الأحد, مايو 12, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممرايا عجز الملالي

مرايا عجز الملالي

0Shares

مرايا عجز الملالي

تسارعت وتيرة تصعيد المنتفضين في ايران ردا على تصريحات خامنئي بلملمة “بساط الشرور” و”الفوضى” وادعاءات مسؤولي النظام واتباعهم بقرب الاجهاز على الانتفاضة، ومحاولات الايحاء بان استمرارها كان نتيجة لتسامح حكم الولي الفقيه.

اضرب 11 سوقا في مدن مختلفة في اليوم الذي صرح فيه الولي الفقيه، خرجت التظاهرات في 30 مدينة واحياء العاصمة و20 جامعة بهتافات ” الموت لخامنئي” و”هذا الشهر شهر الدم سيسقط فيه خامنئي” لايصال رسالة واضحة مفادها استمرار الانتفاضة حتى حدوث التغيير.

اضطر النظام لمواجهة اهالي مهاباد بالاليات المدرعة والاسلحة الثقيلة في اليوم التالي، مظهرا خوفه وعجزه امام اتساع المشاركة وحدة شعاراتها، وامتدت فعاليات اليوم الثالث من جوانرود ومهاباد وبيرانشهر إلى كرمانشاه وبوشهر ومرودشت وطهران بهتافات اكثر حدة.

اظهرت الفعاليات التي جاءت بعد خطاب العاجز وايحاءات اعوانه الطرف القادر على الحسم،  الذي يمتلك الاصرار على لملمة البساط، ولديه العزيمة على طي صفحة وفتح اخرى على المستقبل .

اكد المنتفضون مجددا ان التاريخ لا تصنعه دكتاتوريات مهترئة وعاجزة، بل الشعوب المتعطشة للحرية، قواها الحية من المنتفضين والثوار الذين يصعدون السلم درجة بعد الاخرى للوصول الى الهدف الذي حددوه بدقة، فيما عجزت اجهزة دعاية الملالي عن اتخاذ قرار حول بث كلمة خامنئي، تريثت في ذلك لاخفاء العجز، وقوبل تريثها بانتقادات الحرس، الذي اشار في صحيفته “جوان” الى ان التقاعس عن العمل بسبب الارتباك أسوأ من  التراخي والاسترضاء، ليثير تدخله التساؤلات حول ما اذا كان المقصود الولي الفقيه ام مسؤولي النظام.

التقط الشارع الايراني رسالة ضعف نظام الولي الفقيه واجنحته التي يشلها اليأس، ورد عليها قبل ان يجف حبرها،  لتزيد ردة فعله حالة الارتباك التي يعيشها الملالي، تُقلص ما تبقى لديهم من اوهام، وتعيد تطورات صراع الارادات بين المنتفضين والنظام الى الاذهان ما كتبته صحيفة لوموند الفرنسية قبل ايام، حين اشارت الى ان أسلوب التخويف لم يعد فعالاً، بعد ان أصبحت الموجة الحالية من الغضب الشعبي أقوى بكثير من الخوف، ومن قدرة النظام على سحق صوت المعارضة.

تدور تطورات الاحداث التي تشهدها البلاد في سياق الرؤية التي حددتها رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة مريم رجوي، حين قالت “ان انتصار الثورة وطي صفحة حكم الملالي وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب يعني طي بساط حكم  الشر وجرائم الفاشية الدينية على مدى أربعة عقود إلى الأبد” ليلتقط الايرانيون الرسالة، يمضون بها الى مستقبل مفتوح على قيم الحرية والمساواة، ويحولون ميادين المدن الى مرايا لعجز الملالي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة