الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنظام الأزمات المستعصية 

نظام الأزمات المستعصية 

0Shares

نظام الأزمات المستعصية 

يعيد الرعب الذي يعتري تصريحات الملالي المتواترة حول الأزمات السؤال عن عمق ازمة نظام الولي الفقيه، ليستحضر تلقائيا الوصف الذي أطلقه رفسنجاني قبل سنوات على الحديث حول الفساد، حين قال بأنه لا يتعدى قمة جبل الجليد.  

يستخدم إعلام الملالي مصطلحات من قبيل “أزمة عظمى” و “التحدي الكبير” في وصف الأزمات المتلاحقة التي تمرّ بها البلاد، واللافت للنظر من خلال هذه المصطلحات أنه خلال الـ 43 عامًا الماضية لم يتمكن النظام من حل أي تناقضات ومشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، مما أدى إلى تراكم المشكلات والأزمات الكبرى التي لا حل لها، مثل التحديات الاجتماعية، أزمة ضواحي المدن، المخدرات، الطلاق، الهجرة، هجرة العقول، هروب رؤوس الأموال، البيئة، و الفساد، و يتفرع عن هذه الأزمات أخرى عديدة، كل منها يمثل أزمة ضخمة وغير قابلة للحل.  

من الممكن اعتماد التدهور المتسارع للوضع الاقتصادي مؤشرًا على النمو المتزايد للأزمات الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها الشعب الايراني، يواجهها النظام، ويعجز عن حلها، فلم تزل  ظواهر النوم في المقابر موجودة، اضيف لها في السنوات الاخيرة النوم تحت أشجار البقس، علاوة على زيادة أسعار المساكن في طهران بمقدار 10 أضعاف، على الرغم من أن أزمة السكن موجودة منذ عقود. 

أزمات انعدام الكفاءة والخلافات الداخلية في النظام، من بين الأمثلة، عبرت عنها مؤخرا فضيحة مناورة الأربعين، حيث اعترف رئيس مجلس الشورى محمد باقر  قاليباف  بعدم كفاءة النظام، مشيرا إلى أن 30٪ فقط من البرامج المعتمدة يتم تنفيذها. 

بين اعترافات انعدام الثقة طفت على السطح مؤخرا تصريحات الملا رسول منتجب نيا  التي جاء فيها “معزولون عن الناس، وعزلنا الناس عنا، وصلنا إلى نهاية الخط، امنحوا الناس يوما من الحرية، وانظروا ماذا يفعلون”. 

تقود التعليقات المتلاحقة إلى حقيقة مفادها أن الأزمة الأساسية هي أزمة انعدام القدرة على إيجاد الحلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه النظام ومن بينها الملف النووي وتشعبات الأزمة الداخلية . 

حاول خامنئي تجاوز أزمات النظام بعملية جراحية أقصت أحد تياراته، وقام بتنصيب إبراهيم رئيسي، لكن نتيجة المحاولة كانت عكسية، لم يقدم رئيسه خلال العام الاول من ولايته سوى تحطيم الأرقام القياسية في أحكام الإعدام التي أعادت إلى الأذهان مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 المتورط فيها، وارتفاع سقف هتافات المحتجين لتطال المرشد والرئيس معًا، وفي ذلك مؤشرات واضحة على الفشل.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة