الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهذيان الاعتراف والإنكار 

هذيان الاعتراف والإنكار 

0Shares

هذيان الاعتراف والإنكار 

الارتباك سيّد “ديماغوجيا” ملالي إيران عند محاولتهم رفع معنويات شارعهم المأزوم، أو تصدير أزمات نظامهم إلى “العدو”  لإخفاء الأسباب التي أدت إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بدء من البنزين، مرورًا بالسلع الأساسية، وصولًا إلى الخبز.  

يقول المعمم علم الهدى إمام جمعة مشهد إن عدو النظام توقع تكرار حادثة البنزين التي وقعت عام 2019، وسعى للفوضى في قضية الخبز الأهم من قضية البنزين، لكن الفوضى لم تحدث، في الوقت الذي كتبت صحيفة كيهان الموالية لخامنئي أن الإعلام الأجنبي اختفى بعد أيام قليلة من الكذب حول أعمال الشغب. 

اختلف الامر بعد اعطاء خامنئي ايعازه لمشاركة ائمة الجمعة في حملة التحريض على خصوم النظام، حيث أكد المعمم حسيني في مدينة ياسوج على أن “العدو يخلق الفوضى وانعدام الأمن” وأشار المعمم لائيني في تبرستان إلى إيصال العدو البلد إلى نقطة الغليان وخلقه أعمال شغب وبلبلة، وأفاد المعمم عبادي في خراسان الجنوبي بأن العدو في كمين ويمكنه أن يصنع مشاهد مرعبة وخطيرة للنظام، وذكر المعمم شمس فر في خرم آباد أن العدو يحاول جر الناس إلى الشوارع وإحداث الفوضى.  

ذهب بعض الأئمة إلى حد دعوة الناس لفصل صفوفهم عن مجاهدي خلق لأنهم يفزعون عناصر النظام ويضعفون جبهتهم، وتحدث آخرون عن تلقي البعض السلاح ومهاجمتهم الحوزات الدينية وإضرامهم النار في قاعدة للباسيج، مشيرين إلى أن التعامل مع هؤلاء لم يكن أمرًا بسيطًا، نظرًا لتعقيدات عمل العدو، كما جاء على لسان المعمم نكونام في شهركرد، فيما حذر عضو لجنة الأمن في مجلس الشورى من جرّ تجمعات طبقات مختلف الشعب إلى مطالب هدامة ضد الملالي وتعريض أمن النظام للخطر. 

وجد الناس أنفسهم أمام روايتين، تتحدث إحداهما عن اختفاء العدو، فيما تعترف الأخرى بإضرام النار في قواعد الباسيج وتجمعاته، الفوضى، الدعوة لإسقاط حكم الملالي، السلاح، وتعريض أمن النظام للخطر، ولم يكن التضارب في روايات النظام جديدًا على الشارع الإيراني، ففي تاريخ إيران السياسي حوادث شبيهة على ما يجري اليوم. 

قام الشاه بتعيين الجنرال أزهاري رئيسا للوزراء في ديسمبر 1978، لتخويف الإيرانيين بالحكم العسكري، من بين التصريحات التي أطلقها الأخير في مجلس الشيوخ أن  “أصوات الصخب في ليالي طهران ليست حقيقية بل شريط صوتي” وفي اليوم التالي كرّر ملايين الإيرانيين هتاف “الموت للشاه” وسخروا مما قيل مرددين أن الشريط ليس له أرجل. 

كان أزهاري يحاول رفع معنويات قادة جيش الشاه حين خرج ببدعة الشريط الصوتي، لكن محاولته فشلت في إقناع هيئة الاركان العامة التي رأت في أحد اجتماعاتها أن نظام الشاه يذوب مثل الثلج، ولم يكن تفكير خامنئي عند إخراجه آخر الرصاصات من جعبته وتنصيبه رئيسي بعيدًا عما كان يفكر به الشاه في ذلك الوقت.  

وصلت الاحتجاجات إلى ذروتها مع استهداف آلة نظام الملالي خبز الشعب، أصبحت جميع المدن في خضم الانتفاضة، مما يدفع خامنئي لحشد قواه وجهازه الإعلامي الذي أدخله الرعب في هذيان الاعتراف والإنكار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة