الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالإشادة بـ "نور مراد كالجوي" رمز للتحدي ضد ثلاث ديكتاتوريات في إيران

الإشادة بـ “نور مراد كالجوي” رمز للتحدي ضد ثلاث ديكتاتوريات في إيران

0Shares

الإشادة بـ “نور مراد كالجوي” رمز للتحدي ضد ثلاث ديكتاتوريات في إيران

توفي نور مراد كالجوي، العضو المحبوب في المعارضة الإيرانية الرئيسية الذي رسم رحلة طويلة من النضال من أجل الحرية يعود تاريخها إلى الخمسينيات عندما دعم رئيس الوزراء الإيراني الراحل الدكتور محمد مصدّق، توفي كالجوي في 20 يناير/ كانون الثاني 2022 عن عمر يناهز 87 عامًا.

كان السيد “نور مراد” أحد أبرز أعضاء حركة المعارضة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ألبانيا، كان للسيد كالجوي قصة شخصية مؤلمة وطويلة، متشابكة مع لحظات حاسمة في التاريخ الإيراني.

بعد انتقال منظمة مجاهدي خلق من العراق اعتبارًا من عام 2016، أقام نور مراد في معسكر أشرف 3 بألبانيا، حتى وفاته بسبب قصور القلب ومشاكل بالرئة.

ولد نور مراد في شمال شرق إيران في مدينة بجنورد عام 1935. لكن جذور عائلته من محافظة لرستان الغربية حيث استقرت غالبية قبائل اللور. في عشرينيات القرن الماضي، خلال الحكم الاستبدادي لرضا شاه بهلوي (المعروف أيضًا باسم رضا خان)، تم قمع قبائل اللور وتم قتل العديد منهم بشكل وحشي على يد قوات الشاه.

كتب نور مراد لاحقًا في مذكراته: “سمعت من والدي أنهم احتُجزوا من قبل القوات المسلحة (رضا شاه) لمدة شهرين. لاحقًا أجبروا عائلتنا على الانتقال إلى مناطق أخرى. الجميع مقيد بالسلاسل، حتى النساء والأطفال. … أجبروا هؤلاء الناس على السير في هذه الحالة على طول الطريق (إلى الشرق) إلى مدن مثل بجنورد، وشيروان، وقوجان. مشوا لمدة ستة أو سبعة أشهر، بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء”.

وأضاف: ” أنه لم يرى في حياته مثل تلك الوحشية التي مارسها رضا بهلوي في لرستان، فقد كانت أسوأ حتى من الغزو المغولي”.

في عام 1953، عندما كان نور مراد في الثامنة عشرة من عمره، رسّخ محمد رضا شاه، نجل رضا بهلوي، الديكتاتورية الملكية من خلال انقلاب ضد رئيس الوزراء الإيراني الأول والوحيد المنتخب ديمقراطياً، الدكتور محمد مصدّق. لم يكن مصدّق يسعى فقط إلى تأميم صناعة النفط، ولكن خلال السنوات القليلة من رئاسته للوزراء، عززّ أيضًا الديمقراطية من خلال دعم حرية الصحافة واعتماد قوانين تقدمية.

بسبب دعمه لمصدّق في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، اعتقل الشاه نور مراد بعد فترة وجيزة من الانقلاب، في سبتمبر/ أيلول 1953. حيث أمضى خمسة أشهر في السجن وتعرض للتعذيب.

بعد الاحتجاجات الشعبية التي أدّت إلى سقوط الشاه عام 1979، عندما اغتصب رجال الدين الأصوليون السلطة، انجذب نور مراد نحو المثل الديمقراطية لمنظمة مجاهدي خلق وخاصة خطب زعيم المقاومة مسعود رجوي. كثيرا ما تعرض للهجوم والضرب من قبل بلطجية نظام الملالي لدعمه منظمة مجاهدي خلق. في نهاية المطاف، تم القبض عليه مرة أخرى في عام 1981 لمشاركته في تجمعات مؤيدة لمنظمة مجاهدي خلق في مدينة أنديمشك واحتُجز لمدة أسبوعين وتعرض لضرب وحشي.

خلال الحرب العراقية الإيرانية، تم أخذه كأسير حرب من قبل القوات العراقية وقضى بعد ذلك 9 سنوات في الأسر حتى عاد إلى مجاهدي خلق في 20 يونيو/ حزيران 1989.

كان نور مراد لديه ثمانية أطفال لكنه ترك حياته الشخصية للانضمام إلى منظمة مجاهدي خلق. في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، توغل نظام الملالي في العراق، وأرسل عشرات العملاء والإرهابيين لإيذاء أعضاء منظمة مجاهدي خلق في معسكر أشرف. استخدمت وزارة الأمن التابعة لنظام الملالي عددًا من أبناء نور مراد ضده لإجباره على التخلي عن النضال من أجل الديمقراطية.

أمضى بقية حياته في معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق في العراق ولاحقًا في أشرف 3 في ألبانيا، حيث توفي. وهكذا أمضى 32 عامًا بين أعضاء منظمة مجاهدي خلق يقاتلون من أجل جمهورية علمانية وديمقراطية وغير نووية ترفض كلا من الشاه وجمهورية الملالي . كان محبوبًا بشكل خاص من قبل السكان بسبب اجتهاده في مجال الزراعة وإنشاء الحدائق المورقة.

قام النظام ووكلاؤه العراقيون بتركيب 320 مكبر صوت حول معسكر أشرف، ووجهوا رسائل كراهية لما يسمى بـ “عائلات” السكان لمدة 677 يومًا. مثل هذا التعذيب الأبيض كان يهدف إلى تحطيم أعضاء منظمة مجاهدي خلق معنويًا، لكنه فشل في النهاية.

بعد نبأ وفاة نورمراد، أعربت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عن تعازيها ووصفت نورمراد بأنه “أحد أكثر مقاتلي لرستان شجاعة وقدرة على الصمود”. وأضافت: “لقد كان حقًا أحد أكثر الأفراد فخراً في تاريخ لرستان وبجنورد”.

في سنواته الأخيرة، كتب نور مراد كتابًا بعنوان “مصدّق ورضا خان”، يصف بالتفصيل الوحشية التي مارسها رضا بهلوي ضد أهالي لرستان. حيث كتب: “ذبحوا الناس بالسيوف والبنادق. وعندما رفض أحد أقاربنا تكبيل يديه، قتلوه بضربه بالحجارة “.

كتب قاضي المحكمة العليا الأمريكية السابق ويليام دوغلاس أنه بين عامي 1924 و 1927، ارتكب رضا شاه فظائع وجرائم كبرى ضد الإنسانية ضد قبائل اللور. وأوضح كيف قطعت قوات رضا شاه رؤوس المعتقلين بطرق مروّعة.

قال نور مراد مرارًا وتكرارًا “حتى بعد وفاتي، سأستمر في قتال الملالي في الآخرة”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة