الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومرقص على حواف الهاوية

رقص على حواف الهاوية

0Shares

رقص على حواف الهاوية

يواصل نظام الملالي رقصه على حواف الهاوية بتخبطه في التعامل مع مفاوضات الملف النووي، فهو يعلم جيدا حاجته الماسة للتوصل الى اتفاق يخرجه من مأزقه الاقتصادي، ويعي في المقابل ان مثل هذا التطور يقوده الى انهيار محتوم.

يعرب ابراهيم رئيسي عن دهشته مما يعتبره تضاربا في الرسائل الامريكية، ويقلب طاولة المفاوضات رغم تأكيده على نية التفاوض، متجاهلا الضغوط الخليجية والاسرائيلية على الرئيس جو بايدن لشمول انهاء الدعم للارهابيين والمسلحين والبرنامج الصاروخي في اي اتفاق نووي.

ولا يعبأ خامنئي بقرار فتح باب إحالة ملف نظامه إلى مجلس الأمن الدولي الذي اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واحتمالات تمهيد رحلة بايدن المرتقبة إلى المنطقة لضربات استراتيجية تستهدف النظام.

على صعيد ردود الفعل الداخلية يتغافل المرشد الاعلى عن تحذيرات بعض اوساطه من احتمالات زيادة الضغوط الخليجية والاسرائيلية على بايدن خلال جولته في المنطقة ووصول هذه الاوساط الى قناعة بخيبة امل متفائلي الادارة الامريكية بالتوصل الى اتفاق وتحول المفاوضات الى جثة هامدة.

وتتبلور في بعض اوساط النظام قناعة بان الإدارة الأمريكية الحالية، التي تتمثل سياستها الرسمية في العودة إلى الحياة الطبيعية، محبطة من احتمالات الاتفاق مع نظام الملالي، مما يدفعها لاتباع سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، المتمثلة بممارسة أقصى قدر من الضغط.

 يعني ذلك بطبيعة الحال زيادة العقوبات، المزيد من العزلة، القرارات اللاحقة لمجلس المحافظين، العودة إلى مجلس الأمن، احالة النظام الى الفصل السابع، و ستة قرارات عقوبات، وبذلك يتخذ خامنئي مسار مواجهة المجتمع الدولي.

يعود جنوح خامنئي الى هذا المسار لقناعته  بان المسار الاخر يضعه في نفق يجبره على التخلى عن مقومات قوة النظام، بما في ذلك مشروعه النووي وصواريخه وتدخلاته الإقليمية، وبالتالي المساس بقدرة الملالي على البقاء في السلطة.

يدرك خامنئي بان قوة نظامه مرتبطة بشكل مباشر بتأثيراته الخارجية مما يبقيه في حالة من الحرص على ابقاء تدخلاته في المنطقة والاستمرار في برنامج انتاج القنبلة النووية والاحتفاظ بالصواريخ الامر يفاقم ازماته مع المجتمع الدولي ويزيد من تناقضاته الداخلية ومخاطر تصعيد الانتفاضات والاحتجاجات، ويكرس ارتباكه وعدم قدرته على تحديد مساره.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة