السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانخطوات متلاحقة نحو الهاوية

خطوات متلاحقة نحو الهاوية

0Shares

خطوات متلاحقة نحو الهاوية

تثبت التطورات الداخلية في إيران دقة رؤية قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي، بعد تنصيب سفاح مجزرة عام 1988 إبراهيم رئيسي رئيسًا للبلاد، حيث اعتبر الخطوة نقطة تحول في مسار قطار نظام ولاية الفقيه.

 ظهر التحوّل واضحًا في انتشار شعارات “الموت لرئيسي” و”الموت لخامنئي” فيما  حاول الولي الفقيه كسب نقاط داخل نظامه بمحاولة إزالة الحرس عن قائمة الإرهاب، من خلال لعبة القط والفأر مع الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقرّر المضي قدمًا في الحصول على القنبلة الذرية، مما أدى إلى مزيد من التصعيد مع المجتمع الدولي.

 نتائج التصعيد حتى الآن إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارها ضد النظام، وفي المقابل لجوء خامنئي لابتزاز الغرب، بإغلاقه عددا من كاميرات المراقبة التي نصبتها الوكالة، وإعلانه عن نيته تثبيت أجهزة طرد مركزي أقوى ومواصلة التخصيب بكثافة أكبر.

يعي خامنئي أن من شأن مثل هذه الخطوة زيادة الضغط الدولي، والمزيد من الاختناق الاقتصادي والعزلة المميتة، لكنه يرى في توجهه طريقًا لسد ثغرات نظامه، وفي مقدمتها فجوة الاتفاق النووي والعقوبات التي اتسعت في السنوات الأخيرة، على أمل إتاحة الفرص أمام مواصلة قمع التظاهرات والاحتجاجات باعتبارها الخطر المباشر على النظام.

يكرّس اندفاع خامنئي نحو هذا الطريق فجوة أخرى اتسعت إلى ما هو أبعد مما كان عليه الأمر مع روحاني، الأمر الذي طفى على السطح خلال الأشهر القليلة الماضية، وظهر بوضوح في تفاصيل العلاقة بين دائرة خامنئي والبرلمان.

في سياق آخر كشف وزير الخارجية أمير عبد اللهيان عن مطالبة قادة الحرس الثوري بعدم القسوة عند تحول قضيتهم إلى عقبة أمام الاتفاق النووي، ووصف ذلك الطلب بالتضحية بالنفس، مما أغضب حسین شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان الموالية لخامنئي، ودفعه للرد.

يعلم خامنئي أن القمع الذي تمارسه آجهزته المتشتتة لا يكفي لاحتواء مجتمع تتفاقم أوضاعه كل يوم، وأن قرار إغلاق الطريق أمام إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكّل خطورة كبيرة على نظامه، مما يتطلّب اتّباع سياسة استرضاء الغرب لشراء الفرص، لكن معارضة دول المنطقة والهيكل السياسي الأمريكي لتقديم التنازلات تحول دون أخذ الأمور هذا المنحى، ويرى الولي الفقيه في جيوب الناس ونهب ما تبقى من ممتلكاتهم، عبر إلغاء العملة المفضّلة وطباعة أوراق النقد ورفع أسعار المواد الأساسية، مخرجًا من التداعيات الاقتصادية لهذه الانسدادات، رافعًا يافطة “اقتصاديات المقاومة” و”القدرات الداخلية” التي لا تحول دون تفاقم التناقضات التي تزيد من خطورة انفجار المجتمع المتمرد.  وصف قائد المقاومة مسعود رجوي الطريق الذي يسير عليه النظام بعد تنصيب رئيسي بـ “منحدر سقوط وإسقاط النظام الديني” مستندا في ذلك إلى التناقضات والمأزق التي يواجهها الملالي،  الأمر الذي تتضح صحته كلما حاول نظام الولي الفقيه المناورة للخروج من أزماته المركّبة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة