السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومصرخة الوحدة الوطنية

صرخة الوحدة الوطنية

0Shares

صرخة الوحدة الوطنية

انتفضت المدن الايرانية خلال الايام الماضية، بمناسبة اربعينية شهداء جمعة زاهدان الدموية، مرددة هتاف “من زاهدان إلى طهران، أضحي بحياتي من أجل إيران” الذي رُفع أول مرة من بلوشستان.

جاءت الفعاليات التي جرت في طهران وتبريز ومشهد وسنندج وكرمنشاه وسقز وبانه وبوكان ورشت وخاش والمدن الاخرى تكريمًا وطنيًا وقوميًا للمنتفضين البلوش وأبنائهم الذين قدموا أكبر عدد من الشهداء خلال الانتفاضة الشعبية، في جمعتي زاهدان وخاش الدمويتين، وتظاهرات اخرى ضد نظام ولاية الفقيه.

اكدت فعاليات الاربعينية على الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع المكونات العرقية والقومية والدينية للشعب الإيراني، لتساهم في ابطال مساعي نظام الملالي لتصنيف الجماعات الإثنية الإيرانية المختلفة على أنها انفصالية، وتثبت مرة أخرى أن استبداد سلطة ولاية الفقيه وسياسة القمع والتمييز والقتل العامل الرئيسي للانقسام .

استعصت علاقات القوميات الايرانية ببعضها على القمع الدموي الذي مارسته ديكتاتورية الشاه المقبورة والتوجيه الاستعماري لسياسة فرق تسد التي مارسها أسياد النظام السابق في محاولة لادامة الهيمنة والقهر.  

وتصطدم سياسات الملالي اليوم مع اعماق وجذور الروابط الانسانية المستندة الى تاريخ وثقافة مشتركة، وقيم الحرية والمساواة، وهي اسس وضوابط أقوى وأكبر من أن يستطيع خميني وخامنئي المساس بها.

يتردد من حين لآخر حديث حول الوحدة والتضامن، لكن الاصداء الوطنية والقومية التي اوجدتها الصرخة التي انطلقت من بلوشستان وزاهدان علامة فارقة في التاكيد على عمق العلاقة بين الايرانيين.

تعيد هذه العلامة الى الاذهان ما قاله قائد المقاومة مسعود رجوي عن “الشهداء والمضطهدون في سيستان وبلوشستان” حين اشار في 4 نوفمبر الى الثمن الذي دفعوه بدمائهم خلال الانتفاضة، والذي يعد الاعلى  في كل إيران.

يدفع الايرانيون ثمن الوحدة الوطنية والتضامن من دمائمهم، كما يدفعون اثمان بقية القيم السامية، وفي مقدمتها الحرية، ويأتي الحضور المؤثر للبلوش ومظلوميتهم في المشهد، وانتصار كافة القوميات لحقوقهم، مؤشرا اضافيا على الروح الايرانية التواقة الى الاطاحة بنظام الملالي وبناء المستقبل على اسس جديدة. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة