الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانما هو الغرض من لعب نظام الملالي بكارت ابن الشاه؟ 

ما هو الغرض من لعب نظام الملالي بكارت ابن الشاه؟ 

0Shares

ما هو الغرض من لعب نظام الملالي بكارت ابن الشاه؟ 

بعد أن وصلت الاحتجاجات المستمرة للشعب الإيراني، في الوقت الراهن، إلى ذروة جديدة وتغيَّر ميزان القوى بين نظام الملالي والشعب الإيراني لصالح الشعب، لجأ هذا النظام الفاشي إلى خدعة جديدة لتضليل ُمسار انتفاضة الإيرانيين وإصابة المتظاهرين في الانتفاضات بالإحباط خشيةً من انتشارها للإطاحة به. ويتمثل هذا الكارت الجديد في فتح موضوع ابن الشاه المخلوع في انتفاضة 1979 في إيران. 

 ويسعى نظام الملالي إلى إرباك المسار الراديكالي للانتفاضات للإطاحة به، ثم تحييده للتظاهر بأن سقف مطالب الشارع الإيراني يتمثل في المطالبة بالعودة إلى الديكتاتوريات السابقة برموزها الكاريكاتورية! 

وتم منذ حوالي أسبوعين إطلاق مثل هذا المشروع في إيران. مشروعٌ يهدف في المقام الأول إلى التخلي عن الحل الحاسم للإطاحة بنظام الملالي وتقويض دعاة هذا التطرف الشعبي للإطاحة بسلطة الملالي. 

ويرمي هذا المشروع إلى إسقاط الوعي السياسي والتاريخي للمجتمع الإيراني إلى حد العودة إلى الديكتاتورية السابقة، والخضوع للعبودية الفكرية وخدمة الكاريكاتور المتوَّج. سقوطٌ على الرغم من أنه منبثق من أحلام الرجعية والاستعمار المستحيلة التحقيق بأبواقهم البرَّاقة في اللحظة الحاسمة الحالية التي تعيشها إيران، بيد أن الحلقة الضعيفة للغاية والمكشوفة لهذه الخدعة، هي راعي الجمهورية الإسلامية لتمرير هذا المشروع تجنبا من السقوط. لأن غرفة نظام الملالي لتوحيد الفكر والتخطيط الاستراتيجي تعتقد أن النزول بمطالب الانتفاضات من الرغبة في الإطاحة إلى رفع شعار “طيب الله ثراك يا رضا شاه” والترويج له؛ سيحيِّد روح الانتفاضة ودوافعها لمواصلة الثورة الرامية للإطاحة بنظام الملالي.  

وهذه هي القدرات الفكرية لغرفة نظام الملالي لتوحيد الفكر والتخطيط الاستراتيجي في التحريض على هذا المشروع المناهض للمعارضة الأصلية والتاريخية والمنظمة التي مهدَّت للإطاحة بنظام الملالي اعتبارًا من من 20 يونيو 1981 حتى الآن، من خلال رفع شعار “لا للشاه ولا للملالي”. 

والرهان الآخر لنظام الملالي في المضي قدمًا في هذا المشروع هو الحيلولة دون إجراء أي استطلاع حقيقي للرأي في إيران، بحيث يظل هذا المناخ المضطرب الذي هو يديره أكثر اضطرابًا. 

كما تنفخ بعض القنوات المتلفزة الناطقة بالفارسية لتضخيم هذا المشروع لغرس الانطباع كما لو أن الإيرانيين مصطفون على حدود إيران للترحيب بابن الشاه عند وصوله إلى إيران! وهو شخص لم يهمه مصير إيران على مدى 40 عامًا، ولم يعلن عن تبرؤه من الجرائم والسرقات التي ارتكبها والده وجده، ولم ينتهج سياسة دعم السجناء السياسيين في إيران، ولم يخط خطوة واحدة نحو النضال المهني ودفع ثمن الاشتباكات مع جلادي النظام المنتمين للولي الفقيه، ولم يكف يومًا عن حياة الترف والرفاهية؛ حتى أن بعض المحيطين به يعترفون بأنه “لم يشتغل يومًا ليأكل من عرق جبينه”! 

هذا هو ملخص مشروع الملالي الرجعي وبعض الدوائر في ظل الاستعمار لإسقاط مطالب الإيرانيين وبيعها في المزاد العلني؛ الإيرانيون الذين ضحوا بالغالي والنفيس على مدى 40 عامًا للوصول إلى مرحلة الإطاحة بحكم ولاية الفقيه ورفض أي نوع من الديكتاتورية! 

وعلينا أن ننتبه إلى نقطة أساسية؛ وهي أن غرفة نظام الملالي لتوحيد الفكر والتخطيط الاستراتيجي سعت خلال هذه العقود الـ 4 إلى تضليل مسار مطالب الإيرانيين باللجوء إلى كافة أشكال الحيل. ووقف الملالي ضد الجبهة الرافضة للشاه والملالي بالحرب والبلطجة لعدة أيام، وبالإصلاحيين المزيفين لعدة سنوات، وبالاعتدال ومسرحية زمر نظام الملالي لعدة سنوات. وإلى جانب كل ذلك اللجوء إلى ارتكاب المجازر واغتيال المعارضين، فضلاً عن الافتراءات الجنونية على الجبهة المذكورة وتشويه سمعتها. وعندما فشلت كل هذه الحيل نتيجة لصمود الإيرانيين وزيادة وعيهم والمقاومة الإيرانية؛ يعلقون الآن أمالهم على شماعة فلول الديكتاتورية البهلوية على شكل رسوم كاريكاتورية سياسية. 

وترمي كافة الجهود المبذولة في هذا المشروع إلى إضفاء لباس الحسرة على الماضي؛ على كراهية الشعب الإيراني الشاملة لجرائم نظام الملالي المطلقة العنان؛ للتظاهر بأن نظام الملالي لا بديل عنه، وإذا كان هناك تصور بأن هناك بديلا، فإن الديكتاتور قد مات.  

والجدير بالذكر أن الضجيج الذي يحيط بهذا المشروع يهدف إلى بث الرماد على الوعي السياسي والتاريخي للشعب الإيراني! 

ويجب قياس كل هذه التطورات بهذا المؤشر، ويجب أن ندرك أن المجتمع الإيراني بشوارعه وحواريه مستعد الآن للإطاحة بنظام ولاية الفقيه. 

والجدير بالذكر أن المجتمع الإيراني لديه عدسة مكبِّرة تكشف عن جميع الظواهر وينتقدها. وهذا هو المجتمع الذي تجاوز الخدعة الكبرى للإصلاحيين والأصوليين والمعتدلين مرورًا بالفنانين والمشاهير المتحالفين مع السلطة، ومرورًا بتجار الدين والمتاجرين بالدين والجنة والنار، ومرورًا بالقيود المتخلفة المناهضة للمرأة، ويعتبر التجارب الثقيلة لأي ديكتاتورية وأسلافها ووارثيها منارةً لمستقبله.  
 
ونرى فيما يتعلق بهذا المشروع أن الآلاف من المستخدمين يقفون ضد حيل وزارة المخابرات وضد التوق إلى العودة إلى الديكتاتورية الملكية، ويتمتعون بالاستنارة والتصرفات الفعالة.  

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي علامات مرحلة العبور من اختبار تاريخي. اختبارٌ يملي فيه الضمير الوطني الواعي أوامره بإحراق كارت لعبة نظام الملالي بكاريكاتور سياسي، وقلب الطاولة على الملالي حتى لا يتم تضليل مسار الانتفاضات وتحييد مطالبة الإيرانيين بالإطاحة بنظام ولاية الفقيه. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة