الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني وإجراءات متناقضة

النظام الإيراني وإجراءات متناقضة

0Shares

شارك روحاني يوم 21آب/ أغسطس 2018 في مراسم إزاحة الستار عن مشروع تصنيع الطائرات الحربية وألقى كلمة فيها. ويدل زعم النظام القاضي بتنفيذ مشروع تصنيع الطائرات الحربية من قبل نظام الملالي في خضم الأزمة الاقتصادية والغلاء المتزايد والقاصم للظهور، على الإجراءات المتناقضة لحكم الملالي.

وهي الحكومة التي تعجز عن معالجة أصغر مشكلة اقتصادية في المجتمع من جهة وتزعم بتطورات علمية وعسكرية من جهة أخرى وذلك في الوقت الذي يذعن فيه المسؤولون والخبراء التابعون في النظام بعدم جدوى البرامج النووية والصاروخية باهظة التكلفة للنظام.

ورغم ذلك ما يوضح أكثر من أي شيء آخر مواقف متناقضة للنظام هي تصريحات متضاربة جملة وتفصيلا لروحاني في هذه المراسم.

 

تصريحات متضاربة لروحاني بشأن السلام مع العالم

وتحدث روحاني عن ضرورة انتشار الأسلحة والقوات العسكرية من جهة ومن جهة أخرى أكد على سلمية مآرب النظام متشدقا بالسلام والتعامل مع العالم حيث قال: إذا ما لم نكن أقويا، فهناك أشخاص آخرون يقدرون على القضاء علينا…

ورؤية النظام تجاه جميع الأزمات الطاغية عليها على الصعيد السياسي هي رؤية مماثلة. وعندما يتحدث مسؤولو النظام بشأن المفاوضة مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي مع أوروبا والانضمام أو عدم الانضمام إلى إف.إي.تي.إف وما شابهها، فلا يملك شيء في جعبته سوى تصريحات متضاربة والكيل بالمكيالين.

 

مأزق في العلاقة مع أوروبا

وبشأن العلاقة مع أوروبا يقول ظريف: «تعد إجراءات تقوم بها أوروبا الإعلان عن المواقف قبل أن تكون إجراءات عملية، رغم أنهم تقدموا بعض الشيء نحو الأمام». وأضاف قائلا: «نعتقد أن أوروبا لم تكن مستعدة لدفع الثمن بعد».

ويتضح التضارب هنا في كلام ظريف. إذا كان من المقرر أن تشق أوروبا طريقا للنظام من أجل مواصلة الاتفاق النووي، فعلى النظام أن يدفع ثمن ذلك. ويطرح ظريف القضية كأن أوروبا هي بحاجة إلى ذلك وليس النظام، حيث يتحدث عن عدم جاهزية واستعداد أوروبا من أجل دفع الثمن!

ولا يشير ظريف إلى أنه على النظام أن يدفع ثمن العلاقة مع أوروبا وذلك ليس بشيء إلا الرضوخ للشروط الأوروبية. ومن هنا يبدأ مأزق طال النظام لأن الإجابة على الشروط الأوربية جزء من حسم السياسة الأشمل للنظام فيما يتعلق بأميركا والعالم بأسره.

وهذه هي قضايا يعجز النظام عن اتخاذ القرار بشأنها وهذا هو المأزق الذي جعل المسؤولين في النظام يتضاربون في الكلام.

 

مأزق يواجهه النظام في قبول FATF والتفاوض مع الويالات المتحدة

ويمكن مشاهدة ذلك بشأن FATF والمصادقة على لوائحه. وترغم العقوبات التي على الأبواب والحقائق الاقتصادية النظام على الانضمام إلى هذه الاتفاقية من جهة ولكن في هذه الحالة عليه الكف عن أداته الإرهابية وحزب‌الله ونظرائه من جهة أخرى.

وبشأن التفاوض مع الولايات المتحدة يتعرض النظام لمأزق مماثل. ولو كان النظام برمته وبشأن التفاوض مع الولايات المتحدة متفقا على كلمة موحدة كما طالب خامنئي في خطابه يوم 13آب/ أغسطس بعدم وجوب التفاوض، لكان من المفروض أن تنخفض نبرة النزاع والصراع والتوترات في النظام بشأن المفاوضة أو عدم المفاوضة ولكن الصراع اشتد.

 

مرور الزمن يعمل ضد النظام

تعود جذور المواقف المتضاربة لرموز حكومة الملالي إلى مأزق طال النظام حيث يتجلى في مواجهة العصابتين كلتيهما ضد البعض فضلا عن تصريحات كل من روحاني وخامنئي وهذا المأزق لا يعني إلا «عدم وجود الحل». ويشبه الرضوخ للشروط الضرورية للخروج من هذا المأزق بأن يلقي النظام حبل المشنقة على رقبته نفسه من جانب كما والبقاء والتورط في هذا المأزق خطير للغاية من جانب آخر. وبالمناسبة سوف يضر مرور الزمن في هذا المأزق بالنظام. ومضمون الكثير من إنذارات العصابات داخل النظام هو أن الفرصة بدأت تفوت ونتأخر غدا، لأنه وكلما يمر يوم كلما تتفاقم الظروف. والمثير هو تأكيد العصابتين على هذا الموقف.

في الحقيقة لا حل ولا مناص ولا مفر للنظام من أي طرف وخامنئي غير قادر على اتخاد القرار نظرا لعجزه المفرط، وكل يوم يمر يصعب عليهم اتخاذ هذا القرار أكثر فأكثر وسوف تكون آثار وتداعيات ذلك أكثر كارثية للنظام. وهكذا يبدو أن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هما اللذان يتخذان القرار النهائي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة