الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيعن أي دفاع عن سيادة البلدان يتحدثون؟

عن أي دفاع عن سيادة البلدان يتحدثون؟

0Shares


بقلم:محمد حسين المياحي


غريب و عجيب أمر قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلک إنهم و بعد أن يتسببوا في إختلاق و إفتعال المشاکل و الازمات في المنطقة و بعد أن يتطاير شررها لتشکل تهديدا جديا للمنطقة و للعالم، فإن هؤلاء القادة و المسؤولين يطلقون التصريحات وکأن هذه المشاکل قد حدثت بمعزل عنهم و عن سياساتهم المختلفة في المنطقة.
المثير للسخرية إن طهران و عوضا عن الاعتراف بدورها فيما سببته و تسببه من مصائب و کوارث و مآسي للعراق و سوريا و اليمن بفعل تدخلاتها في هذه البلدان، فإنها تزعم بأنها تحارب في هذه البلدان لکي تدرء عن إيران خطر التقسيم، وهو بحق عذر أقبح من الذنب، ذلک إن الدور و النفوذ الايراني في هذه البلدان و تواجد قواته و الميليشيات المؤتمرة بأمره في هذه البلدان يعتبر السبب الرئيسي و المباشر الذي أوصل العراق و سوريا و اليمن الی حافة التهديد بالتقسيم.
خلال لقاء جمع أخيرا علي أکبر ولايتي، المستشار السياسي للمرشد الاعلی الايراني مع شيوخ عشائر عراقيين، شدد علی الدعم الذي قدمته الجمهورية الاسلامية في ايران للعراق حکومة وشعبا، في إطار مکافحة داعش ومنع تجزئة العراق. وقد سبق أن أکد محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، في تصريحات سابقة له بأن”إيران تحارب خارج حدودها لدفع خطر التقسيم عنها، وهو الخطر الذي يهدد العراق وسوريا واليمن”، محذرا”من وصول نار هذه الفتنة إلی إيران إذا لم يجر إطفاؤها”، والذي يبدو واضحا هو إن ولايتي و رضائي معا ليس يسعيان للتغطية و التمويه علی دور نظامهما في إشعال نار الفتنة و الازمات المستعصية في هذه المنطقة وانما أيضا يبذلان مابوسعهما لتبرير تدخل النظام الايراني بصورة أکبر من السابق خلال الفترات القادمة.
السؤال الذي يجب طرحه و البحث عن إجابة شافية و وافية له هو: هل کان العراق و سوريا و اليمن قبل التدخل الايراني تعاني من مشاکل و أزمات حادة کما هو الحال في الوقت الحاضر؟ بعيدا عن التحيز و الميل و الهوی، فإن الحقيقة تؤکد بأن الدور و النفوذ الايراني في هذه الدول قد کان وراء تفاقم الاوضاع فيها و وصولها الی منعطف تهديد وحدة أراضيها، وإن إستحضار تصريحات و مواقف سابقة للقادة و المسؤولين الايرانيين تؤکد بأن أربعة عواصم عربية صارت تحت قبضتهم أو إن حدودهم الحقيقية صارت تمتد الی البحر المتوسط و الی خليج عدن و البحر الاحمر وغيرها من التصريحات التي نشم منها ألف رائحة لنوايا و مآرب مشبوهة، من هنا فإن ولايتي الذي يعلم ماقد نجم عنه تدخل نظامه في هذه البلدان فإنه يحاول أن ينسب النتائج و الآثار المتداعية عن تدخلهم الی طرف أو أطراف أخری، فإنما هو أشبه بمن يسعی لتبرير جريمته من جانب و لإتهام أطراف أخری بإرتکاب الجريمة من جانب آخر.
التصريحات و المواقف التي أعلن عنها ولايتي خلال زيارته الاخيرة للبنان و العراق الی جانب تصريحات أخری لمسؤولين إيرانيين آخرين، تهدف التغطية علی أوضاعهم الصعبة من أکثر من ناحية خصوصا بعد أن تصاعد النضال الشعبي الرافض للنظام و المطالب بإسقاطه و إتساع القاعدة الشعبية لمنظمة مجاهدي خلق و تعاظم دورها داخليا، و لکي يغطون و يموهون علی جرائمهم و هزائمهم بزعم إنهم يدافعون عن وحدة الشعب الايراني التي هي بالاساس غير مهددة، والانکی من ذلک لاندري عن أية سيادة لبلدان المنطقة يدافعون وهم الذين يخرقون و ينتهکون سياداتها بشکل سافر وفي وضح النهار؟

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة