الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانهل تسمعون أصوات طقطقة عظام الدکتاتور ؟

هل تسمعون أصوات طقطقة عظام الدکتاتور ؟

0Shares

نظرة الی مواقف خامنئي الاخيرة فيما يتعلق بانتفاضة الشعب الإيراني


بقلم:عبدالرحمن مهابادي


حسب شهادة التاريخ ففي کل مکان عندما يسمع الدکتاتور الحاکم في دولة ما اصوات معارضيه ويعترف بهذه الاصوات أو يقوم بتجهيز عدة سناريوهات غير متوقعة ضد رغبات ومطالب الشعب فان اصوات طقطقة عظامه يسمعها الدکتاتور نفسه قبل الجميع. 
إيران خاضت هذه التجربة اثناء فترة حکم الدکتاتور محمد رضا شاه بهلوي في شهر نوفمبر ١٩٧٨ وهذا قبل شهرين فقط من فراره خارج إيران حيث ألقی خطابا اعلن فيه للشعب الإيراني المنتفض قائلا: “لقد سمعت رسالة ثورتکم”
منذ وقت ليس ببعيد، علی الرغم من السيناريوهات التي تأتي علی وجه السرعة سقط نظام الشاه في ١١ فبراير من عام ١٩٧٩ علی يد الشعب الإيراني لان ما کان قد کان والشعب الإيراني لم يکن ليرضی باقل من سقوط نظام الشاه. 
والآن، إذ نذکر بهذه التجربة من التاريخ الإيراني، دعونا ننظر إلی الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني. في انتفاضة متناغمة ومنظمة في اکثر من ١٤٢ مدينة، لم تتردد أصوات مطالب الشعب الإيراني الاساسية المترکزة علی اسقاط النظام الدکتاتوري لولاية الفقيه في انحاء إيران فقط بل جاب صداها کل انحاء العالم.  رؤوس النظام ومنهم المرشد الاعلی ورئيس جمهورية الملالي -اي علي خامنئي وحسن روحاني- في تلک الايام أشاروا الی العنوان الرئيسي لقيادة الانتفاضة الا وهو المقاومة الإيرانية الان هم يقولون “لقد سمعنا أصوات الشعب”.
ولکن مسؤولي النظام سعوا في الاسابيع الاخيرة عن طريق اتباع انواع مختلفة من السناريوهات بهدف اطفاء هذه الانتفاضة ولکن الانتفاضة الإيرانية لم ينطفئ بل دخلت مرحلة جديدة بحيث أزالت أي خلفية لبقاء هذا النظام.
الان في مثل هذا المسار الذي لا رجعة فيه، ففي يوم ١١ فبراير ٢٠١٨ اي بعد ٤٥ يوم فقط من بدء الانتفاضة الاخيرة أقدم روحاني علی اجراء غير متوقع مستندا به علی المادة ٥٩ من دستور نظام الملالي أراد اجراء الاستفتاء.
ولکن روحاني معروف في اوساط الشعب الإيراني المنتفض بغوغائيتة وجنونه وکما انه کان دائما في السجل الاسود ل ٣٩ عاما من حکم الملالي و أحد فقرات عمود النظام القمعي.
في ذاک اليوم وفي کلام فضفاض واضح منه أظهر نفسه بکل دجل کأنه عنصر معارض (!) للنظام اراد بذلک شراء المزيد من الوقت لبقاء النظام و حرف المطالب الاساسية للشعب الإيراني المتمحورة حول اسقاط نظام ولاية الفقيه وذلک عن طريق اتباع سناريوهات محروقة مثل (اجراء استفتاء). 
الان وبعد ما أصبح اسقاط النظام الدکتاتوري الحاکم في إيران المطلب الرئيسي للشعب الإيراني في انظار العالم، فإن أي سيناريو أو تصميم، إن وجد ومن أي طرف کان، لا يکون قائما علی الإطاحة بالنظام الإيراني، فهو عمل خادع وسيلغی مسبقا من وجهة نظر الشعب الإيراني. 
لان هذا النظام في الاساس هو نظام غير شرعي ودستوره هو دستور معادي للانسانية ومعادي للاسلام ومعادي للحضارة الانسانية والديمقراطية. 
لکن ما هو اکثر من محاولات روحاني البلهاء والتي تظهر بوضوح تکسر عظام نظام الملالي هي تصريحات علي خامنئي الولي الفقيه للملالي الحاکمين في إيران.  ففي يوم الاحد ١٨ فبراير ٢٠١٨ بسبب خشيته من استمرار الانتفاضة الشعبية العارمة والغاضبة قال : ” نحن متخلفون جدا في موضوع العدالة ، وليس هناک شک في ذلک ابدا ، نحن انفسنا نعترف بان لدينا مشکلة في موضوع العدالة ، ويجب أن نعتذر الی الله سبحانه وتعالی والی شعبنا العزيز”. 
فاذا کان سماع اصوات الشعب المنتفض من قبل الدکتاتور السابق (اي الشاه عندما قال “لقد سمعت رساله ثورتکم “) في عام ١٩٧٨ مکنه من تجنب سقوط نظامه فعندها لابد من أن اعتذار خامنئي سيمکنه من انقاذ النظام الدکتاتوري لولاية الفقيه من السقوط.  ولکن هذا لم يحدث ولن يحدث.
والحقيقة هي : أن إيران في ظل حکم الملالي وکل هذه الصراعات والمعارک بين الاجنحة والفصائل في داخل هذا النظام لا علاقة لها بالشعب الإيراني.  ان کلا من الجناحين الحاکمين کان له دور جدي وفعال في السجل الاسود ل ٣٩ عاما من حکم الملالي واياديهم ملطخة حتی المرافق في سرقة ونهب أموال الشعب الإيراني وفي انتهاک حقوق الانسان والارهاب وتصدير التطرف والاصولية والتدخل في امور الدول الاخری وقتل شعوب المنطقة ولهذا السبب فان ابرز واعمق الشعارات التي نادی بها الشعب الإيراني في الانتفاضة الاخيرة هي ” أيها الاصلاحي وأيها المحافظ لقد انتهی الأمر” والان لا اعتذار خامنئي ولا استفتاء روحاني سيداوي ألم هذا النظام واسقاط کامل هذا النظام يلوح في الأفق و عاجلا غير آجل سيشهد سکان العالم کيف سترکع أعظم دکتاتورية عرفها القرن علی رکبتيها وتأول للسقوط.
لذالک فقط للتسجيل في التاريخ ومن اجل اي شخص يملک ذرة من الغموض حول غباء وخداع (اعتذار) و (استفتاء) قادة هذا النظام يجب أن يقال : هؤلاء الجناة والمجرمون -أي خامنئي وروحاني وبقية قادة هذا النظام – لو کانوا يقولون الحقيقة ولو ليوم واحد فقط ليوقفوا کل عمليات الاعتقال والتعذيب والاعدام والذبح والارهاب والتدخل في شؤون الاخرين حينها سوف يرون کيف يتمکن الشعب الإيراني من أن يکنس کل ارکان هذا النظام ويلقيهم في مزابل التاريخ.
الشعب الإيراني قال کلمته الأخيرة في الانتفاضة الأخيرة وفي شوارع إيران:  هذا النظام يجب أن يرحل! 

 
کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة