الجمعة, مايو 17, 2024

العلة في طهران

0Shares

العلة في طهران

تعالت الاصوات في اوساط ملالي ايران بعد الشرط الذي وضعته موسكو لاحياء الاتفاق النووي، حمل بعضها موسكو المسؤولية عن جمود المفاوضات وتعليقها فيما بعد، وانتقد اخرون تحويل الاتفاق الى رهينة لتحسين شروط الروس في الازمة الاوكرانية، ولم تشر الانتقادات الى توقيت المماطلة الروسية الذي جاء قبل اسبوع وامتداد المأزق الايراني في محادثات الملف النووي الى ثماني جولات.

صارت ضجة الملالي بلا معنى بعد اعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن الموافقة الامريكية على اعطاء موسكو ضمانة خطية لتأمين المصالح الروسية في الاتفاق النووي، ورفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للضمان المكتوب، رغم تشديده  على عدم توقف الولايات المتحدة عن التعاون مع روسيا في البرامج النووية ضمن الاتفاق، لينتهي السجال بالموقفين الدبلوماسيين لكلا الجانبين.

تجاوز هذه النقطة لا يعني انهاء حالة الغموض في الاتفاق النووي، فقد أخبر وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان نظيره الصيني عبر الهاتف بان وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق جيد ودائم يتطلب واقعية امريكية، ملقيا الكرة في الملعب الامريكي، وكأن الولايات المتحدة تعرقل الاتفاق.

اداء نظام الملالي يوجه الانظار الى اتجاه اخر، ليتبين أن مماطلات الملالي وتسويفاتهم، واستمرائهم لعبة  القط والفأر في فيينا وراء الغبار الكثيف الذي يعيق الرؤية ويعطل التوصل الى اتفاق.

بدء من خامنئي ومروروا بعبداللهيان يكرر كبار المسؤولين في النظام الايراني معزوفة “الخطوط الحمراء” دون تحديد هذه الخطوط، مما يثير المزيد من البلبلة، قيل  ذات يوم بشكل غير رسمي ان على الغرب إغلاق ملف PMD المتعلق بالبعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي، واشار خامنئي في يوم من الايام الى ان “الملف النووي موضوع علمي” مما يعني عدم وجود عوائق أمام العلوم النووية، و امكانية ان يكون للتخصيب وأجهزة الطرد المركزي تطبيقات عسكرية لصنع أسلحة نووية.

 الضجة التي اثيرت حول “المماطلة الروسية” كانت ذريعة للتغطية على تشوش وتخبط الملالي، الذي يعود بالدرجة الاولى إلى جمود نظام ولاية الفقيه ، المختنق بفعل العقوبات، والذي يعلم بان التخلص من الخناق يكمن في تجرع كأس السم، بقبول شروط الطرف المقابل.

يعي نظام الملالي اكثر من غيره ان القبول بالاتفاق يعني بداية انهيار هيمنة خامنئي مما يدفعه الى محاولة الاستمرار في اعادة انتاج العقبات والبحث عن الحجج والمبررات وتحميل المسؤوليات للاخرين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة