الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحجب تطبيق تلغرام في إيران!

حجب تطبيق تلغرام في إيران!

0Shares

بقلم: د. سنابرق زاهدي*

 

أعلن النظام الحاکم في إيران وعلی لسان رئيس لجنة الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية في مجلس شوری النظام علاء الدين بروجردي بأن تطبيق تلغرام سيتم حجبه ابتداءا ً من نهاية الشهر الأول من العام الإيراني الجديد «فروردين»، أي من يوم العشرين من شهر مارس الجاري، وذلک بقرار من أعلی السلطات في إيران. وهذا معناه بأمر مباشر من خامنئي.

وعند قراءة هذا الخبر نواجه عدة أسئلة منها: ما مدلول هذه العملية؟ وما هو مفعولها في منع أبناء الشعب من التواصل؟ کيف يمکن مناصرة الشعب الإيراني في توفير إمکانية التواصل و…

لا شک أن عملية حجب تلغرام وشبکات التواصل الاجتماعي دليل دامغ علی استمرارية الانتفاضة وفاعليتها وخوف النظام من أبناء الشعب. الانتفاضة التي هزّت أرکان نظام الحکم في إيران. حجب تلغرام يعتبر اعترافاً من النظام بأنه لم يستطع من إخماد هذه الشعلة المتّقدة بفعل القمع من قتل أکثر من خمسين شخصاً في شوارع المدن وحملات الاعتقالات التي طالت أکثر من ثمانية آلاف شخص وممارسة التعذيب الهمجي بحق المعتقلين الذي أدی إلی استشهاد ما لا يقلّ عن 14 منهم تحت وطأة التعذيب. نعم الانتفاضة مستمرّة ومظاهرات واحتجاجات المزارعين في محافظة إصفهان ومظاهرات مواطنينا العرب في الأهواز والمدن الأخری في محافظة خوزستان، وکذلک إضرابات عمالية في مختلف مناطق إيران.

وإذا نظرنا إلی أن البطالة کانت أحد الأسباب الأساسية لاندلاع الانتفاضة، وأن حجم تلغرام- کما قال نواب مجلس الملالي- معناه أکثر من ما‌ئتي ألف شخص يفقدون مشاغلهم وأن ما يقارب نصف مليون شخص يفقدون لقمة عيشهم، نصل إلی نتيجة واضحة وهي ما عبّر عنه النظام بأن تطبيق تلغرام يهدّد الأمن «الوطني» لهذا النظام ، ولذا يجب حجبه وإعدامه!

بالنسبة للسؤال الثاني اعتقد أن حجم الاستياء الشعبي المتراکم أکثر بکثير من هذه المحاولات لمنع اندلاعها واستمرارها. إذن يمن القول أن الانتفاضة ستستمر بالرغم من هذه الأعمال القمعية التي تعتبر انتهاکاً للعديد من المعاهدات الدولية.

هناک نماذج أخری من فشل النظام في منع التواصل. علی سبيل المثال قام النظام خلال سنوات حکمه عدة مرات بالهجوم علی الأطباق اللاقطة وکسر هذه الأطباق وقامت «قوات المغاوير» في الحرس بعمليات «بهلوانية» والتسلّق بجدران المنازل وجمع الأطباق اللاقطة من أسطح المنازل وحرقها وکسرها وحتي دهسها بالدبابات والمدرّعات في مراسم «رسمية» وبحضور ممثلين من خامنئي وقادة الحرس. لکنه فشل في نهاية المطاف في تطبيق هذا المشروع ومنع أبناء الشعب الإيراني من استخدام الأطباق اللاقطة.

واعترف وزير الإرشاد السابق علي جنتي بفشل النظام في هذا المجال وأعلن أن هناک أکثر من خمسين مليون من الأطباق اللاقطة في إيران، ولا يمکن هدم هذه الکمية الهائلة، ولاينفع إذا هدمنا حتي أکثر من مليون منها.

والنقطة الثالثة وضرورة مناصرة الشعب في مجال التواصل فأری من واجب مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء في هذا المجلس أن لا تقبل بهذه الانتهاکات الصارخة للمعاهدات الدولية وأن تقدّم الدول التي لها أمکانية بتوفير هذه الخدمات لأبناء الشعب الإيراني ليستطيعوا من التواصل في ما بينهم.

وفي النهاية يمکن القول باليقين أن نظام ولاية الفقيه لن يربح هذه المعرکة بالعکس محاولاته في هذا المجال ستتحوّل إلی مزيد من السخط الشعبي نظام الإرهاب الحاکم في إيران باسم الدين وضد خامنئي الذي أمر بهذه الجريمة وبـ«إعدام» تطبيق تلغرام! وسيکون الشعب الإيراني علی وعد مع المقاومة المنظمة و مع «ألف أشرف»، أي ألف معقل للنضال والعصيان والتمرّد في جميع المدن والمناطق الإيرانية، لمواصلة انتفاضته ولإسقاط هذا النظام والتخلّص من براثن نظام الملالي وتخليص جميع شعوب المنطقة من هذه الحقبة السوداء.

 

*ر‌ئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة