الأحد, مايو 12, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناستمرار الانتفاضة والدعم العالمي وعزلة سلطة الملالي  

استمرار الانتفاضة والدعم العالمي وعزلة سلطة الملالي  

0Shares

استمرار الانتفاضة والدعم العالمي وعزلة سلطة الملالي  

إن مدى تأثير انتفاضة نوفمبر 2022 على مواقف الدول لتكثيف العزلة الدولية لنظام الملالي؛ من علامات انتقالها من المرحلة الكمية إلى المرحلة النوعية. إذ أننا شهدنا مع بداية الانتفاضة وانتشارها في جميع أنحاء إيران؛ عدة مواقف داعمة لها من جانب وزراء خارجية 5 دول أوروبية. فعلى سبيل المثال، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، السيدة أنالينا بيربوك، يوم الجمعة، 4 نوفمبر 2022، صراحةً فيما يتعلق بجرائم نظام الملالي إبّان الانتفاضات الأخيرة على وجه التحديد إن: 

“كل من يعرِّض مواطنيه للضرب والإصابات حتى الموت، ويسجنهم، ويستخدم الاغتصاب كسلاح؛ يكون قد كشف النقاب عن طبيعته الحقيقية. وسوف يكون لمثل هذا السلوك عواقب وخيمة لامحالة. وذلك ليس بسبب الرعب الذي أوجدته السلطة الإيرانية في الداخل فحسب، بل أيضًا بسبب قيامها بمثل هذا العمل في الخارج، والمتمثل في تسليم الأسلحة لروسيا على سبيل المثال”.  

إن هذه المواقف الداعمة للانتفاضة، والتي جاءت بلا ريب نتيجة لاستمرارها وانتشارها الاجتماعي؛ ناجمة على وجه التحديد عن إرادة الثوار وجهودهم ورجولتهم في استقطاب الرأي العام العالمي لصالح الجبهة المناهضة لنظام الملالي، من ناحية، وزيادة عزلة هذا النظام الفاشي على الصعيد العالمي، من ناحية أخرى.  

ومن أبرز العلامات على شرعية الانتفاضة من المنظور الدولي، هي اعتراف فرنسا رسميًا بحق الشعب الإيراني في النضال المشروع ضد ديكتاتورية الملالي. والجدير بالذكر أن الوجه الآخر لعملة انتصار الانتفاضة والشعب الإيراني هو عزلة سلطة الملالي بشكل غير مسبوق، وتأثيرها على ممارسة المجتمع الدولي للمزيد من الضغوط على هذه السلطة الفاشية. وهذا حدث لم نشهد له مثيل بهذه الدرجة في العقود الـ 4 الماضية.  

إن المواطنين الذين نزلوا الآن في شوارع إيران لإنقاذ بلادهم من طائفة محتلة؛ لديهم الحق في مطالبة الدول بمقاطعة نظام الملالي ورفضه، واعتبار هذا العامل المهم عاملًا مساعدًا في نضالهم وانتفاضاتهم للإطاحة بالجمهورية الإسلامية. 

ويُعتبر هذا التطور الكبير رسالة على هزيمة سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الحكومات في أوروبا وأمريكا تجاه نظام الملالي، ورسالة على اعتراف معظم الدول بالشرعية المتزايدة للانتفاضة وهويتها، والإقبال على دعمها.   

وتجدر الإشارة إلى أن ممثلي نظام الملالي وجماعات الضغط التابعة له دائمًا ما يسعون إلى إظهار الشعب الإيراني في المشهد العالمي على أنه يقبل بالأيديولوجية الرجعية المناضه للبشرية التي يتبناها هذا النظام الفاشي، ويستسلم أيضًا لمناهضة هذا النظام القروسطي للمرأة. كما يسعون في هذا الصدد إلى إقناع العالم بأنه ليس هناك بديل إلا من داخل نظام الملالي. ولهذه الأسباب، يجب أن ندرك بشكل غير مسبوق ما هي الحيّل التي يلجأ إليها اللصوص السياسيون لتوجيه الإرادة العالمية إلى إيجاد حلول من داخل نظام الملالي أو إيجاد بدائل استعمارية مرغوبة؛ في الأيام والليالي الساخنة لانتفاضة الإطاحة بحكم الملالي.  

وعلى الرغم من هذه المؤامرات، إلا أن الآثار الساحقة لانتفاضة الشعب الإيراني الكبرى أدت إلى أن تطالب العديد من الدول الأوروبية، فضلًا عن دعم المفوضة السامية لحقوق الإنسان؛ بعقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان لدراسة الوضع في إيران. إن هذا الحدث المهم أيضًا هو أحد آثار استمرار الانتفاضة من أجل تكثيف العزلة الدولية لنظام الملالي. 

إن المجتمع الإيراني المنهمك الآن في الانتفاضة والثورة قد وصل في ضوء عملية الارتباط بضرورة نيل الحرية؛ إلى المطالبة بممارسة العالم لأقصى قدر من الضغط على نظام الملالي للمساعدة في الإطاحة بحكم الجمهورية الإسلامية. ويرى مثل هذا المجتمع، في التطورات السياسية المحلية والدولية، أن المصالح الوطنية والتاريخية لإيران تكمن في الرفض الكامل لنظام الملالي. لذلك، فإنه يراقب أيضًا المعادلات الدولية أو موازين القوى العالمية من منظور بعدها وقربها من المصالح الوطنية الإيرانية. ولا يزال سر هذا النجاح يكمن في الحل الناجح: “إذا صمدت الانتفاضة الإيرانية، فسوف يصمد العالم”. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة