الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران.. مراسم محرم وتزویر مفضوح للحقائق

إيران.. مراسم محرم وتزویر مفضوح للحقائق

0Shares

تُظهر العديد من التقارير والصور ومقاطع الفيديو الواردة من مختلف أنحاء طهران وبعض المدن الإیرانیة، عدم الالتزام بالإرشادات الصحية أثناء إقامة مراسم العزاء الحسیني.

وحاولت المؤسسات الحكومية، بما في ذلك ما يسمى بمنظمة الدعاية الإسلامية التابعة للنظام والتي كانت -إلى جانب قوات الحرس والباسيج- مسؤولة عن إقامة مراسم العزاء في العديد من المساجد والمجالس في أیام تاسوعاء وعاشوراء، حاولت جذب المزيد من الناس إلى هذه التجمعات من خلال إقامة مسیرات ومجالس عزاء في المساجد والمواکب الحسینیة وخرق جميع البروتوكولات الصحیة التي تهدف إلی الحدّ من انتشار فیروس کورونا.

ومن الطبیعي أن یؤدي هذا العمل غير الإنساني والإجرامي، الذي بدا أنه ممنهج ومنظم، إلى كارثة إنسانیة مروعة ستظهر في غضون 10 أیام إلى 15 يوماً وفقاً للخبراء.

وقد تم تنفيذ هذا المخطط الشرير واللاإنساني بطرق مختلفة مثل توزیع النذور وإغلاق الشوارع وإثارة الضوضاء والحماس.

لكن المعمم روحاني، الذي یمتلك قدرة خارقة في تزویر الحقائق، شكر بوقاحة تامة قادة المواکب والمجالس الحسینیة في رسالة قال فیها: «لقد منحوا النظام فخراً وشرفاً كبيرين من خلال مراعاة المسافة الاجتماعية في مراسم عزاء لهذا العام».

كما وشكر روحاني المحتال «العلماء والمراجع الدینیة الذين فتحوا الطريق بفتاویهم»، مشیراً إلى التصريحات والفتاوى الإجرامية للمراجع الدینیة الحكومية والتي أصرت على إقامة مراسم العزاء في أیام محرم بنفس الزخم المعهود مهما کان الثمن. الأمر الذي مهد الطريق أمام خامنئي وروحاني لإرسال الناس إلى مذبحة كورونا.

والأكثر قبحاً ودناءة هو أن خامنئي، الذي أصرّ في الخفاء، وروحاني والمراجع الدینیة، الذين أصروا علناً، على إقامة مراسم "حاشدة" في محرم، لم يحضروا هذه التجمعات والمراسم على الإطلاق، لا بل قام خامنئي -بمنتهی الدجل والفضحیة- بإقامة مراسم عزاء خاصة به.

محاولات لتبرئة منظمي مراسم العزاء

بدأ النظام، وخاصة مسؤولي وزارة الصحة ومقر مکافحة كورونا، الذين يعرفون أكثر من أي شخص آخر حجم الكارثة المروعة المرتقبة جراء إقامة مسيرات وتجمعات في تاسوعاء وعاشوراء،  في الدعاية وتمهيد الطریق لعزو الكارثة المرتقبة إلى عوامل أخرى.

ففي مقابلة تلفزيونية (31 أغسطس 2020)، حاول حريرجي، نائب وزیر الصحة، بطريقة خرقاء، الإعلان عن الکارثة القادمة وتبرئة منظمي مراسم العزاء في آن واحد، لكنه في الحقيقة كشف عن الخطة الدعائية للنظام والتي تهدف إلى تزویر وقلب الحقائق. فقد قال حريرجي في حدیثه:

«في الأيام القليلة الماضية، واجهنا قضيتين مهمتين للغاية تتعلقان بكورونا، الأولی إقامة مراسم العزاء، والأخری رحلات السفر الناتجة عن العطلة. بالنسبة لمراسم العزاء، أقول بصراحة ووضوح أن مستوى مراعاة والتزام الشعب والمعزين فاجأنا حقاً».

وبهذا برأ حریرجي منظمي مراسم العزاء مقدماً وألقى باللوم على رحلات الناس فيما یتعلق بانفجار قنبلة کورونا الموقوتة وحدوث الکارثة المرتقبة.

وأضاف: «بالتأكيد سنشهد زيادة في الوفيات في تشرين الأول (أكتوبر)، بعد 4 إلى 6 أسابيع من هذه الرحلات، لكنها إذا استمرت، فسيكون الأمر أكثر خطورة».

وقال زالي، رئیس مقر مکافحة كورونا في طهران: «بالنظر إلى الرحلات الكثيفة في الأيام الأخيرة في طهران، نتوقع أن نشهد ذروة كورونا الجديدة قبل الخريف».

إعادة فتح المدارس وقتل الطلاب والأهالي مع سبق الإصرار

لم یکتف النظام الإجرامي بإقامة مراسم عزاء محرم بإشراك أكبر عدد من الناس، لكنه يعتزم إعادة فتح المدارس في الخامس من سبتمبر الجاري، وسط التحذیرات التي أطلقها خبراء الصحة –کما الحال فیما یتعلق بإقامة مراسم العزاء في محرم- من أن إعادة فتح المدارس في ظل غیاب إمکانیة مراعاة مسافة التباعد الاجتماعي في الفصول الدراسیة المکتظة بالطلاب، سيؤدي إلى انفجار قنبلة کورونا وتفشي الفیروس بشکل کارثي.

وبالطبع فإن قرار إعادة فتح المدارس لا یؤدي إلى تعريض الطلاب أنفسهم للخطر فحسب، بل إنه یعرض آباء وأسر الطلاب لخطر الإصابة. وفي هذا الصدد، حذر زالي قائلاً: «مع إعادة فتح المدارس والمراكز التعليمية وزيادة حركة المرور في طهران، هناك احتمال لتسريع انتقال عدوی كورونا بین الأسر».

هذه الجريمة واضحة ومخزية لدرجة أن أحد أعضاء مجلس الشوری یُدعی مصري قال: «إذا تسرعنا وأصیب أبناء الناس بکورونا، لا أعتبرها خطوة طائشة بل أعتقد أننا نتسبب في قتل متعمد ومع درایة کاملة» (موقع اعتماد، 29 أغسطس 2020).

وبالتالي، لا یبقی مجال للشك في أن كافة قرارات النظام الأخيرة، من عقد اختبار الدخول إلى الجامعة، إلی إقامة مراسم العزاء في محرم، وصولاً إلی إعادة فتح المدارس والمراکز التعلیمیة، علی الرغم من كل التحذيرات والإنذارات التي أطلقها الأطباء والمختصون، تشکل حلقات سلسلة مؤامرة شريرة صاغها النظام ضد الشعب الإيراني.

ومما لا شك فیه أن خامنئي وروحاني قد انتهجا استراتيجية الخسائر البشریة الكبرى وإرسال الناس إلى حقول ألغام کورونا، مثل ما حصل في الحرب الخیانیة ضد العراق وأیضاً مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988.

ولا ننسی أن خامنئي قد قال صراحة في 3 مارس 2020، إنه يعتزم تحویل بلاء کورونا إلی "فرصة" و"نعمة"، أي تحویل خطر کورونا المنذر بإسقاط نظام ولاية الفقيه إلی فرصة للحفاظ علی النظام من خلال تنفیذ استراتیجیة الخسائر البشرية الکبری.

لكن خامنئي الدجال وعناصر نظامه الإجرامي سيعودون بنتائج عكسية من خطة إرسال الناس إلی حتفهم. لأن أي حالة وفاة إثر الإصابة بفیروس کورونا، تنذر بقرب نهایة النظام وتقرع جرس السقوط.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة