السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتإلا کبوة القائد

إلا کبوة القائد

0Shares

بقلم ليلى محمود رضا

 

 

في جميع الحروب و حالات المواجهة التي يخوضها بلد ما ضد أعدائه و خصومه، فقد تحدث أخطاء بل و خيانات و کبوات و إخفاقات هنا و هناك، لکن مع ذلك فإن المواجهة أو الحرب تستمر وقد يکون تأثير ذلك وقتيا أو جانبيا، ولکن عندما يکون الخطأ أو الکبوة من جانب القائد الاعلى، فإن سياق الامور و نوعية التأثير ستختلف إذ إن ذلك يعني الهزيمة بأم عينيها، فکل کبوة في المواجهات و الحروب و المعارك تهون و يمکن معالجتها إلا کبوة القائد!

الاتفاق النووي الذي أبرمه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع مجموعة دول 5+1، في صيف عام 2015، والذي صار في مهب الريح بعد الانسحاب الامريکي منه، يدور جدل و لغط حاد و غير عادي بشأنه في داخل الاوساط الحاکمة في طهران، ذلك إن آثار و تداعيات فشل و إنهيار هذا الاتفاق قائم على قدم و ساق، وهو مايعني حدوث الکارثة الکبرى بالنسبة للنظام في طهران، ولهذا فإن الذي يجري حاليا هناك، هو البحث عن شماعة من أجل تعليق أسباب فشل الاتفاق عليها منذ الان.

عندما يحمل لي رضا رحيمي عضو البرلمان الايراني، المرشد الاعلى مسؤولية فشل الاتفاق النووي قائلا:" يبدو أن هناك من يحاول وصف القيادة في ملف الاتفاق النووي بلا صلاحية وتقديم الحكومة كعامل مبسوط اليدين ووصف الحكومة في الرأي العام بأنها هي المذنبة. أيها الاخوة لا تنسوا أن مفاوضات الاتفاق النووي تم قيادتها ورصدها وتوقيعها في ظل القيادة وهذا يشكل جانبا من سجل كل الحكم."، وعندما يبادر الرئيس السابق أحمدي نجاد الى إصدار بيان يحمل فيه بدوره المرشد الاعلى أيضا مسؤولية الفشل في الاتفاق النووي، وهذان الموقفان الصادران من إتجاهين متباينين، لم يصدر من فراغ، فهناك جدل و لغط کبير يدور خلف الکواليس عن السبب الرئيسي لفشل الاتفاق، ولأن ليس المسٶولين الايرانيين فقط وانما العالم کله يعلم جيدا بأن حکومة روحاني کانت تقوم بالمفاوضات مع الدول الکبرى تحت إشراف خامنئي شخصيا، ولذلك فإن الوحيد الذي يتحمل المسٶولية و بغض النظر عن کل شئ هو خامنئي.

الاتفاق النووي الذي باتت مساوئه تظهر للعلن ومن إنه کان في خطه العام لصالح طهران، والذي کانت زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، قد إنتقدته بعد صدوره و طالبت بتحصين الاتفاق لأنه دون الطموح وفيه الکثير من الثغرات و العيوب، مشددة على إنه ومن دون رقابة و إجراءات صارمة لايمکن الرکون الى إلتزام هذا النظام وإنه سيواصل إنتهاکاته، وقد أثبتت الاحداث و التطورات الجارية من بعد إبرام الاتفاق ولحد يومنا هذا مصداقية ذلك، لکن المشکلة، إن إعلان فشل الاتفاق لن يمر مرور الکرام في داخل إيران، فالشعب الايراني الذي أوصلوه الى حافة الفقر و المجاعة و عانى ماعانى بسبب من البرنامج النووي، لن يبقى ساکتا أبدا عندما يعلم بأن فشله و إنهياره سببه الرئيسي خامنئي، فکل شئ يمکن أن يبرر و يعالج إلا کبوة القائد!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة