاضة. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة