بقلم:سهى مازن القيسي
تزداد الاوضاع التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صعوبة بعد قيام ولايات المتحدة بإلغاء الاعفاءات التي کانت ممنوحة لثمانية دول لإستيراد النفط الايراني، الى جانب أن هناك نوايا لفرض عقوبات جديدة أخرى على هذا النظام، وعلى الرغم من إن هذا النظام قد عمل کل مابوسعه من أجل إيجاد ثمة طرق وبدائل ووسائل وخيارات لمواجهة هذه العقوبات والضغوط الامريکية المتواصلة، لکن لايبدو إنه قد تمکن من ذلك أبدا ولاسيما وإن أوضاعه الاقتصادية المتدهورة وبنيته التحتية المتآکلة والاحتجاجات الشعبية المتواصلة ضده الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي تهجم على المقرات الامنية والحساسة ، کل ذلك يجعل النظام في حالة عجز واضحة.
خلال الاعوام السابقة وفي ظل مختلف الادارات الامريکية السابقة، کان النظام الايراني لايزال في عافيته ويستغل الثغرات والاختلافات الدولية والاقليمية ويلعب ويناور عليها حيث کان يستفاد من شبکة واسعة جدا من العملاء المزروعين في شتى بلدان العالم من أجل الالتفاف والتحايل على العقوبات المفروضة عليه، ولکنه وفي ظل المرحلة الحالية وفي ظل إدارة الرئيس ترامب، يجد إن الاوضاع قد إختلفت بصورة غير مسبوقة وإن الابواب تنغلق بوجهه الواحدة تلو الاخرى الى جانب إن شبکاته باتت هي الاخرى يتم فضح أمرها ويتم إنهاء دورها.
النظام الايراني الذي کان خلال الاعوام السابقة يستفاد من توظيف العامل الدولي من أجل السيطرة على الاوضاع في الداخل وکذلك في عزل وتهميش دور ونشاط المقاومة الايرانية، صار اليوم ليس يفتقد هذا العامل السياسي الفعال والمٶثر فقط بل وحتى إنه قد صار ضده، خصوصا بعد أن باتت المقاومة الايرانية تسعى للإستفادة من العامل الدولي المضاد للنظام وتجعله في خدمة مواجهتها ضد النظام وهي التي طالما دعت العالم الى الکف عن تقديم الدعم والتإييد لهذا النظام لأنه يقوم بإستغلاله ضد شعبه وضد المقاومة الايرانية، ولأن الاوضاع قد تغيرت من هذه الناحية کثيرا عن الاعوام السابقة فإن النظام وفي ظل تصاعد أزماته الداخلية وقلة موارده المالية التي کان يعتمد عليها بصورة رئيسية لکي يبقى واقفا على رجليه، فإنه يعاني حاليا من حالة إختناق ويمکن أن تردي به في أية لحظة.
عزلة النظام الدولية والاقليمية والتي تتزايد يوما بعد يوم مضافا إليها کراهية ورفض الشعب الايراني له الى جانب الدور والنشاط غير العادي الذي تقوم به المقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، والتي نجحت في تضييق الخناق على هذا النظام على أکثر من صعيد بعد کشفه وفضحه وجعل العالم على علم ودراية بکل مخططاته ونشاطاته المشبوهة، کل هذا يمهد الاجواء على أفضل مايکون لکي يتم التعجيل بنهايته.
