الثلاثاء, مايو 7, 2024

إيران تتحرّر!

0Shares

نظرة إلی إيران علی مدی 39 عاما مضی وبداية العام الإيراني الجديد

 

 

بقلم : عبدالرحمن مهابادي

 


يواجه الان في بداية عامه الاربعين نظام الملالي ورؤوس النظام الديني الحاکم في إيران تحولات وتغيرات سياسية مريرة في داخل وخارج إيران .
– الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا من هذا النظام وصمم علی اسقاط الدکتاتورية الحاکمة.
– المقاومة المنظمة التي تتمتع بهکذا موقع في المجتمع الإيراني والمجتمع الدولي .
– العزلة التامة التي يعيشها النظام علی المستوی الدولي بالتزامن مع الامتعاض الدولي من هذا النظام.

الملالي الحاکمون نهبوا واکلوا اموال الشعب الإيراني لمدة ٣٨ عاما وصنعوا لانفسهم لوبيات عن طريق البذخ من بيت مال الشعب الإيراني ووظفوا اصدقاء وداعمين لهم عن طريق ذلک. وقاموا بقمع وقتل معارضيهم وشيطنتهم. اراقوا الدماء وضحکوا ورقصوا فوقها. ولم يکتفوا بکل هذا بل فرضوا الحرب علی الدول القريبة والبعيدة وتحولوا الی عرابين هذا وذلک واشعلوا الفتن بين الاخرين ليحکموا عليهم وبهذه الطريقة استخدموا الامکانات والطاقات الموجودة في المجتمع في سبيل مشاريع احتلال البلدان الاخری ومشاريعهم التوسعية. لقد کذبوا وزوروا واحتالوا وخدعوا واتبعوا اسلوب الابتزاز وفي الاعوام الاخيرة ايضا حاولوا اخذ العالم کرهينة وفرض امر واقع عليهم عن طريق انتاج الاسلحة النووية.
بفضل النضال الشرعي للشعب والمقاومة الإيرانية وثباتهم ورسوخهم الان بدأت منذ مدة عجلة الدوران تدور لصالح الشعب الإيراني وعلی حساب نظام الملالي وفي کل يوم يمضي تصبح نهاية هذا النظام اکثر حتميتة ويقينا. وقد علت اصوات الشعب الإيراني المنتفض في الاشهر الثلاث الماضية في الخطوة الاولی من الانتفاضة من اجل الحرية وتم سماعها ليس فقط في ارجاء إيران بل في کافة انحاء العالم.
ليس خافيا علی احد اليوم ان نری في المشهد الدولي تغيرات وتحولات تاخد منحی واتجاها اخر واجراس الخطر تدق وترن في وجه هذا النظام. عندما عقد الشعب والمقاومة الإيرانية العزم علی الاطاحة بالنظام الحاکم في إيران واستبداله بتشکيل نظام وطني شعبي ديمقراطي ومتحضر عندها سوف يسعی العالم کله للدعم والحماية. و من اجل هذا العمل هناک بديل ديمقراطي متوافر ومتاح بشکل کامل.
رودي جولياني مستشار البيت الابيض وعمدة نيويورک سابقا والذي کان في البانيا مؤخرا والتقی السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، بالاضافة الی دعمه القوي لها ولانتفاضة الشعب الإيراني کان يحمل خبرا سارا للإيرانيين. حيث قال سوف يتم اختيار جان بولتون قريبا کمستشار للامن القومي للرئيس الامريکي. هذا الخبر تم تاکيده واعلانه بشکل رسمي بعد عدة ايام من قبل البيت الابيض. جولياني في احد مواقفه الاخيرة قال: ” ان للعرب والإيرانيين اليوم هدف مشترک واحد . اموال إيران تصرف من اجل دمار وتخريب الدول العربية والشعب الإيراني يحتجون في الشوارع. لان اموالهم تصرف من اجل الاخرين “. وقال ايضا : ” هذه فرصة تاريخية يتوافق فيها العرب والإيرانيون حول هدف واحد هو اسقاط النظام الحاکم في إيران . الشعب الإيراني قال بصراحة اسقاط روحاني واسقاط خامنئي وهذا الامر سوف يجعل المنطقة تلتف وتتوحد حول تنفيذ هذا الهدف ” . (الرياض ٢٤ مارس ٢٠١٨ )
ومثلما تجري المياه بسلاسة من الينبوع فان شرعية نضال الشعب الإيراني حفرت طريق لها من قلب الصخور و کسرت وافشلت سياسات التماشي والاسترضاء المتبعة مع هذا النظام. هذه السياسات التي کانت نقطة بدايتها الرئيس الأمريکي باراک اوباما متبع سياسات التماشي مع هذا النظام والتي وصلت لنهايتها الان. والتغيرات والتحولات التي نراها في حکومة الرئيس ترامب من جملة هذه الخطوات التي تتخذها الحکومة الامريکية للوقوف بجانب الشعب والمقاومة الإيرانية.
الان الجميع يری هذه الحقيقة بان نظام الملالي قد سقط في دوامة الرعب والخوف من هذا التحول والتغيير وعملاء ووکلاء نظام الملالي قد اصابهم الجنون بشکل هستيري من تعيين السيد جان بولتون کمستشار للامن القومي الامريکي من قبل الرئيس ترامب. وذلک لانه مع هکذا تحول لا وجود لمؤامرات وتواطئات مع نظام الملالي أو مرکز دعم ومساعدة خفي وغامض لهم في داخل البيت الابيض.
جان بولتون عرف بمواقفه الجريئة ضد نظام الملالي وکان قد قال مرارا وتکرارا في مواقفه بان ” الشرق الاوسط يمتلک مشکلة وحيدة وهذه المشکلة هي النظام الحاکم في إيران ” هذه النظرية تتوافق ووتتماشی بشکل تام مع الاستراتيجية المعلنة من قبل الرئيس ترامب. وعلی وجه الخصوص الان وزير الخارجية الامريکي الجديد لديه ايضا نفس وجهات النظر المتعلقة بهذا الموضوع. بجانب هذه التحولات والتغييرات يجب ان نذکر ايضا بالمواقف الحاسمة المتخدة في العالم العريي ضد نظام الملالي. الان الدول العربية بقيادة المملکة العربية السعودية تحرکت في هذا المنحی وتری أن حيازة نظام الملالي الإرهابي علی السلاح النووي يشکل خطرا وتهديدا کبيرا علی بلدانها. هذا الخطر جدي وحقيقي علی حد سواء.
علی الرغم من أن الکثير من التغيرات والتحولات أعلاه قد مهّدت الطريق لتحديد مصير الصفقة النووية، لکن خلال الشهرين القادمين، سيعلن الرئيس ترامب قراره النهائي بشأن هذه المسألة. في حال خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فان هذه المنطقة من العالم ستدخل مرحلة جديدة حيث أن اجراس الخطر النهائية لهذه النظام سوف تصل مرتفعات وافاق اخری. لان انحياز الدول الاوربية لامريکا يمکن تخمينه وتوقعه منذ الان.
هل هذا يعني بداية الحرب في المنطقة ؟! لا ابدا وذلک علی خلاف ما يدعيه النظام ولوبياته.
مثل هکذا حرب لن ترحب بها لا الولايات المتحدة ولا الشعب ولا المقاومة الإيرانية. ولکن هذا مستوی منخفض من التحليل الذي نعتقد من خلاله بأن حربا جديدة ستبدأ في المنطقة . هؤلاء هم الذين يخوّفون الاخرين ببدء الحرب بسبب التعيين الاخير للسيد جون بولتون وذلک لان نظام خميني لم ينفک وهو يفرض الحرب علی شعب إيران وشعوب المنطقة منذ ٣٩ عاما. في الواقع أن نظام الملالي کان يشن الحرب منذ ٣٩ عاما ماضية ضد العالم وعلی وجه الخصوص وقبل الجميع ضد الشعب الإيراني. الشعب والمقاومة الإيرانية يريدون الان انهاء الحرب عن طريق اسقاط هذا النظام وکما يريدون اعادة الامن والاستقرار الی المنطقة. وبناء علی هذا الادعاء الفاقد للقيمة الذي يريدون من خلاله اخافة الاخرين من حرب وهمية. تاريخ المشهد هو تکرار لهذه التجربة حيث قامت الانظمة الدکتاتورية دائما بفرض الحرب علی الشعب.
ان ما تجمع عليه وجهات النظر الدولية هو حقيقة ان الطريق الوحيد لتجنب شبح الحرب هو انهاء النظام في طهران والاداة الوحيدة لتوجيه الضربات المؤلمة لهذا النظام هي بدعم الانتفاضة المنظمة للشعب الإيراني. انتفاضة الشعب الإيراني مستمرة وتنظيم الانتفاضة الرائعة في مراکز الثورة تتوسع وتزداد قوة وتحکما کل يوم. هذا هو ختم الموافقة علی الاستراتيجية المعلنة من قبل المقاومة الإيرانية.
ويتوجب الان علی الدول الغريية والعربية الاعتراف بالبديل الديمقراطي الا وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي سيدق المسامير فوق تابوت النظام الدکتاتوري لولاية الفقيه الحاکمة في إيران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة