الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممع حلول العام الإيراني الجديد..نسائم ربيع الانتفاضة تهب على البلاد

مع حلول العام الإيراني الجديد..نسائم ربيع الانتفاضة تهب على البلاد

0Shares

حمل خطاب السيدة مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية، بمناسبة بداية العام الإيراني الجديد 1400، العديد من المضامين والمعاني، أهمها البشرى بالزوال القريب لنظام الملالي الظلامي، على يد ثورة الشعب الذي بدأت انتفاضاته تتوالى في أماكن مختلفة من البلاد، نتيجة حال الفقر والجوع الذي وصل إليه الإيرانيون، إضافة للأزمات التي خلقها النظام نتيجة رعونته وتخبطه.

وبدأت السيدة رجوي خطابها بتهنئة الشعب الإيراني، والاستبشار بالنصر القريب، قائلةً: "طابت لکم بداية السنة التي هي طليعة مرحلة الانتفاضة وإسقاط النظام.. دقات ساعة حلول العام الإيراني الجديد، هي خطوات المنتفضين من أجل إسقاط الاستبداد الديني ومن أجل إقامة جمهورية ديمقراطية مستقلة قائمة على فصل الدين عن الدولة ومن أجل إيران حرة خالیة من الشاه والملالي وبدون التبعية للاستبداد".

فحوى خطاب السيدة رجوي يعد توصيفاً دقيقاً للوضع الاجتماعي والسياسي الحالي في إيران، مجتمع ناقم نتيجة الفقر والتضخم والفساد المؤسسي والجريمة والقمع وكورونا وانعدام أي حرية، مجتمع لا تريد فيه الطبقات الدنيا سلطة الملالي الحاكمة، ولا تريد الطبقة الحاكمة الفاسدة التي لا يمكن لها أن تكون مسؤولة أمام هذا المجتمع المنتفض.

وحول ما ينتج عن الأوضاع التي يعيشها الإيرانيون، قالت السيدة رجوي: "اليوم، يعيش نظام ولاية الفقيه في وضع بائس لم يسبق له مثيل في السنوات الأربعين الماضية، حكومة حسن روحاني مشلولة وعاجزة"..

وبشأن التطورات الدولية، قالت السيدة رجوي: "الملالي يعيشون حالة من الجمود والذعر، وعلقوا الآمال على الانتخابات الأمريكية؛ لكن بعد مرور 3 أشهر على عمل الرئيس الأمريكي الجديد، اتضح أنه من المستحيل العودة إلى التوازن والمعادلة السابقة وأن الوضع الراهن لن يسير بحسب ما يروقه الملالي".

كان تغيير الإدارة في الولايات المتحدة هو السراب الذي أشار إليه روحاني على أنه "فرصة"، وبموافقة خامنئي، أغلق حتى ميزانية عام 1400 الإيراني على أساس مبيعات 2.3 مليون برميل، وكانوا يحلمون في المساعدات الغيبية كاتفاق شبيه بالاتفاق النووي عام 2015 لتكون ركيزة لحفظ النظام؛ لكن كل هذه الأحلام ذهبت أدراج الرياح.

ويكفي أن ننظر هذه الأيام إلى مواقف أعلى المستويات السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا والوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول المنطقة، حيث تشير جميعها إلى "محاسبة" النظام الإيراني، فيما لم تكتف الإدارة الأمريكية برفع أي عقوبات حتى الآن، بل أضافت مستجوبين في الحرس للنظام الإيراني إلى قائمة العقوبات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وأمرت بقصف مكثف لمواقع النظام في سوريا بأمر من الرئيس.

وتطرقت السيدة رجوي إلى الوضع الاقتصادي المتدهور وما نتج عنه من اختناق، قائلة: "وفي المجال الاقتصادي أيضًا، يعترف خبراء النظام مرارًا وتكرارًا بأنهم وصلوا إلى قاع القدر، لكن الحقيقة أبعد من ذلك: وهو قرع ناقوس الإطاحة بالملالي".

ويمكن استنباط الحقيقة ذاتها في كلمات رئيس النظام حسن روحاني، الذي قال بنبرة تبعث على الخيبة: "كان عام 1399 أسوأ عام من حيث مبيعات النفط في السنوات الستين الماضية، خلال الـ 42 عامًا التي مرت على الثورة، لا أتذكر عاماً في المشقة والصعوبة مثل عام 1399 من حيث القيود الاقتصادية، كنا نواجه صعوبات مالية ". في حديث لروحاني بتاريخ20 مارس.

كما اعترف خامنئي، العاجز والمنهزم، بفشل شعاره المضحك في العام الماضي بأن "شعار 1399 كان شعار" الطفرة في الإنتاج " التي يجب أن أقولها.. والنتيجة لم تكن مشهودة في الاقتصاد العام ومعيشة الناس، أي لم تكن هذه الحركة محسوسة".

 

الأزمات تخنق النظام

يأتي هذا الوضع المتردي في وقت تصل فيه الانقسامات الداخلية للنظام وصراع العقارب الذي خاضه النظام خلال مهزلة الانتخابات 1400 إلى ذروة جديدة كل يوم، لدرجة أنه حتى في رسائل خامنئي وروحاني في أيام نوروز، نراهم يتصادمون مع بعضهم البعض.

في هذا الصدد، قال خامنئي الذي مهّد الطريق للقضاء التام على زمرة روحاني، "ستأتي إدارات جديدة إلى رأس العمل، وربما مفعمة بالحيوية، وتدخل في الإدارة التنفيذية لها..بالتالي هذه الانتخابات تجعل هذا العام في غاية الأهمية والحساسية".

روحاني بدوره سخر من خامنئي وبينما كان يتشدق بالدفاع عن حقوق الشعب أكد على "إجراء انتخابات حماسية ومشاركة قصوى"، محذرا الولي الفقيه من طرد زمرته من الساحة.

وأما الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية السيدة رجوي فقد قالت بشأن تناقض خامنئي في الانتخابات: "یواجه خامنئي تناقضاً يكمن في أنه من ناحية يريد أجواء ساخنة لمهزلة الانتخابات، لكنه من ناحية أخرى يريد تعيين مرشحه وإخراجه من الصناديق".

 

تقدير انفجار الشارع

وتحدثت السيدة رجوي في إحدى عباراتها عن الوضع المتفجر في المجتمع الإيراني، ومنها: "في العام الماضي.. أبقى المنتفضون ومعاقل الانتفاضة النار ملتهبة، لتشتعل من جدید بحلول نهاية العام من سراوان وسيستان وبلوشستان"..

وتجلت هذه الحقيقة من خلال الاحتجاجات المستمرة  والمتصاعدة على مستوى البلاد للمتقاعدين والفئات المحرومة خلال الأشهر الثلاثة الماضية من جهة.

ومن جهة أخرى، برز نوع من الراديكالية والعمق في انتفاضة المواطنين في سيستان وبلوشستان، تلك الانتفاضة، التي بدأت في الساعات الأولى من اندلاعها مع الاستيلاء على قواعد الحرس وتدمير المركبات والدراجات النارية للمرتزقة القمعيين، إلى درجة جاء حاكم سيستان وبلوشستان  المدعو موهبتي يوم 25 فبراير يقول مذعورا: "لا سمح الله، إذا حدث شيء مزعج، سيقضي على الأخضر واليابس، الأصولي والإصلاحي، و(جميع) المسؤولين يحترقون معا " لأن "العدو يعد إثارة فتنة!".

 

الثورة حقيقة وواقع

واستناداً إلى هذه الحقائق، خلصت السيدة مريم رجوي في خطاب النوروز إلى أن "الحقيقة أن المجتمع الإيراني يمرّ بحالة ثورية، وأن استعداد المجتمع لإسقاط النظام بات أمراً لا ريب فيه،.. اليوم يعيش نظام ولاية الفقيه في وضع بائس لم يسبق له مثيل في السنوات الأربعين الماضية... "وسيسمع الملالي خطى المنتفضين الذين يأتون لإزالة ما حل بهم من اضطهاد وقهر وفقر ونهب..وهم يأتون لبناء إيران جديدة، مزدهرة وعامرة، ومشرقة وسعيدة".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة