الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام يقتل الحسين کل يوم

نظام يقتل الحسين کل يوم

0Shares

نظام يقتل الحسين کل يوم

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية القائم على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية، يواظب وبحرص على الزعم بأنه يمثل الاسلام بصورته المطلقة کما إنه يحرص أيضا على أنه إمتداد لثورة الامام الحسين ويجسد مبادئه وقيمه بکل أمانة وإخلاص، ومنذ تأسيسه قام بتوظيف إمکانيات کبيرة جدا من أجل ذلك، وخصوصا من الناحية الاعلامية في سبيل تسويق أفکاره ومفاهيمه التي صار يعمل ليس على فرضها على الشعب الايراني فقط بل وحتى على شعوب العراق اليمن ولبنان وسوريا.

هذا النظام الذي إدعى بأنه سيکون نظاما تحرريا يلبي طموحات وأماني الشعب الايراني وإنه سيغير من أوضاعه کثيرا نحو الافضل ويسدل الستار على العهد الدکتاتوري السابق، لکنه ومن خلال قيامه بضرب وقتل وإقصاء کل من يقف من وجهه وبشکل خاص من خلال محاکمه الصورية التي کانت إمتدادا لمحاکم التفتيش سيئة الصيت، فإنه قد أثبت بأنه إمتداد لنظام الشاه ولکن برداء ديني، ولأن منظمة مجاهدي خلق کانت سباقة الى فضح الماهية الاستبدادية لهذا النظام خصوصا وإنها التي أکدت بأنه في عهد هذا النظام قد تم إستبدال التاج بالعمامة، فقد قام ويقوم هذا النظام بحملة شعواء غير عادية ضدها کلفتها لحد الان 120 ألف ضحية بل وإن مجزرة صيف 1988، التي تم تنفيذها بناءا على فتوى من جانب الخميني والخاصة بإبادة 30 ألف سجين سياسي شکل نحو 90% منهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق، قد جسدت ذروة دموية وإجرام هذا النظام ومن إنه لايمت للإسلام عموما وللمذهب الشيعي بصلة.

إستغلال المناسبات الدينية والمذهبية منها بشکل خاص من أجل توظيفها لصالح أهداف ومآرب النظام، قد أصبح ضمن أولوياته وذلك في سبيل أن يبرر ظلمه وقمعه وجرائمه الدموية، وإن مناسبة “أربعينية الحسين” والتي هي بمناسبة رمزية دأب على سوء إستغلالها حالها حال کافة المعتقدات والمشاعر الدينية والمذهبية الاخرى للشعب الايراني ولذلك فإنه يستخدم وينشر الاکاذيب والمزاعم الواهية من أجل مصادرة هذه المناسبة طبقا لرغباته وتبعا لذلك تبدو مناسبة الاربعين وکأنها تشکل جزءا من”العمق الاستراتيجي”له وبناء على ذلك فإن عمل ونشاط جيش الاعلام المحتشد هو “العمل حسب رغبة القيادة” وكأن زيارة كربلاء تعادل تأكيد النظام وليس أي شئ آخر!

لکن إضافة الى ماقد أسلفنا ذکره فإنه من المهم هنا الاشارة الى أن حتى سكان كربلاء والنجف اليوم وشيعة العراق، الذين يسميهم خامنئي “العمق الاستراتيجي” لنظامه، ظلوا لفترة طويلة يحتجون على ما يقوم به نظام ولاية الفقيه من أعمال ونشاطات مشبوهة باسم الدين، وقد عبروا عن ذلك في سلسلة تظاهراتهم، التي قام الشباب العراقي خلالها بإحراق صور خامنئي وقاسم سليماني وهتفوا “إيران بره بره” ودعوا إلى قطع أذرع مرتزقة وميليشيات خامنئي، وهم بهذا قد کشفوا عن الأيدي الملطخة بالدماء لهذا النظام، وإن هناك حقيقة اعترف بها النظام لمرات عديدة في وسائل الإعلام الحكومية وهذه الحقيقة هي إن شعبا إيران والعراق على حد سواء يکرهان النظام، كما رأينا ذلك مجسدا في تظاهرات الأيام القليلة الماضية.

قضية الامام الحسين کانت أساسا قضية إصلاح ورفض ومواجهة الفساد خصوصا وإنه قال:”اني لم أخرج أشرا، ولا بطرا ولا مفسدا، ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي”، لکن هذا النظام جسد ويجسد وبناء على تأريخه الدموي منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا ذروة الشر والظلم والفساد التي إستشهد الحسين في سبيل مواجهتها، فأين هذا النظام من قيم ومبادئ ومفاهيم الحسين حتى يقوم بإحياء مناسبة الاربعين؟ خصوصا وإن قيام هذا النظام بقتل وإبادة کل من يقاوم ظلمه وجوره وفساده وکل هٶلاء الخارجين ضده يجسدون الحسين ودربه المبدأي، فإنه بذلك يکشف بکل صراحة براءة الحسين منه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة