الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتما هي الخلفية التي دفعت إلى اختيار الجلاد رئيسي لمنصب رئاسة الجمهورية؟

ما هي الخلفية التي دفعت إلى اختيار الجلاد رئيسي لمنصب رئاسة الجمهورية؟

0Shares

كان تولي خامنئي لمنصب رئاسة الجمهورية بين عشية وضحاها في عام 1989 نتيجة لشيئين هما: مجزرة 30,000 سجين سياسي من المجاهدين والمناضلين في صيف عام 1988، والخوف من دخول مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني الإيراني فجأة داخل إيران بعد وفاة خميني.

ويمكننا الآن أيضًا القول إن تولي رئيسي لمنصب رئاسة الجمهورية جاء في نفس السياق نتيجة لقتل أكثر من 300,000 فرد من المواطنين الإيرانيين في ألغام فيروس كورونا للحيلولة دون اندلاع الانتفاضة والإطاحة، والقدرة على تبني سياسة الانكماش وإغلاق الثغرات استعدادًا لمواجهة الشعب، لأن نظام الملالي يدرك أن تكرار خارطة طريق انتفاضة نوفمبر 2019 سيكون بلا شك على نطاق أوسع وسيسفر عن نتائج أكثر تدميرًا لنظام الملالي.

ولهذا السبب، تدخَّل خامنئي في سيرك الانتخابات بكل قوته ليختار رئيسي من صناديق الاقتراع بطريقة مضللة تجنِّبه التعرض للوم. وبادر بإقصاء كل مَن توقَّع أنه قادر على منافسة رئيسي. كما تصدر المشهد قبل الانتخابات وقال إن عدم التصويت خطيئة كبرى مستشهدًا في ذلك بوصية خميني الملعون. كما أنه حشد السلطات الحكومية خلفه لإصدار الحكم الشرعي للتصويت. كما تصدر علم الهدى المشهد هو الآخر في ثوب المتحدث غير الرسمي لخامنئي، قائلًا : "إن معنى عدم تصويت أي شخص أنه يدعم مجاهدي خلق".

بيد أن العالم بأسره رأى بأم عينيه نتيجة كل هذه الفتاوى وأحكامها الشرعية الصادرة من عقول الملالي والتي ما أنزل الله بها من سلطان، حيث كانت مقاطعة الانتخابات رائعة وواسعة النطاق، وكان الصدع داخل نظام الملالي عميقًا لدرجة أن خامنئي لم يستطع أن يعلن حتى عن أن 50 في المائة شاركوا في سيركه الانتخابي.

وأعلنت المقاومة الإيرانية هذه المرة أن نسبة المشاركة في الانتخابات تقل عن 10 في المائة، استنادًا إلى الإحصاءات والتقديرات، والتي من بينها ما يعتمد على شهادة 1200 مراسل في جميع أنحاء إيران، إلى جانب 3500 مقطع فيديو تستحق الاستشهاد بها. وتحتل الأصوات الباطلة المرتبة الثانية بعد أصوات رئيسي في نسبة الـ 10 في المائة المذكورة. فضلًا عن أن نسبة المشاركة التي أعلن عنها نظام الملالي نفسه وتقل عن 49 في المائة تشمل 4 ملايين صوتًا باطلًا.

بيد أن العدد الفعلي للأصوات المدلى بها في صناديق الاقتراع كان 6 ملايين صوت، ومع الأخذ في الاعتبار أن 3,720,000 صوت منها باطل حسبما أعلن نظام الملالي، فإن نسبة المصوتين لمرشحي هذا النظام الفاشي، بمن فيهم الإصلاحي والأصولي تقترب من 4 ملايين صوت،  وهو نفس الرقم الذي طرحه الحرسي قاليباف للنقاش في انتخابات عام 2017.

وبناءً عليه، حريٌ بنا القول إن جيش الانتفاضة والحرية، مبتكر انتفاضة نوفمبر 2019 أظهر لمؤسسيه الـ 5 هذه المرة قدرته على دحر سیرک خامنئی وإضعاف نظام الملالي للجهل والجریمة برمته فی تسجيل الأسماء على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد. وكان قطاع واحد فقط من هذه الخطة الاستثنائية الضخمة يضم 1200 مراسل لتلفزيون الحرية للمقاومة الإيرانية (سيماي آزادي) في جميع أنحاء البلاد كانوا يقدمون تقارير عن مجريات مقاطعة الإيرانيين للانتخابات. وبناءً عليه، لاشك في أن خامنئي ورئيسي الجلاد خرجا من سيرك الانتخابات المزورة في 2021 أكثر ضعفًا. إذ أن خامنئي اقتحم المشهد معتقدًا كما يمليه عليه عقله المريض أنه قادر على توحيد نظامه الفاشي وراء مرشحه السفاح المفضل له لمواجهة العواصف التي تطل عليه برأسها في الأفق، بيد أنه مهد الطريق بيديه للمزيد من إراقة الدماء داخل نظامه الفاشي  وتعميق الصدع في مقره (بيت العنكبوت) وفي قوات حرس نظام الملالي.

والجدير بالذكر أن الاستقطاب تحت ما يسمى بالإصلاحي والأصولي قد تلاشى تمامًا. وتعترف عناصر نظام الملالي أنفسها من الزمرة المغلوبة على أمرها بأنه لم يعد هناك ما يستحق البكاء عليه فقد خربت مالطة. وهي زمرة لا تزال على الرغم من إقصاء خامنئي لها وسيلة لتضليل الرأي العام يستبدلها كالحذاء وقتما شاء.

نعم، تجلى واقع المشهد السياسي الإيراني بوضوح هذه المرة، وهو مواجهة الشعب الإيراني ومقاومته الباسلة لنظام الملالي بأكمله. واقعٌ دفع مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية الغالي والنفيس على مدى 42 عامًا لإثباته للتخلص من مخالب الخداع والاحتيال والارتزاق. واقعٌ أكد الآن على أن "الحدأة لا ترمي كتاكيت" باختيار جلاد مجزرة عام 1988 رئيسًا للجمهورية من صناديق مهزلة الانتخابات أمام أعين العالم بأسره.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة