الطريق الى الهاوية
توالت اعترافات نظام الملالي بعمق الازمة الاقتصادية مع بداية العام الايراني الجديد لتكشف زيف واخفاقات الوعود التي اطلقها ابراهيم رئيسي عند تنصيبه رئيسا للجمهورية قبل ثمانية اشهر.
رغم محاولتها التقليل من مدى تفاقم الازمة الاقتصادية في البلاد نشرت الصحف الحكومية احصائيات تفيد بوصول التضخم الى ما يزيد عن 40%، نمو السيولة الى ما يزيد عن 46 %، وزيادة معدل البطالة ليصل الى أكثر من 12 %، علاوة على اتساع التفاوت الطبقي بين عامة الشعب و الطبقة الحاكمة.
جاء في اعترافات خبراء النظام أن معدل التضخم لا يتماشى مع موائد الشعب، فيما أعلن رئيس إدارة الغذاء والدواء عن زيادة أسعار الأدوية المستوردة بمقدار 6 أضعاف وزيادة أسعار الأدوية المنتجة محليًا بنسبة 30 إلى 100٪ ، ارتفع سعر التمر في شهر رمضان إلى 150 ألف تومان للكيلو، وأعلنت الحكومة عن ارتفاع اجور التنقل في وسائل المواصلات العامة بنسبة 25 إلى 35% خلال الشهر الحالي مما يعني ارتفاعا ملحوظا في التضخم على المدى القريب.
تزيد ضآلة الرواتب الأقل من خط الفقر، تفشي البطالة، نهب الأجور، السرقات الفلكية، وقرصنة مافيا خامنئي من انتشار الفقر والبؤس، لدرجة أن وسائل إعلام النظام الخاضعة للرقابة اظهرت جانبا مما وصلت اليه الامور، وقدرت احداها عدد الذين يعانون من الفقر المدقع بـ 40 مليون مواطن، ومن بينهم الملايين الذين وجدوا انفسهم على حافة الموت بسبب الارتفاعات المهولة في اسعار الادوية.
سرقات الاجهزة الحكومية الوجه الاخر للكارثة فقد اعترفت وسائل إعلام النظام بتهريب المضادات الحيوية، والأنسولين، والريتالين، والعقاقير القابلة للحقن IVIG، والأدوية المضادة للسرطان وبعض الأمراض المزمنة إلى خارج البلاد من خلال مافيات حكومية تعد الاقوى في العالم، كما تشير المعلومات التي يتم نشرها الى تورط رئيس الحكومة في عمليات التهريب.
القى رئيسي الذي نصب لترهيب المجتمع مسؤولية الازمة الاقتصادية والمعيشية على سلفه روحاني ذات يوم، اطلق وعودا بتغيير الوضع الراهن، واحداث حالة من التحول، لكن المؤشرات تتجه نحو مزيد من الانهيار والنهب والسلب، ليقترب اليوم الذي ينفجر فيه الشارع الايراني في وجوه الملالي، ويعجل قدوم الكابوس الذي يخشاه خامنئي، فلم يعد امام النظام سوى المضي في الطريق الى الهاوية.
