بقلم:حسيب الصالحي
إنهم يحصدون ماقد زرعوا طوال الاعوام الماضية. هذا هو لسان حال أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وهم يستقبلون نبأ إختيار الرئيس الامريکي لصديق المقاومة الايرانية جون بولتون بمثابة مستشار للأمن القومي الامريکي، والذي نزل کخبر صاعق علی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولاريب من إن هذا التطور له أهميته و دوره علی الصعيد السياسي فيما يرتبط بالقضية الايرانية.
القيادة الحذقة و المحنکة لزعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، مريم رجوي، والتي نجحت في کسب جبهة عريضة من الشخصيات السياسية و الثقافية علی المستويين الدولي و الاقليمي وقد ساهمت هذه الشخصيات بتوسيع جبهة النضال ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الوقوف بوجه سياساتها المشبوهة المعادية لمنطقة السرق الاوسط و العالم، وقد کانت المؤتمرات و التجمعات الدولية المختلفة التي تقوم بها المقاومة الايرانية و التي تحضرها کل تلک الشخصيات ومن بينها السيد جون بلتون، ذات أثر کبير في ليس في توعية و العالم کله بالتهديد الذي يمثله النهج المشبوه للنظام الايراني فقط وانما منحت المعنوية و العزم و الامل أيضا للشعب الايراني من إن لديه جبهة واسعة من الاصدقاء و المؤيدين لقضية نضاله العادل ضد النظام، ولاريب من إن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانونون الاول 2017، يمکن إعتبارها إحدی ثمار هذه الجبهة العريضة، خصوصا وإن صوت هذه الجبهة إرتفع و يرتفع عاليا لمساندة هذه الانتفاضة و الوقوف الی جانب نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل مستقبل مشرق لإيران و تخليصه من النظام الحالي.
إختيار بولتون لهذا المنصب، ولاسيما بعد أن صار علی إطلاع و بينة کاملة بمختلف جوانب القضية الايرانية و مايتعلق بها، سوف يکون له من دون أدنی شک في دفع السياسة الامريکية بإتجاه مناصرة قضية حرية الشعب الايراني و تنعمه بالديمقراطية بعد قرابة أربعة عقود من الظلم و الاضطهاد المستمر الذي تعرض له، والاهم و الاکثر لفتا للنظر من ذلک، إن آثار و تداعيات الانتفاضة لازالت مستمرة ولازال الشعب الايراني ساخطا و يغلي غضبا علی النظام و ممارساته، وبقد ماسيکون نبأ إختيار بولتن لهذا المنصب مثيرا لذعر النظام فإنه ومن دون شک سيکون سارا جدا للشعب الايراني و لشعوب المنطقة أيضا.
الاوضاع القلقة و غير المستقرة في إيران و تصاعد حدة الصراع بين الجناحين و التي وصلت الی حد إتخاذ إجراءات ضد بعضهم کما حدث في سجن أثنين من کبار مستشاري الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي يشدد من هجماته و إنتقاداته للنظام والتي کانت آخرها إتهامه للمرشد الاعلی الايراني بالاستحواذ علی 190 مليار دولار من أموال الشعب الايراني، کلها تدل بشکل أو آخر علی إن إيران تسير نحو منعطف حاسم سيبين الخيط الابيض من الاسود.
