الأحد, مايو 5, 2024

حوار الطرشان

0Shares

حوار الطرشان 

سجل اصلاحيو نظام الملالي اخفاقا في اقناع متنفذيه، بالبحث عن مخارج مختلفة، من مأزق الانتفاضة الشعبية، الذي يهدد باسقاط النظام، بعد ثبوت فشل الادوات القمعية في حسم المواجهة مع الشارع.   

جاء في تقارير الصحف الرسمية أن عددا من الإصلاحيين التقوا رئيس السلطة القضائية الملا محسني ايجئي،  وسكرتير المجلس الأعلى للأمن علي شمخاني، وقدموا مقترحات إصلاحية من أجل تجاوز الأزمة، في مؤشر على زيادة محاولات تجنب عواقب استمرار الانتفاضة

وفي التفاصيل، اوضحت الصحف بان أيجئي جامل الاصلاحيين بحديث حول ضرورة الحوار مع أطياف وطبقات مختلفة، مبديا استعداده للاستماع إلى آراء مختلفة، والتقط الاصلاحيون طرف الخيط، ليعقد الاجتماع بعد 42 يومًا من المساومة. 

نُقل عن المتحدث باسم الاصلاحيين شكوري راد قوله انه تم خلال الاجتماع تقديم تحليل للاوضاع الجارية في البلاد، تضمن الاشارة لمطالب المتظاهرين، ولم يخض في هذه المطالب، التي تظهر واضحة في الهتافات الداعية لاسقاط مبدأ ولاية الفقيه، ورحيل نظام الملالي. 

من ناحيتها اكدت نائب رئيس جبهة الاصلاح فاطمة راكعي التي شاركت في اللقاء على ضرورة مواجهة النظام للشعب بطريقة ديمقراطية وتلبيته لمطالبه، مشيرة الى حق الايرانيين في التعبير عن آرائهم بحرية، لكن هذه التصريحات لم تلق اهتماما لدى الشارع الايراني، مما اضطرها للحديث بلهجة مختلفة في وقت لاحق، ترجح فوات الاوان على المصالحة، و تشير في المقابل الى امكانية وقف اراقة الدماء. 

لم تخل لغة راكعي من لوم موجه للتيار المتنفذ، لكن لومها ظل في دائرة الحلول الترقيعية، فقد اعربت عن اعتقاد الاصلاحيين بامكانية تجنب ما جرى في البلاد لو تم تقديم اعتذار بسيط منذ البداية. 

تعيد لغة الاصلاحيين الاستشراقية الى الاذهان صرخة الشارع الإيراني في زلزال ديسمبر 2017 حين توجه للنظام قائلا “أيها الاصلاحيون والاصوليون انتهت اللعبة” واللافت للنظر انه لم تتسرب معلومات حول ما قاله ايجئي وشمخاني خلال الاجتماع، مما يعني بقاء الحوار في دائرة العموميات، وعدم اقترابه من جوهر الازمة. 

اضاف الاصلاحيون بفشل لقائهم مع المتنفذين اخفاقا اخر لاخفاقاتهم المتلاحقة، ففي وقت سابق تلقى المحسوب عليهم احمد  زيد ابادي تهديدات بالقتل والاعتداء الجنسي لمجرد اعلانه عن اقتراح من اقتراحات تياره، مما دفعه للتعبير عن رغبته في مغادرة البلاد. 

تجسد حوارات الطرشان بين التيارين المتنفذ والاصلاحي، في نظام الملالي، حقيقة انحشارهما في ذات الدائرة، حتى لو اختلفت طرق المناورة، التي تلتقي عند الحفاظ على بقاء حكم الولي الفقيه، المرفوض من قبل الايرانيين. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة