السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمحاولات دونكيشوتية لوقف رياح التغيير 

محاولات دونكيشوتية لوقف رياح التغيير 

0Shares

محاولات دونكيشوتية لوقف رياح التغيير 

حاول المرشد الأعلى علي خامنئي توجيه رسالة جديدة للإيرانيين، من خلال إرساله وزير مخابراته إسماعيل خطيب، ليطل عليهم محذرا من اعتماد “العدو حاليا على احتجاجاتنا واوضاعنا الاجتماعية” لكن أثر رسالته في الشارع كان معدومًا كما اتضح قبل مرور 24 ساعة على توجيهها. 

خرج متقاعدو الضمان الاجتماعي في اليوم التالي إلى شوارع عشرات المدن الإيرانية يهتفون “الموت لإبراهيم رئيسي” لإيصال رسالة مضادة إلى إسماعيل خطيب ومن ورائه خامنئي مفادها أن التحذير جاء في الوقت الضائع. 

أظهرت الصور الضخمة للمتظاهرين في تبريز وشوشتر وكرمنشاه وألبرز وقزوين والأهواز ورشت وأصفهان، وغيرها من المدن أن الشعارات لم تعد مطلبية، ويزداد وضوح مطالبتها بالتغيير الذي يتجاوز تليبة المطالب المعيشية مثل “اخجل يا رئيسي واترك السلطة”، “عدونا هنا ويكذبون حين يقولون أنه أمريكا “، “عديم الشرف إبراهيم رئيسي”،  “ما هي حصيلة وعودك”، “الموت للحكومة المخادعة للشعب” و”في الشارع نحصل على حقوقنا” مما يطرح تساؤلا عن الأسباب التي أدت إلى استهداف التجمعات النقابية لرئيسي، لتتجه مؤشرات الإجابة إلى المناخات التي تمر بها البلاد والمتمثلة في الظروف الثورية التي يعيشها المجتمع الإيراني.  

ظل المجتمع الايراني في حالة اضطراب واحتجاج وحراك دائم على مدار العام والأربعة أشهر الماضية، لم يفشل النظام فقط في معالجة أسباب السخط الشديد الذي أدى إلى الانتفاضات والحراكات، بل زاد من عوامل تفجير المجتمع من خلال زيادة الأسعار المرتفعة وإلغاء العملة المفضلة. 

تسارعت تجليات الظروف الذاتية المتمثلة في أداء قوة الطليعة، من حيث التوسع الكمي والنوعي لعمليات وحدات المقاومة، نسف وإضرام النار إلى مراكز القمع، اختراق آلاف الكاميرات الأمنية ومواقع النظام، لتتضح طريق تمرد وانتفاضة الجيل الشاب، ويتم  تحفيزه على النهوض والمواجهة الأمر الذي وصفه وزير المخابرات بمحاولة نشر مطالب واحتجاجات وتجمعات النقابات من خلال التشبيك والتنظيم. 

عندما تصبح الظروف الموضوعية “القدرة المتفجرة” والظروف الذاتية “العمل القيادي للقوة القيادية” في أعلى مستوياتها، تسود الظروف الثورية على جميع وظائف المجتمع، وتنكسر قشرة الاحتجاجات لتدخل مرحلة جديدة، المرحلة التي يتحول فيها الأساس النقابي للاحتجاجات إلى المطالب السياسية واسعة النطاق أي رفض النظام من أساساته، وبالتالي يتضح ما كان يقصده إسماعيل خطيب بالظروف الاجتماعية التي يعتمد عليها العدو. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة