السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتتغيير نقطة الضعف الى قوة

تغيير نقطة الضعف الى قوة

0Shares

بقلم:کوثر العزاوي

 

منذ اليوم الاول لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الاقصائية، فإنها إستغلت ما کانت تسميه و تصفه دائما في أدبياتها ب"مظلومية الشيعة"، في الدول العربية ومن إنها نصيرة ومٶيدة لهم، وبسبب من هذا الزعم الذي هو بمثابة دس السم بالعسل، أو في أحسن الاحوال"کلمة حق يراد بها باطل"، فإنها نجحت ولأسباب مختلفة في التغلغل في داخل العديد من دول المنطقة وإقامة مراکز نفوذ قوية لها، وقد أکدت الادلة والوقائع من إن الضرر الذي ألحقته السياسات الايرانية المشبوهة بالشيعة العرب هي أکبر بکثير من تلك التي کان يزعم بها بل وحتى لايوجد مجال للمقارنة بينهما.

الشيعة العرب في العراق ولبنان واليمن وحتى العلويون في سوريا، باتوا وبسبب من الدور الايراني المشبوه يعيشون حالة من القلق وعدم الاطمئنان الى جانب إنهم يعانون من مشاکل إقتصادية ومعيشية حادة جدا لم يکونوا يعانوا منها في العهود السابقة أبدا، ناهيك عن إن عدد القتلى و الضحايا من الشيعة العرب الذين يقعون يوميا بفعل السياسات المشبوهة لطهران هي الاخرى قياسية بحيث لايوجد وجه للمقارنة بينها و بين عدد الضحايا القليلة جدا في العهود السابقة، والذي يجسد أقصى درجات الفشل و الاخفاق لطهران ويفضح کذب و زيف شعاراتها بشأن نصرتها للشيعة هو إن أهالي جنوب العراق الذين يشکلون أغلبية شيعية قد طفقوا يتظاهرون ضد الظلم والذي يلحق بهم و يطالبون بإنهاء النفوذ الايراني في العراق.

هذه المعادلة غير المتکافئة في الاوضاع القائمة في المنطقة والتي تعتبر أصل وأساس المخطط الايراني في المنطقة، حيث يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بالتدخل في العديد من بلدان المنطقة ويعتبر في نفس الوقت تدخلات تلك البلدان في شٶونها خطا أحمرا، وهو يقصد بذلك قبل کل شئ دعم وإسناد نضال الشعب الايراني والمعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما منظمة مجاهدي خلق التي تمثل العمود الفقري و رأس الحربة للمقاومة الايرانية والقوة الطليعية الاولى فيها، ومن دواعي السخرية أن تتصرف دول المنطقة ولحد يومنا هذا بما يرضي رغبات وأهواء طهران، لإن إعتراف دول المنطقة بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني ودعم تطلعات هذا الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، سوف يٶثر کثيرا على المعادلة القائمة ويغير من کفتها ليس لصالح شعوب المنطقة فقط وانما حتى لصالح الشعب الايراني ذاته.

الاعتراف بالمقاومة الايرانية من جانب الدول العربية أمر يخدم الامن القومي العربي من جهة ويخدم السلام والامن والاستقرار من جهة ثانية، ويهئ الارضية المناسبة للتغيير في إيران، ذلك إن نقطة الضعف عندما تتغير الى نقطة قوة إستثنائية فإن من شأنها أن تغير من موازين القوى و تسحب البساط من تحت أقدام نظام طالما إستغل حالة تجاهل دول المنطقة لدعم المقاومة الايرانية والشعب الايراني.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة