الخميس, مايو 16, 2024

شعارات الخلاص 

0Shares

شعارات الخلاص 

تمدد شعار “سآخذ بثأر اختي” الذي تردد امام مستشفى كسرى في طهران، بعد مقتل مهسا اميني، ليشمل تظاهرات مختلف المدن الايرانية، من كردستان إلى زاهدان، ومن أصفهان وتبريز إلى مازندران وخراسان وقم وكيلان، مظهرا طبيعة ومغزى الانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ 17 يومًا. 

ترددت فحوى الشعار بشكل او بآخر في الثورة المناهضة للشاه، تجددت خلال وجود مجاهدي خلق في أشرف بالعراق  عام 2009 رداً على الهجوم الوحشي والقتل الإجرامي الذي طال المجاهدين نساء ورجالا على يد عملاء قاسم سليماني هناك، تكرر عدة مرات خلال الهجمات اللاحقة على أشرف وليبرتي؛ ويدوي الان من زاهدان إلى طهران ومن كردستان إلى خوزستان وخراسان وجميع أنحاء إيران ليكرس فكرة ديمومة نضال الايرانيين لنيل الحرية. 

يعبر الشعار عن رسوخ عزيمة المنتفضين، وعي الشعب الإيراني بطبيعة عدوه المتمثل في نظام الملالي وعملائه ومرتزقته، تجاوزه فكرة التفاوض او قبول الحلول الوسطى مع النظام، واصراره على حسم معركته، متمسكا بالمثل الايراني القائل ” نضرب رأس العدو بحجر كي لا يعلق رأسنا على المشنقة” الذي تحول الى اداة فهم للصراع. 

يعكس عمق فهم العلاقة مع حكام ايران،  ألد أعداء الإيرانيين، فهو يقود الى نتيجة مفادها أنه من أجل مواجهة هذا العدو واجتثاثه من جذوره، لا بد من التعويل على مقاومة منظمة وإرادة نضالية راسخة، وان خلاص الفتيات والنساء الإيرانيات مرهون بتحطيم رأس أفعى النظام الكهنوتي القامع للمرأة بالثورة الديمقراطية

يعي اركان نظام الملالي وصول طلائع الشعب الى هذه الدرجة العميقة من الفهم، تحديدها لهدفها المتمثل بالخلاص، وعدم القدرة على التعايش مع حكم الملالي، لذلك لم يكن مستغربا ان يتردد الشعار المضاد “الموت للمنافقين” في مجلس الشورى وعلى منابر صلوات الجمعة ليدلل على حالة من الرعب، ولا يخلو من الاعتراف بجوهر الصراع الذي لا يقبل التسوية بين نقيضين. 

فرض رعب النظام وادواته في المنطقة الحاجة للتطمينات، وفي هذا السياق يأتي ظهور حسن نصرالله، امين عام حزب الله اللبناني، ليردد عبارته التي باتت معروفة للمتابعين “أنا أقول لأصدقاء الجمهورية الإسلامية: لا تكونوا حزينين ومتأثرين ولا تقلقوا على الإطلاق ” مدللا على مدى قلق النظام ومرتزقته. 

تحولت شعارات الانتفاضة ومن بينها شعار “سآخذ بثأر اختي” الى هتاف في التظاهرات، مظهرة صلابة واصرار الشعب الايراني على تكسير قيوده والتخلص من جلاديه، وتحديده لخارطة الطريق التي يسير عليها، ليرى الملالي وادواتهم الداخلية والخارجية سيناريوهات انهيارهم الحتمي باعينهم.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة