الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانطريق وحيد في مواجهة الهيمنة الإيرانية

طريق وحيد في مواجهة الهيمنة الإيرانية

0Shares

 

بقلم: سوسن الشاعر

 

 

الولايات المتحدة وأوروبا مدرکتان أن إيران وصلت إلی البحر المتوسط، وأن حکومات العراق وسوريا ولبنان رصفت الطريق لإيران للوصول إلی هذا الحد، إنما هل الجميع مدرک أن ذلک يشکل خطراً علی مصالحهم القومية الأمنية منها أو الاقتصادية أو السياسية؟

تقول الباحثة حنين غدار من معهد واشنطن: «في أعقاب نجاحات إیران في الحرب السوریة، ستکون خطوتها التالیة اختراق مؤسسات الدولة في العراق وسوریا ولبنان. ومن دون اتخاذ الحکومة الأميرکیة إجراءات جادةّ لمواجهة الأنشطة الإقلیمیة الإیرانیة، فإن أي دعم دولي للبنان وسوریا والعراق – ومؤسساتها المالیة والعسکریة – قد یؤدي إلی دعم المیلیشیات الشیعیة الإیرانیة».

الباحث الآخر الذي توصل إلی النتيجة ذاتها هو جاکسون دارينغ من معهد واشنطن، والاثنان يؤکدان أن أي دعم يقدم للبنان أو سوريا أو العراق الآن هو دعم يقدم لإيران باعتبار تلک الحکومات واقعة تحت النفوذ الإيراني.

الاثنان يتناولان الحقبة التي تلت انتهاء الحرب علی «داعش»، وماذا سيحدث في تلک الدول بعد أن قضي علی «داعش»، والاثنان اتفقا علی أن إيران هي المستفيد الأکبر من تلک المرحلة، إذ بحجة قتال «داعش» وصلت القوات الإيرانية إلی سواحل البحر الأبيض المتوسط واستولت ميدانياً عبر الميليشيات، أو سياسياً عبر الأحزاب علی القرار، وهذا ما حدث في لبنان وقد يحدث في العراق في الانتخابات المقبلة، حيث تستعد الميليشيات المسلحة إيرانياً لاستنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني بأن تؤسس لها أحزاباً سياسية تدخل بها السلطة التشريعية وتبقي علی السلاح لتهديد بقية الأحزاب والدولة.

توماس فريدمان الکاتب الأميرکي المعروف أکد في مقال له نشر الأسبوع الماضي أن سوريا مرشحة لأن تکون أخطر منطقة في العالم لأن السياسة الأميرکية غير واضحة تجاهها ولأن اللاعبين الآخرين (روسيا وإيران) يهمهما أن يؤمنا مصالحهما فيها.

هل أي من الولايات المتحدة الأميرکية والدول الأوروبية يشعر بأن هذا الوجود الإيراني يهدد مصالحهما؟

نعم هم متفقون علی أن الوجود الإيراني حدث بسبب «غباء» الإدارة الأميرکية السابقة، التي ظنت أن الاتفاق النووي الإيراني سيجعل إيران تقيم علاقة طبيعية مع جيرانها تراعي الاتفاقيات والعهود الدولية، وأنه بفضل «الجناح المعتدل» الإيراني سيسود السلام في الشرق الأوسط!!

ولکن أياً منهما لم يتحرک بعد إلی الآن تحت ضغط الشعور بالخطر، ولا توجد لدی أي منهما استراتيجية شاملة تجاه هذا التمدد، بل نری أن التعاطي مع الحکومة العراقية يختلف عنه مع الحکومة اللبنانية أو السورية.

الباحثة «غدار» تطالب الجميع بعد ثبات عدم واقعية هذه السياسية، ألا يعينوا أياً من تلک الحکومات الحالية في هذه الدول لأن ذلک يعني إعانة إيران، وتزيد أنه يجب أن تکون هناک استراتيجية واحدة للتعامل مع الميليشيات التي تدعمها إيران في تلک الدول الثلاث ومعهم اليمن، باعتبارهم جيشاً واحداً يقوده الحرس الثوري الإيراني، فجميع الميليشيات الشيعية المسلحة الموجودة في هذه الدول الأربعة الآن هي جيش إيراني بلا منازع.

نداؤها الذي وجهته للإدارة الأميرکية ارتکز علی أساس أن التهديدات التي دأبت الإدارة الأميرکية علی إطلاقها علی إيران لم تؤتِ أکلها لأنها خالية من إجراءات وخطوات عملية، ولا يبدو في الأفق أن مثل هذه الاستراتيجية الشاملة موجودة لدی تلک الإدارة، أو حتی الدول الأوروبية التي تم تحييدها بعد أن أغرتهم إيران بصفقات تجارية أسالت لعابهم بعد فک القيود عنها. فحيدر العبادي يبدو عاجزاً عن وقف تحرکات قاسم سليماني بين الحدود العراقية والسورية لتوحيد تلک الميليشيات العراقية مع تلک الموجودة في سوريا.

أضف لذلک، ووفقاً لليون هادار من صحيفة «ناشيونال إنترست» الأميرکية 21 فبراير (شباط) فإن الکونغرس الأميرکي لن يوافق علی أي اقتراح يقود إلی حرب مع إيران، فما زالت متلازمة العراق وفيتنام حاضرة في أذهان الأميرکيين، ومن الصعب إقناعهم بأي وجود لجنود أميرکيين في منطقة الشرق الأوسط لحل أي صراع في هذه المنطقة.

أکد علی ذلک الکولونيل المتقاعد لورنس ويلکرنسن الذي کتب مقالاً بعنوان «طريق مألوف للحرب» في صحيفة «نيويورک تايمز» شبه به حملة ترمب الأخيرة ضد إيران هي ذاتها التي قام بها جورج بوش قبل اجتياحه للعراق، واستبعد أن ينسی الأميرکيون الخطأ الاستراتيجي الذي ارتکبه بوش وتکراره مرة أخری في الحالة الإيرانية.

بقي إذن لنا طريق واحد هو الاعتماد علی أنفسنا في التصدي لطابور الخونة الذين باعوا أوطانهم لإيران ورهن أي تقارب أو مساعدة لأي من الحکومات الثلاث بما تقدمه تلک الحکومات لفک ارتباطها مع إيران، أما الاعتماد علی الأميرکان أو الأوروبيين فتضييع وقت تزيد فيه إيران تمددها في دولنا.

 

نقلا عن الشرق الأوسط


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة