السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران والخدعة المبطنة

إيران والخدعة المبطنة

0Shares

بقلم: خالد الوحيمد

يعيش النظام الإيراني اليوم في حالة قلق وتوتر لم يشهدها من قبل، وذلك بعد انسحاب ترمب من الاتفاقية النووية التي وقعت عليها الإدارة السابقة، وكان هذا خطأً كبيراً من أوباما. وجاء الوقت لتصحح الإدارة الحالية جميع الأخطاء السابقة، وأهمها تسليم إيران إدارة العراق، والتدخل بشؤون لبنان ودعم حزب الله، والعبث بالأراضي السورية، وأخيراً الدعم اللامحدود لميليشيات الحوثي والمقصود منها محاربة المملكة العربية السعودية.

فكل صاروخ يطلق على الأراضي السعودية ليس من الحوثيين، وإنما من نظام الملالي، فقد بدت بحربها بالوكالة، وعلى الأسرة الدولية إيقاف هذه المشاكسات، والتي إن استمرت سوف تشهد المنطقة كارثة يصعب إيقافها لتذكرنا بالمشهد النازي وعبثه بمنطقة أوروبا.

لا سبيل مع هذا النظام للحوار أو المهادنة، وإنما تغييره واستبداله بنظامٍ جديد يدرك أهمية حسن الجوار ويعرف مطالب الشعب الإيراني ومقاصده. فقد عانت منطقة الشرق الأوسط الكثير من التفكك السياسي منذ بدء العام 1979م عندما وصل الخميني قادماً من فرنسا ليحكم إيران بالنار والحديد؛ من قمع كل معارض أو لإبداء الرأي حول تطوير الاقتصاد والبنية الاجتماعية. ولكن يتضح منذ بدايته أنه يسعى لتطوير الأسلحة المحرمة دولياً من أجل ترويع جيرانه والهيمنة والسيطرة على دول المنطقة.

الأمر فيه تجاوزات حادة حتى على الصعيد الداخلي الإيراني، والذي يرفض الانتهاكات في شؤونه المذهبية والدينية، فقد فرض النظام أيديولوجيته على عموم شعبه، وهذا الجانب ترفضه الإنسانية.

بعد هذا الانسحاب يواجه النظام الإيراني من انقسام في نظامه، قسم يلوح للانفتاح على أوروبا وتحسين المعيشة، ولكن صوته خافت وخائف من بطش الحرس الثوري التابع للمرشد الخامنئي. وقسم آخر يؤيد قرارات المرشد الأعلى بتصدير الثورة الإيرانية خارجياً، وذلك على حساب الشعب الإيراني المنهوك.

الحل لا أراه تضييق الخناق على النظام والحد من تجاوزاته، وإنما تقوية المعارضة الإيرانية لتحل محل النظام الحالي، فالمعارضة هي أول من كشفت عن المفاعلات النووية السرية، وأيقظت العالم من خطورة استعمالها ضد جيرانها وتهديدها لهم.

فالمعارضة ملتزمة لخلق سلام مع الجميع، ولديها برنامج فيدرالي يرضي جميع العرقيات الإيرانية.

وعلى جميع دول 5+1 والتي أصبحت 4+1 التخلي عن الاتفاقية مهما كانت الخسائر الاقتصادية التي أبرمت مع النظام، سوف تصب في مصلحتها مستقبلاً إن اتبعت أميركا، فلا مأمن من هذا النظام، والذي سوف يعكس توقعاتهم إن تمت الاتفاقية.

فالأمر مشابه باتفاقية هتلر مع رئيس وزراء بريطانيا نيفيل تشامبرلين حول عملية السلام، وماذا بعد هذه الاتفاقية؟ ابتلاع المزيد من الدول حتى انتهى بها المطاف لإشعال حرب عظمى حصدت الملايين من البشر.

إذاً النظام النازي خدع الحكومة البريطانية فهو مبيت النية، كما هو الشأن مع النظام الإيراني الذي يحاول خداع الرأي العام ويوهم دول أوروبا ببرنامجه السلمي.

 

نقلا عن صحيفة الرياض

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة