السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالشعب الايراني غير راض عن النظام

الشعب الايراني غير راض عن النظام

0Shares


بقلم : فهمي أحمد السامرائي

 


منذ أن قلبت إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، الاوضاع في إيران رأسا علی عقب و وضعت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في وضع و موقف حرج أمام العالم عموما وأمام حلفائه و عملائه خصوصا، فإن النظام يبذل جهودا حثيثة من أجل التمويه علی الحقيقة و التغطية عليها بهدف إمتصاص الغضب و السخط الشعبي و الذي وصل الی درجة المطالبة بإسقاط النظام.
التصريحات و المواقف المعلنة من جانب القادة و المسؤولين الايرانيين بعد الانتفاضة الاخيرة، تعمل علی الإيحاء بأن سبب الانتفاضة إقتصادي بحت وليست هناک من دوافع سياسية، وهو مايجافي الواقع خصوصا بعد صيرورة شعار(الموت لخامنئي) شعارا رئيسيا للإنتفاضة وصار يکتب علی جدران سائر المدن الايرانية وخصوصا طهران و المدن الکبری، ومايجب ملاحظته هنا، هو إن سائر القادة و المسؤولين في النظام من الجناحين يشارکون في هذه الحملة المشبوهة التي تهدف بطريقة مشبوهة و خبيثة الالتفاف علی الانتفاضة وهو مايؤکد مدی حالة القلق و التوجس التي تخيم علی النظام کله.
ويبدو إن الاحصائيات التي نشرها مرکز استطلاع الرأي الطلابي في إيران (ايسبا ISPA )، وهو مرکز حکومي تابع للنظام، بشأن نتائج استطلاع أجراه حول الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في إيران، أن نسبة 74.8% من الايرانيين غير راضين عن أوضاع بلادهم. هو سعي بالاتجاه الذي تحدثنا عنه آنفا، خصوصا إذا مالاحظنا إستخدام کلمة الاوضاع بدل النظام، فالشعب اساسا غير راض عن النظام لأنه هو من قد تسبب بتلک الاوضاع الوخيمة، إضافة الی أن تحديد نسبة 74.8%، هي الاخری کذبة أخری لهذا الاستطلاع الکاذب، ذلک إن معظم الشعب الايراني يعارضون النظام برمته.
هذه المساعي المحمومة الجارية من جانب قادة و مسؤولي النظام علب قدم و ساق، فإنها قد جاءت بعد أن تبين للنظام بأن الانتفاضة قد تمت بتخطيط و إشراف من جانب منظمة مجاهدي خلق، التي لاتقبل أية مداهنة أو مساومة أو حلول وسط وتری في إسقاط النظام علا و علاجا وحيدا لکل ماقد تسبب به هذا النظام، ويظهر بأن النظام يجرب حظه في عزل الشعب عن المنظمة تمهيدا لتدجين الانتفاضة و بالتالي ضمان خلاص و نجاة النظام من المصير الاسود الذي ينتظره من وراء هذه الانتفاضة.
طوال 38، عاما من عمر هدا النظام عمل کل مابوسعه من أجل دق أسفين بين الشعب الايراني و طليعته المناضلة من أجل الحرية، منظمة مجاهدي خلق وقد جند إمکانيا هائلة جدا من أجل ذلک، ولکن کان دائما يصطدم بجدار منيع يمثل العلاقة الجدلية المترسخة بين الطرفين و التي لم يستطع نظام الشاه أن يفک طلاسمها و هي عصية علی هذا النظام أيضا لأنه کسلفه ولايختلف عنه بشئ ولهذا فإن المواجهة مستمرة ولن تفيد هذه المحاولات البائسة بشئ ولابد من إسقاط هذا النظام.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة