تكتيكات الخائبة لمواجهة التصعيد
تتجه الأحداث في إيران نحو تعميق أزمة النظام، مع دخول احتجاجات المتقاعدين وإضراب التجار والبازارات في عدد من المدن أسبوعه الثاني، دون ظهور أية إيحاءات بقدرة الملالي على إيجاد الحلول، أو وقف حالة التدهور التي تمر بها أوضاع أوسع شرائح الشعب الإيراني.
تشهد المدن اشتباكات بين المتظاهرين الذين كسروا حاجز الخوف وأجهزة القمع المستمرة في أساليبها الخائبة ـ رغم حاجة النظام لتقليل كلف المواجهة ـ وتتردد في شوارع 22 مدينة أيرانية هتافات ضد حكم خامنئي، احتجاجًا على تدني قيمة التومان وقدرته الشرائية.
ويواصل نظام الملالي عمليات النهب، آخذًا بعين الاعتبار احتمالات الانهيار في حال خروجه عن طبيعته الناهبة، وتوقفه عن سرقة الإيرانيين، لكنه لم يعدم تكتيكات اختلاق الغموض لتمرير سياساته الاقتصادية الفاشلة، وتقليل خسائره من حالة الغليان التي تشهدها البلاد.
مرّ عام على بدء مناقشة إلغاء العملة المفضلة، تم التفاوض مرارًا وتكرارًا بين حكومة إبراهيم رئيسي والبرلمان حول هذه المسألة، لم يتم التطرق لذلك في موازنة عام 1401، يقال أحيانًا أنه لم يتم إلغاء العملة المفضلة للخبز والدواء، لكن هذا القول لا يمنع ارتفاع الأسعار 13 مرة، تثار مسألة توزيع الخبز عبر البطاقات، ثم يقال إن الخبز التقليدي غير باهظ الثمن.
تستخدم الأساليب ذاتها في التعامل مع البنزين، تتردّد معلومات في وسائل الإعلام عن ارتفاع فلكي في أسعاره، ينفيها المسؤولون، يصفونها بالإشاعات، ويتركون المواطن في حيرة من أمره.
باستخدامه مثل هذه التكتيكات يعتقد النظام بأنه يهيئ المناخ النفسي لتضخم مذهل، ويقلّل من حدة الصدمة وخطر الانفجار، دون أن يتعلم من فشل تكتيكاته في أوقات سابقة، حيث تمت تجربة ذلك التكتيك في عام 2019 عند رفع أسعار البنزين، أعلن حينها عن وجود نوايا لهذه الخطوة، الأمر الذي قوبل بالرفض، وعند اتخاذ القرار اندلعت انتفاضة نوفمبر.
تظهر الانتفاضات والمظاهرات المتتالية تجاوز المجتمع خدع خامنئي، مما يعيد إلى الأذهان ما حدث من قبل، ويهدّد بردود فعل أعمق مما جرى، تأخذ أشكال حراكات بسقوف أعلى، وخروج الأوضاع عن نطاق السيطرة، ليبدأ العدّ العكسي للنظام الذي يثبت كل يوم عجزه عن إدارة الحياة اليومية في البلاد.
