بقلم:أمل علاوي
عندما نراجع التأريخ، نجد فيه الکثير من الدروس و العبر ذات المغزى العميق، حيث نجد فيه الکثير من من المسائل و المواضيع و القضايا الملفتة للنظر، لکن أهم شئ يجب الانتباه إليه، هو إنه وعندما يتم تتبع تأريخ الحضارات و النظم السياسية و الفکرية المختلفة، نجد لکل منها فترات تشهد فيه الازدهار و القوة و التقدم فيما هناك أيضا فترات الضعف و الانحلال و السقوط، ومن الواضح إن التأريخ يعيد نفسه و ليس الحاضر بمنأى عن السنن التأريخية و الطبيعية، ولعل و بعد 40 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ، فقد صار هناك إقتناع کامل بأن هذا النظام يعيش فترة الانحطاط و الضعف و الانحلال التي تمهد کما هو واضح و معلوم للسقوط الحتمي.
الاوضاع الصعبة جدا التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تزداد وخامة يوما بعد يوم على مختلف الاصعدة و بشکل خاص الداخلي حيث تتفاقم الامور بوجه السلطات الايرانية من جراء إستمرار الاحتجاجات الشعبية الصاخبة والتي هي أساسا إمتداد لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، ومع إن السلطات الايرانية تبذل کل مابوسعها من أجل أن تستعيد زمام الامور بيديها و تسيطر على الاوضاع کما في الفترات السابقة، کما کانت النظم و الحضارات السابقة التي في طريقها للأفول و السقوط أن تعدل أوضاعها دونما جدوى.
المشکلة الاکبر و الاهم التي ليس بإستطاعة النظام الايراني إزاحتها من أمامه، هي إن هناك بالاضافة للإحتجاجات الشعبية الواسعة و الضغط الخارجي، بديل سياسي صاعد لهذا النظام، يتمثل في منظمة مجاهدي خلق التي صارت بإعتراف النظام نفسه أکبر قوة معارضة ضده و من تقف خلف کل مظاهر الرفض و الاحتجاج ضده، والذي يجعل موقف و وضع النظام أکثر خطورة و إحراجا، هو إن منظمة مجاهدي خلق لاتکتفي بالنضال الداخلي و المواجهة المباشرة ضد النظام وانما تسعى أيضا لتوظيف النضال الخارجي أيضا و کشف و فضح هذا النظام على حقيقته، وإن التجمع السنوي القادم العام للمقاومة الايرانية و الذي سينعقد في الثلاثين من حزيران 2018، والذي ستساهم المنظمة بالدور الاساسي و الاکبر فيها لکونها العمود الفقري للمقاومة الايرانية، هذا التجمع سيکون بمثابة مکان و موقع آخر لمواجهة النظام و توجيه ضربات قوية أخرى ضده تساهم في تقوية موقف الشعب الايراني و تعجل بإسقاط النظام.
