الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانخروج امريکا من الاتفاق النووي، خطوة طويلة في مسير الاستراتيجية الصحيحة!

خروج امريکا من الاتفاق النووي، خطوة طويلة في مسير الاستراتيجية الصحيحة!

0Shares
بقلم: عبدالرحمن مهابادي
 
 
أربعة أيام قبل وقت نهاية الموعد النهائي في ١٢ مايو / ٢٠١٨ الامر الذي لا يمکن فصله عن التصميم الذي تم عقده علی السياسة والاستراتيجية المعلنة قبله، الرئيس ترامب اعلن خروج امريکا من الاتفاق النووي وافتتح صفحة جديدة في المعادلات الدولية ضد النظام الديکتاتوري الحاکم في إيران. علی الرغم من أن هذا القرار کان متوقعا مقدما ولکن الان قد اتخذ جانبا رسميا حتی يتخذ في الخطوة القادمة عملياته التنفيذية في جدول أعماله. من الواضح ان هذا الاجراء الامريکي خلافا لادعائات النظام ولوبياته لا يعني بداية لحرب جديدة في المنطقة واذا تم اتخاذ قرار الحرب فمن الواضح مقدما أن النظام الإيراني هو من کان المسبب فيها ولا احد غيره يريد هذه الحرب.
دونالد ترامب خلال خطابه أعلن أن: "النظام الإيراني هو النظام الاساسي الداعم للارهاب “هذا النظام الذي سعی عن طريق نهب ثروات الشعب الإيراني ودعم المجموعات الارهابية في المنطقة للحصول علی السلاح النووي واخذ العالم والمجتمع الدولي کرهينة. الرئيس الامريکي وصف بشکل جيد أن هذا الاتفاق النووي الموقع مع النظام الإيراني علی انه مساعدة لبقاء واستمرار النظام الإيراني. ولان هذا الاتفاق لم يعيد فقط مليارات الدولارات للملالي الحاکمين في إيران ليصرفوها علی مشاريعهم النووية والصاروخية بل سمح لهم باعادة تخصيب اليورانيوم من جديد بعد فترة قصيرة. ومن هنا اعتبر ترامب دائما أن هذا الاتفاق أمر مخيف وخطير للغاية وکارثي لايجب الاستمرار به أو الامضاء عليه. حيث قال في حديثه فيما يتعلق بهذا الموضوع: “هذا الاتفاق بالنسبة لي کمواطن أمريکي وصمة عار کبيرة ومخجلة ".
وفي الاتجاه الصحيح تنتهي مواقف الرئيس الامريکي هناک حيث في القسم الاخير من خطابه يضع الولايات المتحدة بجانب الشعب الإيراني وقال: “قرابة ال ٤٠ عام قام هذا الدکتاتور المتلسط بجلب الحروب والويلات وقام مفتخرا باخذ الامة الإيرانية کرهينة ".  من معظم 80 مليون شخص في إيران ، للأسف ، لم نر إيرانيا نجح في التعايش بسلام مع جيرانهم أو حظي ذلک بالاعجاب والاشادة الدولية وذلک بسبب افعال نظام ولاية الفقيه العدائية تجاه الدول المجاورة لکن مستقبل إيران يخص شعبها. هم الورثة الحقيقيون للثقافة الغنية والأرض التاريخية القديمة. إنهم يستحقون دولة تتحقق فيها احلامهم بالعدالة والمساواة يفتخرون فيها بتاريخهم العريق ويمجدون فيها الله “
الحقيقة التي يجب أن لا نبتعد عنها هي أن التغييرات والتحولات في الاعوام الماضية فيما يخص إيران هي نتاج استراتيجية دقيقة وصحيحية تم دفع اثمان باهظة وثقيلة في سبيل تحقيقها حتی اليوم.  المقاومة الإيرانية علی مدی حکم نظام الملالي کانت في خضم معرکة شاملة ومفتوحة مع نظام الملالي الديکتاتوري. فاذا اردنا النظر بشکل صحيح الی قضية إيران واردنا الوصول فيها الی تحليل صحيح لا يمکننا غض البصر عن الدور والتاثير الفريد للمقاومة الإيرانية في هذا التحول الکبير.  المقاومة الإيرانية وحدها کانت أول من حمل راية الحرية ضد اصولية الملالي الاسلامية وکانت أول سد منيع وقف في وجه سياسات الملالي في نشر الحروب والتدخلات في شؤون العراق ودول المنطقة وکانت أول جهة قامت بفضح ارهاب ومشاريع الملالي النووية ، تلک هي المقاومة الإيرانية التي يشکل فيها مجاهدو خلق القوة المحورية والاساسية.
بعبارة اخری لولا وجود هکذا قوة مؤثرة في ساحات النضال ضد نظام الملالي لايمکن لاي شخص التصور الی ماذا سيؤول اليه المجتمع الدولي والی أي نقطة خطيرة ومؤلمة سيصل. وکما يمکن رؤية الوجه الاخر لهذه الحقيقة من خلال انتفاضة الشعب الإيراني الاخيرة من اجل تغيير النظام في إيران . ليس من دون سبب أن نری مسؤولي ورؤوس نظام الملالي بسبب خوفهم من اقتراب سقوط نظامهم قد استعملوا لوبياتهم وجميع امکاناتهم من أجل اطفاء محرک الانتفاضة أي المقاومة الإيرانية. الشعب والمقاومة الإيرانية معا يشکلون وحدة ضرورية غير قابلة للتجزئة والفصل من اجل تحقيق التغيير والتحول الاساسي في إيران الحالية.
هذه المقاومة التي تميزها من وجه السيدة مريم رجوي الصبوح شمس المقاومة الإيرانية والتي تحتوي في طياتها علی بديل ديمقراطي وشعبي ومن أجل حرية إيران وإيران الحرة غدا بينت وحددت مشاريعها وبرامجها المعلنة والتي تتمتع بدعم قوي سواءا علی مستوی الداخل الإيراني أو علی المستوی الدولي. "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" هو هيکلها وهيئتها التنفيذية ، في نهاية الشهر السادس بعد الإطاحة بنظام الملالي ، سيتم استبداله عن طريق انتخابات حرة ونزيهة بالجمعية التأسيسية والناس المنتخبين فعليًا من أجل رسم مسار إيران المستقبلي بکل جوانبه.
في مثل هکذا مسير ومع هکذا استثمار رحبت المقاومة الإيرانية بمواقف رئيس الولايات المتحدة الامريکية الاخيرة وفي اطار تکريم هذه المواقف دعت المجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات الضرورية واللازمة الاخری.
السيدة مريم رجوي من جانب المقاومة الإيرانية التي کانت أول جهة قامت بکشف وفضح برنامج ومشاريع النظام النووية السرية وکانت اول حامل لراية إيران الغير نووية قالت: الخلاص من الخطر النووي والارهابي لهذا النظام يتلخص في الخلاص من هذا النظام باکمله. لاوجود لنظام ولاية الفقيه بدون وجود الارهاب والقمع واسلحة الدمار الشامل.
واضافت السيدة مريم رجوي: کما أن الانتفاضة الوطنية العارمة في شهر يناير الماضي قد أظهرت مطلب عموم وغالبية الشعب الإيراني في الحرية والخلاص من الظلم والاستبداد الديني. التغيير والتحول الديمقراطي في إيران أمر لا مفر منه وإيران الحرية سوف نراها في المنظور القريب. نهاية الدکتاتورية والفاشية الدنية أمر مرتبط ارتباطا وثيقا باحلال السلام والديمقراطية والامن والاستقرار في المنطقة. هذا هو الطريق الوحيد لانهاء الحروب والازمات في المنطقة ومنع حدوث حرب أکبر في المنطقة.
وبناء علی هذا فبعد خروج امريکا من الاتفاق النووي يبقی من الضروري والمهم جدا الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية تحت عنوان الممثل الحقيقي والصحيح للشعب الإيراني .وذلک لان تغيير نظام الملالي الدموي واستبداله بنظام وحکومة شعبية ووطنية ممکن وميسر فقط من خلال هذا الطريق.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة