الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتالاحتفال بانتهاء وباء كورونا للتغطية على ارتكاب الجرائم في إيران على مدى...

الاحتفال بانتهاء وباء كورونا للتغطية على ارتكاب الجرائم في إيران على مدى عامين

0Shares

لم تكن بعض القضايا، من قبيل السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم، في بورة الاهتمام، تحت وطأة حكم الملالي. إذ تتركز السياسة الخارجية على تصدير الإرهاب والعدوان وإنفاق المليارات من أموال إيران عليهما للتغطية على القضايا الداخلية.

وتتركز السياسة الاقتصادية على النهب والاختلاس والرفاهية، ويتجسد وجهها الآخر في الاتجاه التصاعدي لخط الفقر والبؤس. وتتركز الصحة على تسييس وباء كورونا، وانتهاج استراتيجية شل المواطنين. ويتركز التعليم على خصخصته لنهب ما في جيوب المواطنين … إلخ.

ومن أبرز الأمثلة على الفوضوية تحت وطأة حكم الملالي، هو الإعلان عن الاحتفال بانتهاء وباء كورونا من البلاد، على الرغم من أن هذا الوباء لا يزال يحصد أرواح ما يزيد عن 1000 شخص يوميًا، في إيران المنكوبة بالملالي.

فانظروا إلى العنوانين التاليين في الصحيفتين الحكوميتين، ردًا على التصريح المثير للجدل الذي أدلي به وزير الصحة في الحكومة:

صحيفة "ستاره صبح": الاحتفال بالتطعيم احتفالٌ مضلل (3 أكتوبر 2021).

صحيفة "جهان صنعت": الاحتفال السياسي بانتهاء وباء كورونا من البلاد (3 أكتوبر 2021).

 

الحقيقة هي أن البلاد غارقة في أزمة وباء كورونا، وتتعرض للموجة تلو الأخرى. بيد أن دعاية سلطة الملالي عاقدة العزم على تغيير جوهر القضية الملحة والحيوية لإيران وأبنائها؛ أي أنها ترمي إلى محو جوهر القضية الرئيسية من صورة البلاد.

وأصبحت الفضيحة بجلاجل لدرجة أن المنتمين لنظام الملالي تصدروا المشهد للتقليل من شأن هذا الكذب والتضليل والعبثية. وكتبت صحيفة "جهان صنعت"، في نفس العدد، على لسان صادق زيباكلام قوله:

"إن ما يشغلهم هو بث دعاية لا أساس لها من الصحة ووهمية. وهل لا تزال الحكومة لا تدرك حقًا أن المواطنين لم يعودوا يصدقون كلمة واحدة من دعايتهم؟".

واعترفت الصحيفة المذكورة على لسان عالم إجتماعٍ في المجال الصحي، بأولوية "الدعاية" و "الاستعراض" على الصحة والمعيشة، تحت وطأة حكم نظام الملالي، وكتبت:

الجدير بالذكر أن المزاعم الأخيرة لوزير الصحة تنطوي في أغلبها على الاتجاه الدعائي للحكومة الجديدة. وسيؤدي تطبيع مرض كورونا إلى دخول البلاد في الموجة الـ 6.

ويجب أن يكون أداء المسؤولين في السيطرة على وباء كورونا واقعيًا، لا استعراضيًا ودعائيًا".

وعندما نقول أنه لا يتم اتخاذ أي إجراء صحيح تحت وطأة حكم نظام الملالي، فإن أبرز مثال على ذلك هو أن وكلاء ومديري هذا النظام هم الذين يجهلون المسؤولية عن معيشة أبناء الوطن وحياتهم، ولا يدركون الموقف السياسي، أي أنهم لا يتحملون المسؤولية.

  ومن سمات مثل هذه الأوضاع، التعبير عن جانب آخر من آثار الإعلان عن الاحتفال بانتهاء وباء كورونا من البلاد؛ في وصف رئيس قسم العناية المركزة لمرضى كورونا بمستشفى الأطفال التخصصي في مشهد لشخصية وكلاء نظام الملالي، حيث قال:

لم يتم حتى الآن حقن نصف المواطنين بالجرعة الثانية، وتتأثر وزارة الصحة بالدعاية. وبشكل عام، يسعى المسؤولون لدينا إلى الاستعراض، حيث أنهم كانوا يدَّعون في الموجة الرابعة لوباء كورونا – دون توفير أي لقاح محلي أو أجنبي – أن الغربيين قالوا إن الإيرانيين هم العنصر الفاعل في السيطرة على وباء كورونا". (المصدر نفسه).

وعندما تكون كل السياسات والدعاية التي يتبناها نظام الملالي ملوثة بالأكاذيب والعبثية والشعوذة، تظهر فوضى كل شيء في هيكله في البداية، وتورط القائمين عليها، وتكشف عن مجمل الانحطاط الأخلاقي المؤسسي. ويشمل هذا الانحطاط الأخلاقي السياسة والاقتصاد والدعاية برمتها.

ويعطي هذا النظام الفاشي الأولوية والضرورة للهيمنة بأذرع القمع الداخلي والعدوان الخارجي لدرجة أنه لا يركز على واقع المجتمع الإيراني على الإطلاق، أي أنه لا يكترث بشؤون البلاد.

وقد أدت سياسة الحفاظ على نظام الملالي بمؤشر الجريمة والنهب الداخلي والعدوان الأجنبي إلى تغاضي عملاء نظام ولاية الفقيه عمَّا يحدث في البلاد، لدرجة أن المراقبين داخل هذا النظام الفاشي يرون أنها قد أسفرت عن تهديد النظام وتحذيره.

وفي مقال آخر تحاول صحيفة "جهان صنعت" عبثًا تنبيه عملاء نظام الملالي، لعله يتم التركيز على شؤون إيران الداخلية للوقوف على الحقيقة المريرة، حيث كتبت: 

"يكفي أن يركز المسؤولون الإيرانيون على إيران والحقبة الإيرانية أكثر من مرة، بدلًا من التركيز على رؤية ما يحدث في كواليس إيران. ومن الأفضل التركيز على شؤون إيران بدلًا من النظر إلى القضايا التي تتجاوز القضايا الوطنية، ومحاولة الإخلال بالنظام العالمي".

 

وهل ينطوي الإعلان عن الاحتفال بانتهاء وباء كورونا من البلاد؛ في ظل هذا الوضع الذي يسعى فيه حتى المنتمين لهذا النظام الفاشي إلى توضيح الصورة لوكلائه بالتحذير والترويع؛ على سياسة سوى الترويج لوباء كورونا في خضم التطعيم؟

 والحقيقة هي أن وباء كورونا أيضًا يمثل عصا في أيدي نظام الملالي، مثل سياسة العمل على انتشار الفقر بين المواطنين، والقمع والعدوان. ولا يجب أن نشك في أن هيكل نظام الملالي برمته سوف يتعرض لعاصفة من الغضب الشعبي المتأهب لتحديد مصير هذا النظام الفاشي في حالة تخليه عن إحدى هذه العِصي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة