الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتنهاية الشاه المعمم

نهاية الشاه المعمم

0Shares

بقلم فلاح هادي الجنابي

     

عندما إستولى التيار الديني المتطرف على مقاليد الامور في إيران بعد سقوط نظام الشاه وتمکنه من مصادرة الثورة ونهبها من أصحابها الحقيقيين، وماقام به من حملات مسعورة من أجل القضاء على کل الاطراف الاخرى التي شارکت في الثورة أو إقصائها بطرق واساليب مختلفة، وحاول خلال ذلك الإيحاء بأنه سيوفر کل أسباب الراحة والاطمئنان والحياة الرغيدة للشعب، لکن ومن دون کل القوى السياسية في الساحة، فقد تصدت منظمة مجاهدي خلق بکل حزم للتيار الديني المتطرف ورفضت التصويت على دستور ولاية الفقيه الاستبدادية معتبرة ذلك بمثابة تبديل التاج بالعمامة.

مانراه اليوم وبعد 40 عاما من حکم الفاشية الدينية المجرمة في إيران، هو إمتداد للديکتاتورية الملکية ولکن تحت غطاء الدين والعمامة، مع ملاحظة إن نظام الملالي کان أسوأ بکثير من النظام الملکي وإن حرمان الشعب من الحرية والعدالة الاجتماعية قد إستمر دونما إنقطاع ولم يشعر الشعب بأي تغيير سوى إنه قد رأى إستبدال التاج بالعمامة.

نظام الملالي الذي إستغل الدين بأسوأ صورة من أجل قمع الشعب وتضييق الخناق عليه الى أبعد حد، فإن الذي قد بات العالم يراه بکل وضوح هو إن الشعب الايراني وکما رفض الديکتاتورية الملکية ونهض بوجهها مطالبا بحريته وبالعدالة الاجتماعية فإنه يعيد الکرة اليوم ويناضل بکل مابوسعه لإسقاط النظام الديني وإن إصطفاف الشعب مع منظمة مجاهدي خلق في جبهة واحدة ضد الشاهات المعممين تعيد الى الذاکرى کيف إن نفس الشئ قد حدث وجرى ضد النظام الملکي قبل 40 عاما من الان.

الشاه المعمم الذي جعل من الحياة في إيران کلها جحيما لايطاق بحيث صارت مظاهر بيع أعضاء الجسد والاطفال والبنات، من المظاهر الطبيعية العادية في ظل هذا الحکم الذي سلب الشعب کل شئ ولم يمنحه في المقابل سوى الفقر والقمع والحرمان، ولاريب فإن الکيل قد طفح بالشعب ولم يعد بإمکانه أن يستمر في تجاهله النسبي للنظام ولذلك فإن إستمرار الاحتجاجات وتزايد وتيرتها بصورة ملفتة للنظر الى جانب تصاعد نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار منظمة مجاهدي خلق ضد النظام، وشن هجمات على الاجهزة والمراکز القمعية للنظام نظير ميليشيات الباسيج، قد أثبتت بأن الشعب والمنظمة قد عقدا العزم على الاطاحة بهذا النظام کما فعلا مع نظام الشاه قبل 4 عقود من الان، والذي يجعل الظروف والاوضاع مواتية ومناسبة أکثر من أي وقت مضى لإسقاط هذا النظام هو تراجع دوره إقليميا ودوليا مع وخامة أوضاعه الاقتصادية ولذلك فإن نهاية الشاه المعمم قد باتت قريبة أکثر من أي وقت آخر.

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة