الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحرب طهران الالکترونية

حرب طهران الالکترونية

0Shares

الحذر والخوف المتزايد في إيران من الفضاء الالکتروني هو في الحقيقة إمتداد لحالة خوف أو بالاحرى فوبيا مجاهدي خلق. هذا ما كتبته الكاتبة سعاد عزيز في مقالها «حرب طهران الالكترونية» وقالت:

قد رفعت شعار إسقاط النظام ونجحت في قيادة الانتفاضة الاخيرة بإعتراف المرشد الاعلى للنظام نفسه، وإن الصراع الطويل والضاري بين النظام القائم في إيران منذ تأسيسه قبل 4 عقود وبين مجاهدي خلق، يوضح بأنه صراع ومواجهة غير عادية وإن مجاهدي خلق قد أثبتت على الدوام بأنها جادة الى أبعد حد في تحقيق أهدافها وغاياتها.

وإليكم نص المقال:

 

 

بقلم: سعاد عزيز

10 سبتمبر2019

 

  • على خلفية التأثيرات الکبيرة والفعالة التي ترکتها تکنلوجيا الاتصالات على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتخوف الاخير منها وسعيه للحد منها والسيطرة عليها ولاسيما وإنه قد قام بحظر منذ عام 2009، والسعي لفرض شبکات داخلية تفصل إيران عن العالم الخارجي، ناهيك عن إن طهران قد أعلنت قبل فترة عن نيتها في إنشاء “وزارة الثقافة رقم 2″، مهمتها مراقبة الفضاء الإلكتروني والإنترنت ومواقع وشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي. واليوم وبعد کل هذا أعلن غلام رضا سليماني قائد ميليشيا الباسيج (التعبئة الشعبية)، التي تخضع لإشراف الحرس الثوري في إيران، عن تشكيل 1000 كتيبة سيبرانية كانت تستخدم للسيطرة على البيئة الاجتماعية!

هذه الاهمية غير العادية والاستثنائية التي منحتها وتمنحها طهران للفضاء الالکتروني وسعيها للحد منه والسيطرة عليه، تأتي في الحقيقة خوفا من النشاطات التي تقوم بها مجاهدي خلق في هذا المجال والذي طالما تحدث بشأنه العديد من القادة والمسٶولون الايرانيون، لکن الذي يجب الانتباه له هنا وأخذه بنظر الاعتبار هو إن السلطات الايرانية وعندما تواجه أية مشکلة أو أزمة ما فإنها توجه أصابع الاتهام لمجاهدي خلق وتحذر من دورها في ذلك وهناك مئات الامثلة على ذلك، بل وحتى إنه عشية کارثة السيول التي إجتاحت أکثرية المحافظات الايرانية فإن القادة الايرانيون قد حذروا من دور للمنظمة في تلك المناطق وقاموا بتکثيف الدوريات هناك!

الحذر والخوف المتزايد في إيران من الفضاء الالکتروني هو في الحقيقة إمتداد لحالة خوف أو بالاحرى فوبيا مجاهدي خلق، ولاسيما وإن الاخيرة قد رفعت شعار إسقاط النظام ونجحت في قيادة الانتفاضة الاخيرة بإعتراف المرشد الاعلى للنظام نفسه، وإن الصراع الطويل والضاري بين النظام القائم في إيران منذ تأسيسه قبل 4 عقود وبين مجاهدي خلق، يوضح بأنه صراع ومواجهة غير عادية وإن مجاهدي خلق قد أثبتت على الدوام بأنها جادة الى أبعد حد في تحقيق أهدافها وغاياتها، ولذلك فإن طهران تسعى وعبر الطرق والاساليب المختلفة الى الحد من دور وتأثير هذا المنظمة، غير إن الذي يثير صداعا لطهران وأجهزتها الامنية، هو إنه وعلى الرغم من کل الاحترازات والتحوطات والاجراءات الامنية المتشددة، فإن نشاطات وتحرکات المنظمة مستمرة ومتواصلة خصوصا بعد أن تم تشکيل معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة وهي خلايا نشيطة تابعة لها في سائر أرجاء إيران، وفي کل الاحوال، فإن الاجراءات الامنية المتشددة والعواقب الوخيمة لکل من يلقى القبض عليه وله صلة بهذه المنظمة، لم تستطع أن تمنع المنظمة من مواصلة نشاطاتها المضادة بل وحتى يبدو إنها قد تکيفت مع تلك الاجراءات المتشددة ولذلك فإن حرب طهران الالکترونية لايمکن أن تحقق النتائج الاساسية المرجوة لها إذ أن جبهة مجاهدي خلق أکبر وأوسع من تلك الدائرة الضيقة التي تتصورها طهران

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة