السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعندما يفضح الضحية الجلاد

عندما يفضح الضحية الجلاد

0Shares

 

بقلم :  بشری صادق رمضان


في صيف عام 1988، قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وخلال فترة لم تزد علی ثلاثة أشهر، بجريمة القرن بحق أکثر من ثلاثين ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، وقد قام بتنفيذ هذه المجزرة في ظل تعتيم إعلامي و تشدد في التکتم علی کل الامور المتعلقة بتلک المجزرة الدامية، وکان الذي يأمله النظام أن تبقی تلک المجزرة طي الکتمان الی الابد، ولکن تجري الرياح بما لاتشته السفن، إذ لم تقف منظمة مجاهدي خلق مکتوفة الايدي أمام تلک المجزرة وعقدت العزم علی الثأر لأعضاءها و أنصارها بکشف و فضح هذه المجزرة و محاسبة مرتکبيها.
هذه المجزرة بعد أن کانت خلف الابواب المغلقة و الدواليب و الادراج المنسية، لکن عزم و همة مناضلي منظمة مجاهدي خلق الذين ظلوا يثابرون في البحث و التقصي عن کل مايتعلق بها، حتی جمعوا أدلة و مستندات دامغة تکفي لإدانة النظام و محاسبته علی تلک الجريمة، وإن حملة المقاضاة التي قادتها لأکثر من سنة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد توفقت في جعل المجتمع الدولي علی إطلاع بتفاصيل تلک الجريمة الرعناء التي تفضح دموية و وحشية النظام الحاکم في إيران.
بعد فترة قصيرة علی إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، عادت الجهود المخلصة المثابرة من أجل تسليط المزيد من الاضواء علی تفصيلات أکثر بشأن مجزرة صيف 1988، حيث عقد نادي الصحافة في جنيف في 1 فبراير/شباط الجاري، جلسة دولية للاستماع لشهود العيان والناجين من المجزرة التي ارتکبتها إيران بحق السجناء عام 1988، کما استمعت الجلسة، التي تعد الأولی من نوعها، إلی آراء الخبراء الدوليين البارزين في مجال حقوق الإنسان بشأن مجازر النظام الإيراني بحق معارضيه. وهذا يعني إن الضحايا قد قاموا بفضح الجلاد المتمثل في النظام الايراني، والاهم من ذلک إن هذه الجلسة الهامة قد تم عقدها في الوقت المناسب حيث  لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص حفتهم في إيران تحت التعذيب أثناء الاحتجاز خلال شهر يناير/کانون الأول 2018. وهو مايعتبر تأکيد للعالم وبالادلة الملوسة أن هذا النظام مستمر في جرائمه و مجازره وهو لن يتوقف عن ها مالم تتم محاسبته و ردعه.
الاقتصاص من هذا النڤام و محاسبته علی الجريمة التي إرتکبها بحق السجناء السياسيين من منظمة مجاهدي خلق، سوف تکون بمثابة نقطة تحول جذرية في تأريخ هذا النظام ذلک إن ذلک سيفتح الباب علی مصراعيه لمحاسبته علی کافة الجرائم الاخری التي تلت ذلک، وهو ماسيعيد ثقة الشعب الايراني بالمجتمع الدولي و يزيل کل أنواع الشکوک و التوجسات بهذا الصدد.

 

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة